بعد سنوات طويلة من اندحاره عاد الإرهاب ليطل برأسه فى مصر من جديد يحصد أرواح الأبرياء من أبنائها بشتى المجالات حيث ملأ الإرهاب ثوب مصر بدماء الأبرياء فلم يُفرق بين طفل أو عجوز أو عين ساهرة على حماية أرضها وعرضها و أصبح صوت الانفجار الشديد وكأنه يوم الفزع، صراخ زوجات ترملن و أمهات ثكالى فقدن أبناءهن وأطفال تيتموا وقلوب الأسر يعتصرها الألم قلقا على أبنائها الضباط و المجندين الذين خرجوا لخدمة وطنهم لا يعلمون مصيرهم فأصبح الإرهاب الذى يعنى الغدر الاسود الذى يجتاح بيوت المصريين لتأتى مصر فى تصنيف عام 2014 فى التصنيف الخامس فى الدول الاكثر تعرضا للإرهاب بعد أن سبقتها العراق وسوريا وليبيا وكلها دول عربية ليصبح الوطن العربى مستهدفا بغرس الفكر الإرهابى بين أبنائه وعلى الرغم من أن الإرهاب ليس ظاهرة جديدة بمصر فإنه حاول النيل من أمنها واستقرارها فى 2014 بشكل أكثر شراسة، فكان رجال الجيش والشرطة له بالمرصاد قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن ورووا بدمائهم حياة باقى الشعب المصرى لينمو الاستقرار فهل سيتم تطهير البلاد فى عام 2015 من الإرهاب أم ستظل الدولة تواجهه أيضا؟ ومع بداية عام 2014 تم استهداف مديرية أمن القاهرة بواسطة سيارة مفخخة واستشهد 4 مجندين وأصيب 54 آخرون وذلك فى 24 يناير عام 2014 وكان الحادث الأكثر جرأة من العناصر الإرهابية و الذى استهدف أكبر مديرية أمن بالمحافظة و نجح رجال الامن فى ضبط مرتكبى الواقعة. و فى فجر يوم السبت 15 مارس استهدف مجموعة من المسلحين داخل سيارة عددا من الجنود بكمين الشرطة العسكرية بمسطرد مما أسفر عن مقتل 6 من المجندين . وبدأ الإرهاب يطل بقوة فى حادث الفرافرة الشهير الذى استهدف جنود إحدى النقاط الأمنية بمنطقة الفرافرة مذبحة الفرافرة نفذها مجموعة إرهابية فى كمين لحرس الحدود المصرية التابع للكتيبة رقم 14 بمنطقة "الدهوس بالوادى الجديد فى 19 يوليو 2014 وذلك فى أثناء تواجد أفراد الكمين بالكيلو 100 بالمنطقة الواقعة بين واحة الفرافرة والواحات البحرية ما أسفر عن استشهاد 28 ضابطا ومجندا وكان قد سبق أن تم الهجوم على نفس الكمين يوم 1 يوليو مما أدى إلى مصرع ضابط جيش و5 مجندين ردا على قيام قوات الجيش بضبط أربعة مهربين من محافظة مطروح وبحوزتهم 12 ألف كرتوتة سجائر مسرطنة مجهولة المصدر وثلاث سيارات دفع. ولعل أبشع الحوادث إرهابا هو ما شهدته محافظة شمال سيناء ففى يوم الجمعة 24 أكتوبر 2014 استشهد 28 وأصيب 34 من افراد القوات المسلحة فى هجوم ارهابى استهدف نقطة عسكرية فى منطقة كرم القواديس شمال سيناء وتم الهجوم الارهابى بسيارة مفخخة تحمل كميات كبيرة من المتفجرات اعقبها اطلاق قذائف هاون على الكمين الامنى، الامر الذى ادى إلى انفجار مدرعتين ومخزن للذخيرة وارتفاع اعداد الشهداء والمصابين والذين تم نقلهم على الفور إلى مستشفى العريش العسكرى وتم نقل الحالات الحرجة لتلقى العلاج بالمستشفيات العسكرية بالقاهرة وتم تشديد الاجراءات الامنية وإغلاق الطريق الدولي ومن خلال سلسلة من الإجراءات الأمنية والحملات المكثفة نجحت أجهزة الأمن فى تعقب مرتكبى الجريمة و القضاء عليهم لتكون بذلك جريمة كرم القواديس هى السيف الذى ذبح الإرهاب فى مصر. وبسبب تلك الحوادث الإرهابية التى شهدها العام 2014 وبالتحديد منذ فض اعتصامى رابعة والنهضة يمكن أن يطلق على هذا العام عام الإرهاب، فقد شهد هذا العام 150 حادثا إرهابيا مما يعد رقما كبيرا وهناك تطلع إلى أن تقل الحوادث الإرهابية و تندثر فى عام 2015. أوضح اللواء محمد صادق وكيل جهاز أمن الدولة السابق أن هناك فرقا كبيرا بين إرهاب التسعينيات وإرهاب عام 2014 والمدعوم من مخابرات وقوى خارجية وبشكل معلن والقوات المسلحة والشرطة تخوض حربا حقيقيا ضد الإرهاب ومخابرات دول خارجيه تدعم الجماعات أو التنظيمات السرية دعما لوجيستيا بالمال والسلاح والتدريب ولذلك فإن الحرب على الإرهاب ليست معارك عسكرية فقط، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 40 دولة تواجه داعش ولم تستطع القضاء عليها خلال الأشهر الماضية وما يقوم به الجيش والشرطة فى مصر إنجاز كبير فالإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة ولولا الدعم الخارجى كان انتهى منذ فترة . وأشار وكيل جهاز أمن الدولة السابق إلى أن عناصر الإرهاب ليست عناصر أو تنظيمات إرهابية تستهدف النظام الحاكم بالدولة وإنما الأمر أبعد من ذلك فهذا مخطط مخابرات إقليمية ودولية تستهدف تفتيت الدول إلى ما يطلق عليه الشرق الأوسط الجديد، لذا فإن مواجهة الإرهاب هى حرب معلومات تستخدم هذه العناصر من قبل أجهزة المخابرات التى تقدم لها الدعم المادى والمعلوماتى لتنفيذ العمليات الإرهابية وهو ما يستلزم دعم أجهزة المعلومات بمصر. موضحا أن الخطر الأكبر والذى يمكن أن يصعب دور الدولة فى هذه المواجهة هو الانشقاقات الداخلية مشيرا إلا أن الانتخابات البرلمانية فى عام 2015 نقطة فاصلة فى مواجهة الإرهاب وهو ما ينبغى أن يدركه جميع السياسيين والأحزاب، فالأمر فى المرحلة الحالية ليس عدد المقاعد بالبرلمان بل هو استقرار الدولة ويمكن أن تستغلها الأجهزة الخارجية الداعمة للإرهاب فى تأجيج الفتنة والانشقاق الداخلى بين أبناء الشعب وهو ما فشلوا فيه خلال الفترة الماضية بعد حرق الكنائس إلا أن الأقباط أدركوا جيدا ما يحاك للبلاد وتم إجهاض مخطط الفتنة الطائفية لتحاول تلك العناصر تأجيج الفتنة العرقية بما حدث بين الدابودية والهلايل بأسوان، إلا أن الدولة نجحت أيضا فى وأدها فتلك الأجهزة و الأنظمة تعلم جيدا أن هذه الفتن هى المدخل لإثارة القلاقل بالبلاد حيث اعتبر اللواء محمد صادق أن نجاح الانتخابات البرلمانية شهادة وفاة للإرهاب مع بداية عام 2015 .