حالة من التوتر والاعتراضات ضربت قطاع الفنون التشكيلية خلال الأيام الماضية، بسبب استقالة الدكتور أحمد عبدالغنى رئيس القطاع بعد أربعة أشهر من توليه المسئولية. كانت المبررات الظاهرة للعيان - ظروف صحية- ولكن أغلبية العاملين بالقطاع تمسكوا بوجوده، وتوجهوا إلي الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة للمطالبة برفض هذه الاستقالة، وتوضيحا للموقف قال الدكتور احمد عبدالغنى، " لم تكن هذه الاستقالة الأولي، التي تقدمت بها " ، مسترسلا: "أن المعوقات التي صادفتها في طريقي منذ تولى منصب رئيس قطاع الفنون التشكيلية كثيرة، دفعتني لتقديم استقالة شفهية لوزير الثقافة قوبلت بالرفض، ومع استمرار التعنت والجهد المضاعف، اتخذت قرارى النهائى بالاستقالة، فجمعت قيادات القطاع ومديرين العموم وأبلغتهم باعتذارى عن الاستمرار فى المنصب، موضحا المشاكل والمعوقات التى تواجهنى والتقصير المتعمد من قبل بعض القيادات.. وبالفعل تقدمت بالاستقالة رسميا لوزير الثقافة، ووعدنى بقبولها.. في اليوم التالى فوجئت بحب جارف من العاملين فى القطاع، علي اثر تجمعهم فى مظاهرة حب لمطالبتى بسحب الاستقالة، وعندما رفضت توجهوا فى 3 اتوبيسات لمقر وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور، وطالبوه بعدم قبول الاستقالة.. وذكروا له أسماء بعض العاملين فى القطاع الذين اعتبروهم من المعوقين أو الفاسدين" ويضيف عبد الغنى أن هذه المظاهرة جعلت وزير الثقافة يؤشر برفض الاستقالة، ومنحى مزيدا من الصلاحيات لمواجهة المعوقات والمشاكل.. اتخذت بعض القرارات تجاه بعض القيادات فى القطاع، من بينها نقل رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض إلى وظيفة مستشار "ب"، وطارق مأمون مدير عام المتاحف القومية وداليا مصطفى مدير عام المعارض، ووائل سامى مدير الشئون الإدارية إلى وظيفة كبير بالقطاع بدرجة مدير عام، وكذلك ندب علاء شقوير مدير عام بنك المعلومات الفنية بالقطاع ندبا طوال الوقت لصندوق التنمية الثقافية لمدة عام، وتم تحويل طارق مأمون ووائل سامى للمحكمة التأديبية، كماأن هناك بعض المخالفات والتجاوزات والتى يتم التحقيق فيها، من أهمها فقدان 71 لوحة من لوحات انجى افلاطون التى كانت تبرعت بها أسرتها بعد وفاتها لإقامة متحف باسمها. وعلى الجانب الآخر يرد احمد عبد الفتاح رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض: " بعد تولى الدكتور أحمد عبد الغنى رئاسة القطاع، وقعت اختلافات فى وجهات النظر فيما يخص العمل، مع مراعاة انه رئيس القطاع.. ومن أهمها ترك مسيرة العمل والإنجاز والتركيز في البحث عن أى سلبيات أو فساد فى ملفات قديمة قتلت بحثا وبها التباسات منذ التسعينيات حتى يقدمها إلى الوزير على انها مخالفات.. لذا كانت انجازاته فى الأربعة شهور الماضية، هى من أجندة الدكتور صلاح المليجى رئيس القطاع السابق، مثل صالون الشباب وافتتاح متحف محمود سعيد، وافتتاح 23 معرضا فرديا و21 معرضا جماعيا.. ولكن لو خضعنا قراراته للقياس نجد توقفا كاملا لعدد كبير من المشاريع فى عهده، بالرغم من وجود مخصصات مالية مثل متحفى جمال عبدالناصر ومحمود خليل، إضافة لبينالى القاهرة الذى لم يستطع توفير ميزانية له". وأضاف عبد الفتاح، بأنه لم يعارض الدكتور عبد الغنى فى كثير من قراراته، مثل قرار إنشاء ثلاث إدارات جديدة تابعة له مباشرة، وهى إدارة المتحف الجوال وإدارة المستنسخات وإدارة الورش الفنية، بالعكس وفرت أماكن لها، وساهمت في معالجة الإهمال في تمثال الفنان فتحى محمود، بالرغم من انه غير تابع للقطاع، ولكن في المقابل ونظرا للمسئولية الملقاة علي عاتقي اعترضت علي بعض القرارات المهمة مثل نقل مقتنيات متحف الجزيرة لعرضها فى قصر الفنون، ونبع تحفظى على هذا القرار خوفا عليها من المغامرة لأنها مجموعة لوحات لأشهر الفنانين العالميين مثل كلود مونيه ورينوار وغيرهم .. وأشار احمد عبد الفتاح إلى أن منصبه حساس لذا تقدمت مرتين للدكتور صلاح المليجى بطلب اعفائى منه ولكنه رفض، ومرة اخرى للدكتور صابر عرب وزير الثقافة السابق ورفض أيضاً، فليس كل العاملين القدماء فاسدين، وأنا طوال مدة خدمتى فى القطاع وهى 25 عاما لم أتعرض لاى جزاءات وكذلك باقى القيادات المستبعدة، وجميعنا من أقدم القيادات، وعموما نحن جميعا نحترم قرارات الدكتور جابر عصفور، وقد تقدمت حاليا باجازة لمدة ثلاثة أشهر، ولكنى لن أعود للعمل بالقطاع فى هذه الأجواء.