دخل سباق التسلح الأمريكى الروسى الصينى منعطفا جديدا فى شهر ديسمبر الحالى عقب إذاعة خبر مقتضب أفاد بنجاح سلاح البحرية الأمريكية فى تجربة سلاح ليزر جديد. ولم تمر سوى ساعات إلا وكانت روسيا ترد مؤكدة أنها تعمل "بالتوازى" مع الولاياتالمتحدة من أجل صنع سلاح ليزر فعال ولكنها لن تقلد الولاياتالمتحدة وتستخدم سلاح الليزر فى البحر بل ستستخدم سلاحها فى الجو. ومن الطريف أن الصين قد سبقت الأمريكان والروس منذ شهر نوفمبر الماضى وقامت بتجربة ناجحة لسلاح ليزر قادر على إسقاط الطائرات دون طيار. وترى القوات البحرية وإدارة الأبحاث العلمية الأمريكية أن المستقبل يبدأ بالليزر الآن وان ظهور هذا النوع من الأسلحة الليزرية هو عبارة عن خطوة كبيرة إلى الأمام وإن الطاقة الموجهة ستغير مسار الحرب الحديثة كما فعل البارود فى عصر السكاكين والسيوف. تجربة أمريكية ورد روسى وكانت وسائل الإعلام الأمريكية والدولية قد أشارت إلى أن قيادة سلاح البحرية الأمريكية أعطت أوامر لسفينة الإنزال "بونس" التي ترابط على ظهرها قاعدة القوات الخاصة ترخيصا باستخدام مدفع الليزر المعروف باسم "إل. إيه. دابليو. إس." للدفاع عن نفسها. وجاء هذا القرار بعد نجاح إختبار منظومة الليزر الذى استغرق بضعة أشهر حيث صيغت أيضا قواعد استخدام السلاح الجديد. وجرت عملية اختبار سلاح الليزر فى الخليج العربى حيث دمر مدفع الليزر بنجاح طائرة بدون طيار، وأحرق زورقا مطاطيا فى عرض البحر. ووفق ما أذاعه سلاح البحرية لوسائل الإعلام فإن سلاح الليزر تم نصبه فى أحد أبراج سفينة الإنزال. ولم تذكر تفاصيل أخرى. بل اكتفت بالقول إن البحرية الأمريكية تعتزم البدء فى اختبار منظومات ليزر أخرى خلال عامى 2016 و2017 تبلغ قوتها 100 150كيلواط. أما تصنيع مدفع الليزر الذى أطلق عليه "إل. إيه. دابليو. إس." والذي تبلغ قدرته 30 كيلوواط فبدأ فى الولاياتالمتحدة عام 2007. وليس بوسع هذا المدفع إصابة أهداف على مسافات بعيدة. لكنه يصلح لتدمير طائرات صغيرة الحجم على مدى قصير ومتوسط. كما يمكن استخدام مدفع الليزر لتعطيل منظومات بصرية منصوبة على متن السفن. ولم تمر سوى ساعات حتى خرجت روسيا عن صمتها. فقد تسربت أنباء عبر وسائل الإعلام الروسية قالت بأنه وفقا لمعلومات الخبراء، تعمل روسيا أيضا، بالتوازى مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، على صنع سلاح الليزر، لكنها ستضع سلاحها فى الجو، بينما يضع الأمريكيون سلاح الليزر على متن السفن البحرية. قال الجنرال يوري بالويفسكى، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فى تصريح صحفى، إن روسيا أيضا تعمل على اختراع سلاح الليزر. وقال الجنرال بالويفسكى "أستطيع أن أقول إن جميع الدول القادرة على اختراع السلاح تعمل على ابتكار أسلحة جديدة". وحسب الخبير العسكري إيجور كوروتشينكو، فإن "روسيا أيضا تعمل على اختراع السلاح المماثل، ولكن يُفترض أن يوضع هذا السلاح فى الطائرات". وأشار الخبير كوروتشينكو، وهو رئيس تحرير مجلة "الدفاع الوطنى"، إلى أن سلاح الليزر الروسى لن يحتوى على مكونات أجنبية. ووفقا لمعلومات الخبير ألكسندر خرامتشيخين، يتطلع مخترعو سلاح الليزر إلى استخدامه سلاحاً للدفاع الجوى القريب المدى. وجاء التنافس الأمريكى الروسى على خلفية ما أعلنته الصين عن نجاحها فى تجربة لتطوير نظام جديد ودقيق يعمل بأشعة الليزر يمكنه إسقاط الطائرات الخفيفة بدون طيار التى تحلق على ارتفاعات منخفضة وذلك فى بداية شهر نوفمبر الماضى. فقبل وقت طويل من التجربة الأمريكية الأخيرة، وتحديدا فى شهر ابريل عام 2013، إتجهت الأجهزة الدعائية الروسية إلى إثارة دول الشرق الأوسط ضد النشاط الأمريكى الليزرى فى المنطقة وذلك بنشرها لفيلم فيديو وتعليقات وتحليلات تشير إلى وجود برنامج أمريكى لتدمير الشرق الأوسط بالليزر.