يمر العالم بالعديد من الصراعات ، وتلعب القدرة العسكرية للدول الدور الأكبر فى حسمها -أيا كانت- فالسلاح هو الورقة الرابحة، وفى الشرق الأوسط تتعرض تلك المنطقة الحيوية لهجمة شرسة من الإرهاب المنظم، وحروب داخلية وثورات، ومؤامرات خارجية عديدة لتقسيمها و تدمير جيوشها، وجاءت هذه الصفحة لتلقى الضوء على تلك الصراعات وتكشف العديد من الحقائق التى تؤثر بشكل إيجابى على الأمن القومي. أحد أجرأ وأشجع من قادوا البحرية المصرية منذ عهد محمد على باشا , التحق بأول دفعة بالكلية البحرية وتخرج فى 16 ديسمبر 1948 و كان الثالث على دفعته , سافر الى انجلترا فى بعثة دراسية وتخصص فى دراسة المدفعية . شارك فى المفاوضات التى ادت الى عقد صفقة الاسلحة التشيكية , التى ادخلت الغواصات والمدمرات ولنشات الطوربيد وكاسحات الألغام ضمن تسليح القوات البحرية . وبعد يونيو 67 كان رئيسا لشعبة عمليات القوات البحرية وخطط عملية اغراق المدمرة الاسرائيلية ايلات امام سواحل بورسعيد فى 21 اكتوبر عام 67 , وهذا هو اول انتصار كبير تحققه قواتنا بعد النكسة , وقد اتخذت القوات البحرية من هذا اليوم عيدا لها تحتفل به كل عام . كان جريئا وشجاعا ,مؤمنا بأهمية المبادأة والمباغتة وعندما تولى قيادة القوات البحرية فى 12 سبتمبر 1969 فى ذروة حرب الاستنزاف , ادخل كل الاسلحة البحرية فى الحرب , قصفت المدمرات رمانة وبالوظة فى نوفمبر 1969 , وقامت الغواصات باستطلاع الموانىء الاسرائيلية , وقامت لنشات الصواريخ باغراق سفينة تجسس اسرائيلية بالقرب من بحيرة البردويل فى مايو 1970 , وقامت الضفادع البشرية بشن ثلاث هجمات ناجحة على ميناء ايلات الاسرائيلى خلال الفترة من نوفمبر 1969 الى مايو 1970 , وقد تطلبت عمليات الضفادع البشرية فى ميناء ايلات ان تقوم مصر بتفعيل ( العمق العربى ) , اذ شاركت فى العمليات عناصر اردنية وفلسطينية وعراقية .وكانت هذه هى اول مرة تقوم فيها الضفادع البشرية المصرية بعمليات قتالية ولم يكن العدو يتوقع ذلك . وجدير بالذكر انه بعد نجاح عملية الضفادع البشرية الاولى زعمت اسرائيل ان فرنسا تدرب قوات الكوماندوز المصرية , ولكن صدر فى باريس بيان رسمى شديد اللهجة ينفى ان فرنسا تدرب اى قوات مصرية واضاف البيان ان العكس هو الصحيح فقد كانت فرنسا تدرب قوات كوماندوز اسرائيلية فى الماضى . وفى 8 مارس 1970 قامت الضفادع البشرية المصرية بالتعاون مع جهازى المخابرات العامة والمخابرات الحربية ووزارة الخارجية باغراق الحفار كيتينج فى ساحل العاج وكانت اسرائيل تنوى استخدامه لاستخراج البترول من خليج السويس. وتعتبر هذه العملية لطمة عنيفة لمخابرات مالايقل عن 5 دول. و فى اغسطس 1970 توقفت حرب الاستنزاف ولم تتوقف الاستعدادات للجولة التالية , اذ بدأت القوات البحرية بقيادة اللواء محمود عبد الرحمن فهمى بالاهتمام بمنطقة جنوبالبحر الاحمر لتدعيم النشاط البحرى المصرى فى هذا البحر حتى باب المندب من اجل عرقلة انسياب الملاحة الاسرائيلية خلاله وكانت هذه هى الخطوة الاولى التى ادت الى النجاح البحرى الاستراتيجى فى حرب اكتوبر 73 باغلاق مضيق باب المندب امام الملاحة الاسرائيلية .