نحمدالله كثيرا أن العلاقات المصرية - الجزائرية عادت إلى طبيعتها وأغلب الظن أنها سوف تسير إلى الأحسن مستقبلا بعد تجاوز أزمة مباراة تصفيات كأس العالم 2010, تلك الأزمة التى لعب الجهل دورا كبيرا فى إشعالها وتصاعدها لدرجة دفعت بعض الجهلاء إلى وصف الجزائر بأنها بلد المليون لقيط ,وحتى لايظن البعض أن تلك الكلمات هى من قبيل إدعاء الحكمة بأثررجعى فقط أذكربأمكانية العودة إلى ما كتبت من مقالات فى هذا الموضوع فى ذروة الأزمة, أما لماذا التذكير بهذه المسألة الآن ودور الجهل فيها,الإجابة ببساطة أن بين أيدينا الآن كتابا رائعا للاستاذ الجامعى الدكتورخالد الغمرى بعنوان"نبوءة آمون: من الحرب الباردة إلى حروب الجيل الرابع"وهو أحدث إصدارات مركز الأهرام للنشر ويتحدث عما فعلته الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الإجتماعى بالبشرية, ومن أمتع محتوياته الحديث عن حروب الجيل الرابع ومن أهم ما جاء فيه فقرة متعلقة بالدورالإسرائيلى فى تخريب العلاقات المصرية - الجزائرية بواسطة هذه الحرب الإلكترونية . يقول الدكتورخالد فى كتابه: النصرالعسكرى فقط لم يعد يكفى لتحقيق الأهداف الاستراتيجية، والأسلحة المناسبة لتحقيق ذلك ليست أسلحة الدمارالتقليدية، بل أسلحة "التعطيل الشامل"للدولة و"التدمير المعنوى الشامل" لمواطنيها.وتدميرالروح المعنوية يمكن تحقيقه باستخدام ثلاثية التفتيت والتهديد وغياب اليقين: ومن خلالها يتم تدمير المشترك الثقافى والفكرى الذى يحافظ على تماسك مجتمع الخصم وتحويله إلى مجموعات صغيرة عن طريق الشك وانعدام الثقة،بتغذية الصراعات الثقافية والعرقية والدينية وزيادة أسبابها ونطاقها. وقد فعلت إسرائيل ذلك أثناء الأزمة الكروية - السياسية بين مصروالجزائرفى 2010 حيث انتشرت لجان الجيش الإليكترونى الإسرائيلى على مواقع التواصل الاجتماعى ويوتيوب تنشرهناك ما يغذى الفرقة بين المصريين والجزائريين ويزيد الأمور اشتعالا.وهكذا تتكشف حقائق جديدة لعبت دورا خطيرا ساهمنا فيه بعدم وعينا لإبتعادنا عن روح العصروتطوراته مما يفرض علينا الإنتباه لما هو آت, ولتكن البداية بمطالعة كتاب "نبوءة آمون". لمزيد من مقالات عماد عريان