لم يلتفت مواطنو بورسعيد كثيرا لنتائج الاجتماع الموسع الذى جمع المحافظ سماح قنديل مع مندوبى إحدى الشركات العالمية المتخصصة فى إدارة المطارات لمناقشة تفاصيل العرض الذى ستتقدم به الشركة لتطوير مطار بورسعيد المهجور ( مطار الجميل ) منذ افتتاحه أوائل الثمانينيات، فقد اعتاد أهالى المدينة ورجال الأعمال والمستثمرون بها متابعة وقائع تدشين الخطوط الفاشلة للمطار فى عهود جميع المحافظين السابقين، والتى جاءت محصلتها النهائية صفرية لإصرار المحافظة ووزارة الطيران المدنى على بدء تشغيل المطار بخط جوى مرفوض من الجميع وهو خط بورسعيد – القاهرة، والذى لايجد إقبالا من أحد، نظرا لعدم جدواه من جميع النواحي، خاصة الوقت، حيث لا تستغرق رحلة السيارة العادية ما بين بورسعيد إلى قلب القاهره أكثر من ساعتين ونصف الساعة ( خاصه بعد تطوير طريق الإسماعيليةالقاهرة )، بينما يحتاج السفر بالطائرة للقاهرة مالايقل عن 3 ساعات، علاوة على زمن وتكلفة الوصول من المطار إلى قلب القاهرة. ومايثير الدهشة فى شأن مطار بورسعيد المهجور إلا من طائرات الخدمات البترولية العامله بمنصات الغاز والبترول الواقعة بالبحر المتوسط قبالة مدينة بورفؤاد تجاهل وزارة الطيران والمحافظة للطلب الملح لتجار المدينة لتسيير خطوط مباشرة مع المدن التجارية التى يتعاملون معها بكثافة شهريا ومن بينها إسطنبول، وتجاهل طلب الأهالى استغلال المطار فى رحلات العمرة والحج وخطوط الصعيد الطويلة، خاصة الأقصر وأسوان وخطوط المقاصد السياحية الإساسية بشرم الشيخ والغردقة ومرسى مطروح. ومن جانبه قال سمير النبوى ( تاجر ومستورد ) إن الفشل سيظل يلاحق محاولات تشغيل مطار بورسعيد والذى أصبح نموذجا مؤسفا فى إهدار المال العام بعدما جرى تطويره فى الثمانينيات باعتمادات بلغت قيمتها 80 مليون جنيه، وتوالت أعمال تطويره لإعادة افتتاحه لأكثر من مرة من المحافظين السابقين واستنفد ذلك الملايين أيضا .. ويؤكد رغبة التجار فى تشغيله على الخطوط الطويلة بين بورسعيد والمدن التجارية الأوربية والمدن السياحية. فيما ذكر المحاسب مجدى العيوطى أن تشغيل المطار فى الحج والعمرة من شأنه تنشيط الحركة التجارية العامة ببورسعيد، حيث ستستقبل المدينه آلاف المسافرين والمودعين والمستقبلين والذين قد يفضلون بضائع المنطقة الحرة الزهيدة السعر عن مثيلها المعروض بمكة والمدينة لإهدائها لأقاربهم، ناهيك عن استفادة جميع المحال والمطاعم والمواصلات الداخلية من وجود مثل هذه الأعداد الكبيرة من الزائرين على مدار العام. وكانت آخر محاولات تشغيل مطار بورسعيد والتى جرت فى عهد المحافظ السابق اللواء احمد عبد الله قد وصلت بسعر تذكرة الخط الوحيد ( بورسعيد – القاهرة ) إلى 147 جنيها للذهاب ومثلها للعودة، واقتصرت على رحلتين أسبوعيا .. ومنذ بداية التشغيل تحمل بعض رجال الأعمال بالمدينة تكلفة تشغيل الخط بشراء تذاكر الذهاب والعودة وتوزيعها مجانا، أملا فى دفع حركة السفر عبر المطار، وتوالت الأسابيع ليوقف هؤلاء مسلسل نزيف وإهدار المال فى الخط الفاشل ، وتطير الطائرات بين بورسعيد والقاهرة خاليه من الركاب، لتصل المحاولة للفشل الذريع والمؤكد فى النهاية.