إزدادت في الآونة الأخيرة.. رغبة بعض الأمهات في حصول أطفالهن على الدرجات النهائية في !متحانات المدارس لرغبتهن فى وصول أبنائهن إلى التفوق وتحقيق أحلامهن في أن يصبحوا أطباء أو مهندسين، ولكن المبالغة لتحقيق ذلك له آثار سلبية على استمرار أطفالهن في التفوق ، واكتسابهم رغبة لتحقيق المثالية الزائدة مما يؤثر على شخصيتهم . هذا ما توضحه د. منى جابر أستاذ مساعد علم النفس بكلية آداب جامعة القاهرة بقولها: أن تشجيع الأم لطفلها على الدقة والنظام للقيام بالمهام المطلوبة منه فى المدرسة وآداء واجباته المدرسية وتحقيق النجاح والتفوق على أكمل وجه لا يمثل مشكلة، ولكن المبالغة في استخدام المقارنة بينه وبين الآخرين وعدم تقبل الأم لأي احتمالات لخطأ أو التماس الأعذار لطفلها عند عدم تفوقه في الامتحانات يولد لديه الرغبة في»المثالية المكتسبة اجتماعيا» التي تعنى أن أهميته الشخصية مرتبط بآراء الآخرين فيه، وأيضا أن حبهم له مرتبط بانجازاته وتحقيقه للتفوق، ولذا فإنه يسعى دائما إلى بذل جهدا كبيرا لينال رضا الآخرين، ويلاحظ أن الطفل كلما كبر يستمد ثقته في نفسه بالمديح الذي يسمعه منهم وأيضا تضعف كلما انتقده أحد حتى وإن كان نقدا بناء ليحافظ على اهتمام المحيطين به. وكما تؤكد الدارسات الحديثة أن الأطفال المتفوقين تعليميا، وخاصة في المرحلة الابتدائية يكون لديهم الرغبة لتحقيق المثالية في جميع المراحل التعليمية المختلفة ،ولذا يجب على الأم أن تدرك أنه إذا لم يتعلم طفلها من البداية السلوك والقواعد السليمة في تحقيق التفوق فسوف يشعر بالإحباط والتوتر النفسي لرغبته في أن يكون الأفضل دائما،ويفقد القدرة على مرونة التفكيرمما يولد لديه بعض الصعوبات . خطوة بخطوة يتفوق طفلك ولتشجيع الأم طفلها على التفوق تنصحها د.منى بأن تحدد له مهاما بسيطة ثم تزيدها بالتدريج مما يولد لديه نوعا من التشجيع والتحفيز للانطلاق نحو أهداف أكبر، وبالتدريج سوف يقبل توجيهاتها ويقوم بتنفيذها، مع الحرص على المتابعة لأهميتها خاصة فى المراحل الأولى ولذلك يجب المثابرة، والاهتمام بنقاط ضعف الطفل والظروف المحيطة به حتى تستطيع أن تتوقع ما سوف ينجزه ولا تنقص من قدره حتى لا يصاب بالاكتئاب ويستطيع أن يكتسب خبرة الحياة وتحقيق ما يريد لنفسه دون محاولته لتقليد الآخرين ليرضى أمه . وتضيف مؤكده أهمية ممارسة الطفل للأنشطة الرياضية الجماعية كلعب الكرة والسباحة التي تساعده على بناء الشخصية المتعاونة واكتساب الروح الرياضية التي تعتمد على المكسب والخسارة وإنكار الذات، كما تساعده على الابتعاد عن مبدأ المثالية لأن ممارسة الطفل لأنشطة متعددة يجعله يدرك أنه ليس بإمكان الشخص أن يكون الأول في كل الحالات، وكذلك أن الآخرين لا يتوقعون منه ذلك ويمكن للأم استغلال مثل هذه الفرصة لمراقبة طفلها تجاه التحديات المختلفة مثل الفشل في الفوز ودرجة تقبله للنقد واللوم وأخيرا تؤكد أستاذه علم نفس أهمية إفساح المجال أمام الطفل ليمارس مهارات التواصل مع الآباء والآخرين وأن يدرك أن مشاعر الحب له لا ترتبط بما يحققه من انجاز بل يعتمد فى الأساس على ما بذله من مجهود لتنمية شخصيته .