مهارات بدنية فائقة أمتعنا بها أبطال فرقة الرقص المصري الحديث بدار الأوبرا حينما صالوا وجالوا على المسرح خلال عرض "الفيل الأزرق" عن رواية أحمد مراد وإخراج مناضل عنتر. في مثل هذه العروض ننتظر دائما إبهارا بصريا يتناغم مع أداء الراقصين، لما لهذا الفن من طبيعة خاصة تتجاوز فكرة الدراما المسرحية المعتمدة على الحوار إلى تكثيف المشاهد في رقصات تعبيرية موحية بالأحداث.. ولكن طول الرواية وصعوبتها – رغم نجاحها سينمائيا – أربكا صناع العرض فقدموا ديكورا مبهرا على حساب الممثلين وإضاءة افتقدت التنوع الشعوري المصاحب لشخصيات الرواية، وحتى الفيل الأزرق في عمق المسرح انتظرنا أن تداعبه الإضاءة ولكنها اعتمدت على ملء مساحات المسرح الشاسعة مقارنة بعدد الممثلين.. ورغم هذا تبقى فرقة المسرح الحديث ذات طبيعة خاصة جدا لما قدمته في الآونة الأخيرة من عروض لا تفتقد إلا توظيف مواهب أبطالها دراميا.