لم ولن أتابع أو أشاهد ما تردد عن حلقة الجن التي أذيعت في إحدى القنوات الفضائية الفترة الماضية و لكني ما قرأته عن هذا الموضوع أثار جدلاً كبيراً. تناولت الحلقة قضية السحر والجن والشعوذة وقد أثارت جدلا كبيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر واختلاف الآراء بين مكذبين ومصدقين لما حدث بالحلقة. مهمة السحرة أن يشغلوا الناس عن التفكير في واقعهم الأليم، ويجعلوهم يعيشون في غيبوبة تنسيهم ألامهم وتقعدهم عن العمل للتغيير، بما يقومون به أعمال عجيبة وحركات غريبة. فالخداع وقلب الحقائق و الإلهاء هو ما عبر عن القرآن الكريم في قوله تعالى: ( فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى )، وقوله أيضا ( فلما ألقوا سحروا أعين الناس) وكثير من الناس أبدوا استياءهم الشديد من الحلقة والأداء التمثيلي للبنات، و لكن ما هو العائد على المشاهدين من رؤية ما حدث؟ الواقع هو لو أن هؤلاء البنات مصابين بالفعل، ندعوا لهم بالشفاء ولو أننا كشفنا ما سطره الله عز و جل أما لو هذا هراء فما هي إلا أن يلعن الله الافتراء و الكذب. إن حبل الكذب قصير، ومهما نشط السحرة في تزييف الحقائق، فان الواقع أنصع حجة وأقوى بياناً. وقد جاء في الحديث الشريف أن إبليس يبعث سراياه من الشياطين ليضلوا بني آدم، ثم يعودون إليه ليفتخروا أمامه كل بما صنع، فلا يرى لأحدهم إنجازاً. لذا يجب على الإعلام و الإعلاميين توجيه الناس بما هو انفع لهم في حياتهم و ليس إلهامهم بأشياء ترجعهم إلى عهود التخلف و الجهل. نحن نريد لمصرنا الحبيبة أن تتقدم إلى الأمام و نعمل على محو كل أثار الجهل و الفقر من عقول الناس. [email protected] لمزيد من مقالات سمر عبدالفتاح