دماؤهم تدور دورتها الاخيرة في عروقهم فتدور معها أحزانهم وهمومهم.. علمتهم تلك المرأة الحديدية معني الولع أحرقتهم.. أحزنتهم أصابتهم بالجنون .. شعروا بالفراغ في ذلك الكون الفسيح لم يروا فيه سماء تتلألأ ولا أرضا تضمهم حتي ذهب عنهم بريق أعينهم وباتوا لايرون ماتراه كل العيون. كلمات المسئولين والقائمين علي تنفيذ القانون تفور في رؤوسهم وتفزعهم وتقتلهم في عذاب دوري أبدي لم يستريحوا منه أبدا حتي تسقط تلك المرأة الفولاذية وتهدأ النيران المشتعلة في عروقهم. هم ضحايا أوقعتهم الرغبة في الكسب السريع والحصول علي فوائد طائلة لاموالهم في براثن «نصابة» ألقت بشباكها الزائفة حولهم واوقعتهم في الفخ الذي نصبته لهم بارادتهم وبابتسامة تعلو وجوههم ودعوات من القلب لها بالصحة وطول العمر وبعد شهور قليلة استيقظوا من غفوتهم علي خبر هروبها من مسكنها والرحيل إلي حيث لايعلمون وحرروا المحاضر واقاموا الدعاوي ولكن القانون لايحمي .....قاموا برحلات مكوكية الي جميع المحاكم ليستظلوا بالقانون والعدالة ولكن أين هم من امرأة نصابة متزوجة من مسجل خطر وذراعهما اليمنى محام يعلم ثغرات القانون ويطلق سهامه في وجه البسطاء والجهلاء وأين هم من قوات الشرطة التي ادارت لهم ظهرها وفشلت في ضبط سيدة تربعت علي عرش مملكة النصب والفساد بالوراق سنوات طوالا وصدر ضدها العديد من الاحكام القضائية ورغم ذلك تسعي في الارض فسادا وباتت الاحكام الصادرة ضدها حبرا علي ورق وقوات الشرطة تنتظر حتي يستيقظ ضمير المليونيرة النصابة وتتوب إلي الله وتسلم نفسها لهم لانهم فشلوا في الوصول إلي مكانها رغم ان زوجها مقبوض عليه وفي قبضتهم!! بطلة الرواية الفائتة امرأة قررت في الإيقاع بخلق الله وسلب عقولهم وبعدها سلب أموالهم وذاع صيتها في منطقة الوراق وأمبابه وجميع المناطق بمحافظة الجيزة وبات أسمها يتلألأ في سماء عالم البيزنس والمقاولات والمناقصات ووقع في شباكها الاطباء والمهندسون والصيادله وغيرهم من صفوه المجتمع حتي حصلت منهم علي مايقرب من خمسة ملايين جنيها وامام كلامها المعسول وتلفعها بثوب العفة والطهارة كانوا علي استعداد لبيع ملابسهم من أجل بريق عيون (لولا) استغلت ست الحسن والجمال ابنتها الحسناء وزوجها الهارب من العديد من الاحكام القضائية في جمع الأموال من ضحاياها بزعم توظيفها في شركات المقاولات ومحال قطع غيار السيارات ومشروعات الانابيب التي تمتلكها مقابل ربح شهري يفوق الفائدة التي تمنحها البنوك بكثير ولعبت المرأة الحديدية علي الغرائز الانسانية والعبث بمستقبل الأسر التي بدأت تحلم بالمكاسب الفخمة واستعانت المرأة الفولاذية بمحام كانت كل مهمته هو الثناء علي سيدة الاعمال أمام ضحاياها وإطلاعهم علي أوراق ملكيتها للعديد من الشركات والشقق والتي تبين بعد ذلك أنها مستأجرة وأن تلك المرأة باعت الوهم لضحاياها. سيطر حلم الثراء والمكاسب السريعة علي عقول الكثير من المثقفين وباعوا سياراتهم وأملاكهم وألقوها في كنف «لولا» بعد أن أوهمتهم ان الجنيهات سوف تصبح ملايين بعد خمسة أعوام علي الاكثر وأمطروها بالأموال واغرقتهم في البداية بفوائد عظيمة لأموالهم حتي جلبوا لها كل اقاربهم ومعارفهم وجمعت خمسة ملايين جنيه وبعدها اختفت وكأن الأرض انشقت وابتلعتها طرقوا جميع أبواب شققها ومكاتبها وتبين أنها ملك الغير وان لولا استأجرت تلك الاماكن لفترة محدودة للنصب علي ضحاياها اسرع الضحايا إلي قسم الوراق ومديرية أمن الجيزة وعددا من اقسام الشرطة بالجيزة وحرروا 32 بلاغا ضد لولا وصدرت احكام بالحبس ضدها وتمكنت المباحث من ضبط زوجها وتبين أنه هارب من العديد من الاحكام القضائية وأمرت النيابة بحبسه ورغم أن لولا تعيش حرة طليقة وتتنقل بين شقق أقاربها وصديقاتها إلا أن المباحث عجزت عن القبض عليها وتركوا تلك لمهمة المستحيلة لضحاياها.والسؤال هل سيتحرك أحد ساكنا لانقاذ الضحايا في هذه الحكاية المتكررة؟!!