في زمان أصبح فيه كل شئ يباع و يشتري حتي البشر و أعضاؤهم، وجحد فيه الأبناء آبائهم و باع فيه الآباء أولادهم وأصبحت المخدرات بالنسبة للمدمنين أغلي وأحب ما يشتهون وعلي حساب أي شئ وتحت وطأة الإدمان أصبحت كل الجرائم مباحة بما يخالف كل الأعراف والأديان سلبت المدمنين إنسانيتهم و تجردوا من كل المشاعر حتي نحو أقرب الناس إليهم ليحاول أب بيع كلية إبنته ليتاجر بها علي الرغم من أنها متزوجه إلا أنه إعتقد أن أعضاء جسدها ملكا له يبيع و يشتري فيها و عندما رفضت حاول حرقها وزوجها وأبنائهما فالمخدرات أهم منهم بالنسبة له ! بدلا من أن يزورها ويحضر لها ما يعينهما علي مواجهة الحياة فوجئت الإبنة بأبيها يطلب منها أن تبيع كليتها فلم تصدق الإبنة ما سمعته من أبيها فعلي الرغم من أن كل الأديان والقرآن وصي الإنسان بوالديه خيرا وأن يبرهما إلا أن هذه المرة كانت طاعة الأب تعني هلاك الإبن و أن يعيش باقي حياته مريضا إرضاءا لأب نسي حقوق أبنائه عليه بعد أن أصبح أسيرا للمخدرات لتتوقف الكلمات في حنجرة الأبنة و لم تجد ما ترد به علي أبيها الذي قرر أن يصيب إبنته بالمرض طوال حياتها حتي يحصل علي الوهم الزائف فما كان منها إلا أن إستجمعت قوتها وإستطاعت أن تواجه ابيها برفضها لما يطلبه ليتحول الأب إلي إنسان آخر لم تره من قبل فإنهال عليها سباوتوعدا بأن يحول حياتها إلي جحيم لستغيث الإبنه بزوجها خوفا مما يهددها به والدها فلم يصدق ماقالته زوجته فيتوجه إلي والدها لمعاتبته ليصعق بأن ما سمعه حقيقي بل إنه كرر نفس الشئ معه وإنهال عليه سبا ووعيدا بالإنتقام منهم جميعا إن لم يوافقوا علي طلبه وأمهلهم مدة حتي توافق الإبنه علي التوجه للمستشفي و تبيع كليتها بعد أن قام بالإتفاق مع أحد السماسرة علي أن يقبض هو الثمن ليشتري به المخدرات التي يتعاطاها وإنصرف الزوج و إعتقد أنه مجرد تهديد منه تحت وطأة حاجته للمخدرات لأ نه لا يمكن أن يصيب إبنته بأذي ففي النهاية هو أبيها و داخله قلب ينبض وهي قطعة من جسده لن يضرها فحتي الحيوان لا يؤذي أبنائه فالقطة تنهش من يحاول الإقتراب من صغارها و تحنو عليهم وتحميهم من البرد و تطعمهم إلا أنه يبدو أن الإنسان أصبح أقسي من الحيوان علي أولاده. شهر كامل عاشته الإبنه وزوجها وأولادها في جحيم من هول ما يتعرضون له من إبتزاز و تهديدات من ابيها بل إن الأمر وصل إلي إعتدائه عليها بالضرب وإهانتها أمام الناس فهي بين نارين أترضي أبيها و تعيش ما تبقي من عمرها مريضة لا تستطيع خدمة أبنائها أم تصر علي رفضها و تتحمل ويلات ما تتعرض له من إهانات و تبلد الإحساس بجسد أب أصبح أقسي من العدو اللدود إلا أن الإبنه وزوجها قررا الصبر علي ما يتعرضان له من إهانات علي أمل ان يتراجع عن أفعاله. وفي صباح أحد الايام إستيقظوا علي حريق شب في منزلهما والدراجة البخارية الخاصة بالزوج ليعلموا أنها إحدي وسائل عقاب الأب بعدما تحجر قلبه بين ضلوعه و قرر حرق إبنته وأسرتها وهنا فاض الكيل بالزوج بعدما وصل الأمر إلي أن أصبح هو و أسرته في مهب الريح وعرضه للحرق والموت تحت وطأة عقاب الأب المدمن فتوجه إلي قسم شرطة إمبابة مستنجدا برجال الأمن ليحموه وأسرته من جحود والد زوجته حيث تلقي اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بلاغا بإندلاع النيران بمنزل في منطقة إمبابة و علي الفور إنتقلت قوات الحماية المدنية بقيادة اللواء مجدي الشلقامي مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة وتمكنت من السيطرة علي الحريق و تبين من تحريات اللواء مصطفي عصام مساعد مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية أن والد الزوجه اشعل النيران في منزل ابنته لتأديبهاو أمام اللواء جرير مصطفي مدير المباحث الجنائية بالجيزة اعترف الاب المتهم بجريمته.