عبر سالم غصاب الزمانان، سفير الكويتبالقاهرة، عن قناعته بأن مصر هى قلب النظام العربى، وأن استقرارها يصب تلقائيا فى صالح الكويت، وقال فى حديث ل" الأهرام ": إن حجم استثمارات الكويت فى مصريعادل ربع الاستثمارات العربية، وأن التبادل التجارى بين البلدين يزيد على 2.5 مليار دولار. وتطرق الحديث إلى قضايا عديدة تتعلق بالتعاون المشترك مع مصر، وبعض ملفات المنطقة الساخنة وغيرها، وهذا نصه: ما هى الآفاق المستقبلية للعلاقات بين الكويت ومصر فى ضوء قوة الدفع التى حصلت عليها عقب ثورة الثلاثين من يونيو؟ التاريخ يكشف عن اتفاق بين البلدين على المستويين الرسمى والشعبى، ويوضح أن العلاقات تتسم بخصائص، تؤكد عمق الترابط الإستراتيجي بينهما، وإدراك كل طرف لأهمية الطرف الآخر، وأن ما يحدث فى الكويت يؤثر فى مصر، وما يحدث فى مصر يجد صداه على الفور فى الكويت، وقد لا يعرف البعض أن أول زيارة لمسئول كويتى لمصر كانت فى عام 1919 بالتزامن مع الحراك الشعبى فى مصر من ناحية ومع نهاية الحرب العالمية الأولى من ناحية أخرى، حينما زار المرحوم الشيخ أحمد الجابر الصباح القاهرة، والتقى السلطان حسين كامل، ملك مصر وقتها، وأجرى الجانبان مباحثات ثنائية شكلت أول معالم علاقات متميزة ومتنامية امتدت وازدادت رسوخا جيلا بعد جيل، ثم جاءت الدفعة التى اكتسبتها العلاقات بين البلدين مؤخرا لتكون علامة جديدة على رسوخها وتطورها، ونحن نسعى من جانبنا إلى مزيد من التطور والارتقاء عبر حزمة من برامج التعاون تشمل جميع الميادين الاقتصادية والتجارية والثقافية . إلى أى مدى ينعكس استقرار مصر على أمن الكويت وأمن منطقة الخليج؟ دائما كانت الكويت تنظر إلى مصر باعتبارها الشقيق الأكبر وقلب الوطن العربى النابض، وأحسب أن توصيف العلاقة بأنها علاقة بين شريكين إستراتيجيين يعنى مشاركة متعددة الأبعاد، منها السياسية والثقافية والإعلامية والاقتصادية، ومنها المشاركات الرسمية وغير الرسمية على المستوى الشعبي، وهى علاقات قامت على أسس مكنتها من تجاوز كل التحديات، وبالتالى فإن استقرار وازدهار مصر يصب تلقائيا فى صالح الكويت، ودائما ما كانت مصر حاضرة بمكانتها ودورها ليس فى الكويت وحدها ولكن فى منطقة الخليج والوطن العربى قاطبة، وكانت توظف استقرارها وتطورها لصالح القضايا العربية، وبالنسبة لنا فى الكويت لا ننسى وقفة مصر سواء فى عام 1961 أو عام 1990 وتلك مجرد علامات فى سلسلة متصلة ومتبادلة من التعاون المشترك، لا تزال مستمرة فى الحاضر والمستقبل، والدور المصرى قائم ومرحب به دائما ليس فى أمن منطقة الخليج وحدها، بل فى سائر أرجاء الوطن العربى. وما حجم الاستثمارات الكويتية فى مصر؟ الدعم الكويتى للشقيقة مصر لم يتوقف، والتعاون قائم على قدم وساق فى كل المجالات، خاصة فى المجال الاقتصادى، ونحن ننظر للعلاقات الاقتصادية على أنها علاقات متطورة، وتحظى بنفس القدر من الأهمية الذى تتمتع به العلاقات السياسية، والتقديرات تشير إلى أن نسبة الاستثمارات الكويتية فى مصر تبلغ نحو %25 من حجم الاستثمارات العربية فى مصر، وهناك أكثر من 955 شركة كويتية تعمل بمصر فى مجالات مختلفة ومتنوعة، بشكل يعكس تطور القدرات الكويتية فى قطاعات عديدة، كما زادت الاستثمارات الكويتية المباشرة فى السوق المصرية فى السنوات الأخيرة، وهناك ترتيبات لإعطاء دفعة جديدة فى هذا الصدد، سوف تظهر آثارها خلال الفترة المقبلة، ويواكب ذلك نموا فى حجم التبادل التجارى بين مصر والكويت، الذى يزيد فى الوقت الراهن على 2.5 مليار دولار، وهناك إمكانية خلال المرحلة المقبلة على المديين المتوسط والبعيد لتحقيق زيادة إلى مستوى أعلى، ولا ننسى أيضا أن الكويت تفتح أبوابها للكوادر المصرية، وهو نوع آخر من التعاون الاقتصادى والدعم غير المباشر للاقتصاد المصري، حيث وصل حجم الجالية المصرية فى الكويت إلى المرتبة الثانية بالنسبة للعمالة غير الكويتية، يساهمون فى مجالات التنمية المختلفة، وتزيد قيمة تحويلاتها على مليارى دولار سنويا، وتعد الجالية العربية الأولى فى الكويت، وفى المقابل هناك جالية كويتية فى مصر من الدارسين فى الجامعات المصرية، فضلا عن المستثمرين وأصحاب الأعمال. وكيف تنظرون إلى عودة مصر كدولة محورية فى النظام الإقليمى العربى؟ مصر لم تغب عن دورها العربى والإقليمى، وكانت تمارس هذا الدور بتجليات متعددة حسب أوضاعها وظروفها الداخلية، وكما قلت فإنه دور مطلوب ومرحب به، لأن قوة مصر قوة للعرب، وقوة العرب هى بالتأكيد إضافة لقوة مصر، وهذه القاعدة محورية فى مسيرة العمل العربى المشترك منذ إنشاء جامعة الدول العربية . كيف نظرتم إلى التطورات السياسية الجارية بمصر؟ احترمت الكويت الإرادة الشعبية فى مصر ، وكان موقفها المعلن أنها تحترم خيارات الشعب المصرى الشقيق، حيث أصدرت الحكومة الكويتية بيانا أكدت فيه دعمها للخطوات الإيجابية للشعب المصرى وللحكومة المصرية على طريق ترسيخ دعائم الديمقراطية، ودعم عزم الحكومة المصرية على الاستمرار فى خارطة الطريق . إلى أى مدى تتعاون الكويت مع مصر فى الحرب على الإرهاب؟ موقف الكويت واضح فى هذه القضية، فهناك التزام تام بمكافحة ظاهرة الإرهاب، ومحاصرة مصادر تمويله، واتخاذ خطوات مستمرة وجادة فى ذلك، كما أنها تؤكد دائما أن مكافحة الإرهاب مسئولية دولية، ولا يجوز ربط هذه الظاهرة بأمة معينة أو دين أو حضارة. تواجه منطقة الخليج خطر تنظيم داعش ..هل ترون أن تشكيل التحالف الدولى من شأنه أن يقضى عليه؟ الكويت كانت من أوائل الدول التى حذرت من خطورة التطرف بجميع أشكاله، الدينى و الفكرى و غيره، ولا شك أن هذا الخطر يتطلب التنسيق المتواصل، لتعزيز تحالفنا لمواجهة هذه التنظيمات المتطرفة، وذلك من خلال عمل إستراتيجى متكامل، يتصدى للفكر الهدام الذى تحمله تلك التنظيمات فى كل مناحى الحياة . وماذا بشأن الوضع فى اليمن الذى يهدد استقرار الخليج ؟ اليمن قطر عربى شقيق ذو عطاء حضارى عظيم، نتطلع دائما إلى استقراره، ونتألم لتدهور أوضاعه، وتتفق دول مجلس التعاون على الالتزام الكامل بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه وأكدت الكويت فى رسالة لمجلس الأمن دعم الخطوات والإجراءات التى اتخذها الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى لتنفيذ مخرجات الحوار الوطنى الشامل، وتحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمني الشقيق، وضرورة تنفيذ عملية الانتقال السياسى بشكل كامل، تماشيا مع مبادرة مجلس التعاون الخليجى، ونعتقد أن صوت العقل يجب أن يتغلب فى النهاية لأن استمرار الأوضاع الراهنة سوف يكون خسارة للجميع . هل الكويت بصدد استضافة مؤتمر دولى جديد لتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين وهو ما أدى إلى تكريم الأممالمتحدةلأميرالكويت؟ تكريم أمير البلاد، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، فى الأممالمتحدة وفى جامعة الدول العربية واختياره قائدا إنسانيا مع تسمية الكويت مركزا إنسانيا عالميا هو تتويج لمسيرة طويلة من عطاء إنسانى ممتد، حيث سعت الكويت بالتنسيق مع دول مجلس التعاون و بكل الوسائل المتاحة إلي العمل على تفادى الوضع المأساوى الذى يواجه الشعب السوري حاليا، وأكدت التزامها بدعم الجهود والمبادرات التى طرحتها الجامعة العربية والأممالمتحدة و مجلس التعاون للخروج من هذه الأزمة،