حينما تعود بالذاكرة لعقدين من الزمان تتذكرالنجاح الذي حققه مستشفي الأطفال الجامعي التخصصيأبوالريش الياباني الذي يعالج جميع تخصصات الأطفال ويخدم كل محافظات مصر وتتذكرالثقة التي كان ينالها المستشفي من الآباء والأمهات. وتتذكر أيضا إنجازات المستشفي ومن أهمها نسب الشفاء العالية من الأمراض, ولكن الاهمال والقصورأصاب المستشفي منذ عدة سنوات ويظهر ذلك بوضوح في نقص الأجهزة والمستلزمات الطبية والأدوية, ويرجع السبب في التدهور الذي أصاب المستشفي إلي قلة الاعتمادات المالية المخصصة من الجامعة للمستشفي حيث انها تتبع جامعة طب قصر العيني, وتراجع في التبرعات المادية والعينية للمستشفي والتي تمثل أكثر من80% من ميزانية المستشفي, يأتي ذلك بعد اهتمام الاعلام وتوجيه حملات للتبرع لمستشفيات أخري ونسيان مستشفي أبو الريش والحال اختلف بعد ثورة25 يناير حيث اندلعت ثورة تصحيح داخل المستشفي وتولت الأمور أول ادارة منتخبة خاطبت كل الجهات والمؤسسات للمشاركة في مشروع تجديد وتطوير مستشفي أبوالريش للأطفال وقامت بخطوات من شأنها وضع المستشفي علي أول الطريق لاستعادة سمعته الطيبة ولكن هل تستطيع ادارة المستشفي وحدها ومن خلال التبرعات التي تحصل عليها من الأفراد والجمعيات تطوير وتجديد مستشفي أبو الريش الذي قد مر علي إنشائه ثلاثون عاما ولم يتم تجديد مرافقه وأجهزته الطبية طوال هذه السنوات, بالفعل بمجرد زيارتك للمستشفي تجد أن الأمر يتطلب مشروعا قوميا لتجديد وتطوير أكبر مستشفي للأطفال في مصر. تشير الدكتورة هالة فؤاد أستاذ طب الأطفال كلية طب قصر العيني جامعة القاهرة ومديرة مستشفي الأطفال الجامعي التخصصي أبو الريش الياباني الي أن مستشفي أبوالريش تم إنشاؤه بمنحة من الحكومة اليابانية إلي الحكومة المصرية كهدية لأطفال مصر وتم افتتاحه عام1982 حيث اشتملت المرحلة الاولي علي أربعة أدوار للعلاج المجاني ووحدة عمليات وعيادات خارجية تخصصية وأقسام للخدمات المعاونة, والمرحلة الثانية عام1990 وتضمنت الدورين الخامس والسادس بالمستشفي واشتملت علي وحدات الرعاية المركزة لجراحة القلب والصدر والمخ والاعصاب والتجميل ووحدة القسطرة القلبية وقسم العلاج الاقتصادي الباطني والجراحي وقاعة المؤتمرات ووحدة التصوير الطبي والمكتبة العلمية وشبكة المعلومات والفيديو كونفرانس ووحدة العلاج الطبيعي أما المرحلة الثالثة, في عام1998 فاشتملت علي وحدة الطوارئ ووحدة عمليات جراحة الطوارئ ووحدة الرعاية المركزة لجراحة حديثي الولادة والمبتسرين ووحدة الاحصاء الطبي مشيرة الي أن مستشفي أبوالريش الياباني هو الأكبر لعلاج الأطفال في مصر ويعالج جميع تخصصات الأطفال ويخدم كل أقاليم مصر وهو المستشفي الوحيد في مصر الذي يعالج العظام ويقوم بعمليات القلب المفتوح للأطفال حديثي الولادة فالمستشفي يتميز بأجهزة خاصة بعمليات القلب المفتوح والقسطرة. وتوضح الدكتورة هالة أنها بعد تسلمها للمستشفي الذي مضي علي انشائه نحو ثلاثين عاما وجدت أنه يحتاج لتطوير شامل حيث فوجئت علي سبيل المثال بأن جهاز الانذار والاطفاء الآلي للحرائق بالمستشفي لا يعمل منذ خمس سنوات ولا تزال في عمل مناقصات للموافقة عليها في الميزانية, وأيضا جهاز النداء الآلي بالمستشفي لا يعمل منذ أربع سنوات بالاضافة الي أن معظم المرافق من مياه وصرف صحي وتليفونات بالمستشفي متهالكة, موضحة أن الوضع الحالي للمستشفي والمتمثل في تهالك مرافقة والنقص في الأجهزة والمستلزمات الطبية والأدوية وغيرها يرجع لسببين رئيسيين اولهما قلة المخصصات المالية من الجامعة للمستشفي واعتماده علي التبرعات المادية والعينية حيث ان مستشفي أبو الريش الياباني مجاني وإحتياجات المستشفي تفوق خمس أضعاف ميزانيته وبالتالي يتم الاعتماد علي التبرعات بصفة أساسية والتي غالبا ماتكون في شكل أجهزة ومستلزمات طبية أو ادوية, خاصة أن مستهلكات الأدوية بالمستشفي رهيبة, وثانيهما: تزايد أعداد المتوافدين علي المستشفي من كل المحافظات باعتبارها أكبر مستشفي لعلاج الأطفال في مصر. وتؤكد أن المستشفي في حاجة ملحة الي تجديد وتطوير البنية الأساسية مع تحديث عدد كبير من أجهزته الطبية والتي مضي عليها30 عاما منذ افتتاح المستشفي كما ينقصه عدة أجهزة كالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية والتعقيم ورسم العضلات والتنفس الصناعيا, بالاضافة الي ضرورة انشاء وتشغيل جهازالانذاروالاطفاء الآلي و نظام النداء الآلي وكذا العمل علي احلال نظام الحاسب الآلي محل الملفات الورقية للمرضي وادارة المستشفي تعي أن موازنة الدولة لا تسمح بتوفير كل هذه الاحتياجات لذا تخاطب ادارة المستشفي كل الجهات و تعتمد بشكل أساسي علي المشاركة الأهلية والجمعيات غير الحكومية والهيئات المحلية والدولية وأيضا الأفراد للحصول علي هذه الأجهزة والانظمة ليستطيع المستشفي الوفاء بواجباته. وتوضح الدكتورة داليا السباعي نائب مدير مستشفي الأطفال الجامعي التخصصي أبو الريش الياباني أن ادارة المستشفي الحالية أول ادارة منتخبة بعد ثورة25 يناير, ولدي هذه الادارة طموح وإصرار علي تحقيق حلم كبير من خلال تطبيق خطة إستراتيجية للنهوض بالمستشفي وتطويره لتوفير الخدمة الصحية السليمة للمرضي وإدخال نظام الحاسب الآلي وشبكة لربط المعلومات للعمل بقاعدة بيانات اليكترونية للمرضي وليست بملفات ورقية والوصول بالمستشفي للعالمية من خلال اعتماده من الجهات الدولية. موضحة أن المستشفي يخدم نحو250 ألف طفل سنويا ويجري المستشفي نحو700 عملية جراحية شهريا ويتردد علي العيادات الخارجية التخصصية نحو تسعة آلاف مريض شهريا كما يقدم الرعاية الطبية ل15 ألف مريض سنويا بالأقسام الداخلية من خلال405 أسرة بالاضافة الي26 وحدة رعاية مركزة و16 وحدة طواريء و25 وحدة رعاية لجراحة حديثي الولادة, فالمستشفي يقدم الرعاية لأطفال محافظات مصر ورسالته كبيرة لذا يتطلب التطوير جهودا كبيرة ومخلصة وتكاتف الجميع مع إدارة المستشفي في إطار حملة قومية لتجديد وتطوير المستشفي و للنهوض بها, وتؤكد علي أن أولي الخطوات بدأت ببرنامج تدريبي لتدريب الكوادر الادارية بمساعدة من وزارة التنمية الادارية, كما قامت ادارة المستشفي بتصحيح بعض الأوضاع لترتيبه من الداخل فتم تجميع كل أطفال جراحة القلب الباطنية ورعاية القلب في طابق واحد بالمستشفي وبالجهود الذاتية بالاضافة الي انشاء فريق انقاذ للتدخل السريع قبل حضورالطبيب المعالج, مؤكدة أن هناك مساهمة كبيرة لمجموعة من أطباء الامتياز بالقيام بالعمل التطوعي بدافع من أنفسهم لخدمة المرضي وأسسوا جمعية تنمية مستشفي الأطفال الجامعي والجمعية الآن تقوم بعمل الصيدلية المجانية وذلك بتجميع العينات المجانية للأدوية واعطائها للمرضي المحتاجين, وعقد جلسات مع الأمهات لتوعيتهم في متابعة علاج أولادهم, وأيضا تقوم الجمعية بنشاط اجتماعي مع الأطفال من خلال اقامة حفلات ومسابقات للترويح علي الأطفال ومشاركتهم.