منذ أكثر من 30 عاما عندما صدر القانون 102 لسنة 1983 بشأن المحميات الطبيعية، وكان هذا القانون قفزة هائلة قبل عقد مؤتمر الأممالمتحدة للبيئة فى البرازيل عام 1992حتى الآن.. الأرض المصرية سجلت 31 محمية طبيعية وفى الطريق مناطق مرشحة لدخول منظومة المحميات ليقفز عددها إلى 40 محمية تشغل مساحة 150 ألف كيلومتر مربع وهذه المساحة تمثل 15% من مساحة المحروسة والمتوقع عندما تستكمل الشبكة القومية تصل مساحة المحميات إلى 20% من مساحة مصر، المحميات تراث ورثناه من الطبيعة وهى عبارة عن تشكيلة متنوعة ما بين مناطق صحراوية أو تراكيب جيولوجية أو أراضى رطبة أو شعاب مرجانية، هذه المحميات تحتضن كنوزا من النباتات الطبيعية والاقتصادية وانواع من الحيوانات النادرة والمعرضة للانقراض فى العالم واليونسكو رصدت خمس محميات لضمها إلى التراث العالمى ومع ذلك لم يعمل حسابها فى الخطط التنموية وغير محمية من اخطار التصدى لان أغلبها فى مناطق نائية غير مسكونة أو آهلة بالسكان وهى معرضة لعمليات الصيد غير القانونية والجائرة للطيور وكل انشطة الصيد الاخرى ونزع الشعاب المرجانية هذا بالاضافة إلى الثروات التعدينية مثل الذهب فى الشلاتين والبترول والزراعة لمشاركة كل هذه الانشطة فى خطط التنمية. ونقترب أكثر من المحميات فيتصدر المشهد «عروس» المحميات الطبيعية محمية رأس محمد فى جنوبسيناء وتبعد عن مدينة شرم الشيخجنوبا بنحو 12 كيلومترا، مساحتها 480 كيلو مترا مربعا ومصنفة عالميا كحديقة وطنية بها أندر الحدائق المرجانية تحت سطح البحر الأحمر وتعيش فيها كل تلك الكائنات تمرح مع حائط صخرى يستقبل غابات أشجار المانجروف التى تروى بماء البحر المالح! وتمتلك مقومات قوية لترشيح مياه البحر وتلفظ ملح البحر على سطح أوراقها وهو ما جعلها من أروع وأجمل وأندر مواقع الغطس فى العالم لمشاهدة 208 نوعا من الشعاب المرجانية ما بين الصلبة والرخوة . والأمر المثير للدهشة ان الحدائق المرجانية خططت بنفسها وبمعاونة الطبيعة مستعمرات كل مستعمرة ترعى نوع واحد من الشعاب المرجانية التى يظن البعض أنها صخور بينما الشعاب المرجانية هى فى الواقع عبارة عن حيوانات تفرز كربونات الكالسيوم لتشكل قوامها الحجرى، فالشعاب كائنات حية لها نظام بيولوجى معقد وشديدة الحساسية لأى متغيرات بيئية، ويضع العلماء فى مصر أيديهم على قلوبهم من ظاهرة تغيرات المناخ التى إذا ارتفعت درجة حرارة الأرض درجتين مئويتين بحلول عام 2020 كما هو متوقع قد تؤدى إلى إبيضاض الشعاب المرجانية التى حمل البحر الأحمر اسمه من ألوانها ، وشحوب الشعاب معناها الموت. وتمضى سلاسل المحميات وتتجه نحو غرب مدينة العريش بمساحة 25 كيلومترا لنجد محمية الزرانيق وسنجة البردويل التى تمتلك 230 كيلومترا مربعا وتحتل المحمية الجزء الشرقى من بحيرة البردويل أحد البحيرات العشر المصرية التى تتمتع بخصاص نادرة حيث تستقبل فى الخريف هجرة نصف مليون طائر هربا من صقيع أوروبا إلى دفء الأراضى المصرية لانها تمتلك موقعا استراتيجيا حيث تقع فى مسار طريق هجرة الطيور من شرق أوروبا وشمال غرب آسيا وروسيا فى طريقها إلى وسط وجنوب شرق إفريقيا فى رحلة تسمى رحلة البقاء والانجاب سجلت الأرقام 244 نوعا من الطيور تمثل 14 فصيلة أهمها البجع، البشاروش، البط، البلشون أبو قردان اللقلق، السمان، وتضم المحمية ايضا 907 أنواع من النباتات والحيوانات، وهى تتمتع بسمعة عالمية وسجلتها اليونسكو من المحميات الطبيعية الدولية مع 300 محمية حول العالم وتتمتع بخواص متعددة من نباتات وأراضى رطبة وغرود رملية يهرع إليها السائحون لمراقبة الطيور من داخل اكواخ مغلقة وسط المحمية وبجوارها تقع منطقة الاحراش الساحلية ومساحتها 6 كيلومترات مع الحدود الفلسطينية ويرتع فيها الحيوانات النادرة مثل ثعلب الفنك وقط الرمال والقنفذ طويل الاذن بالإضافة إلى الزواحف مثل الحية والأرقم الأحمر والحردون وقاض الجبل والسقنقور . أما محمية «العميد» فهى المحمية الثانية بعد رأس محمد التى سجلتها اليونسكو منذ أكثر من 33 سنة ضمن شكبة المحيط الحيوى الدولية وهى تحتل السهل الداخلى على الساحل الشمالى الغربى بمحافظة مطروح و ، وتحتل مساحة 700 كيلومتر وتضم 864 نوعا من الكائنات الحية النباتية والحيوانية منها 8 أنواع مهددة بالانقراض على المستوى العالمى و7 أنواع مهددة بالانقراض محليا، أما النباتات فتضم 250 نوعا من النباتات منها 70 نوعا له استخدامات طبية و60 نوعا من أهمية اقتصادية وتضم 30 بئرا جوفيا يعود حفرها إلى العصر الرومانى.. وتتصدر محميات «علبة» سلاسل جبال البحر الأحمر وتتألف من جزر ترصع المياه الاقليمية وعددها 45 جزيرة ويعتبر جبل علبة هو أيقونة البحر الأحمر وممتد حتى الحدود السودانية ويحمل فى باطنة فتافيت الصخور المطعمة بالذهب ومنها جبل السكرى وتتجه غربا إلى اسوان حيث توجد أندر الطيور المهاجرة والمقيمة والزائرة مهددة بالانقراض واعدادها تقدر ب 60 نوعا وأغلب هذه الطيور منقوشة فوق جدران معابد قدماء المصريين ومن أهمها عصفور الجنة. ونعود إلى جنوبسيناء وندخل الوادى المقدس حيث محمية «سانت كاترين» والمحاصرة بين الجبل والواحة والقرية والوادى ومساحتها 4250 كيلو مترا مربعا وينافس جبل دير سانت كاترين 6 جبال تكونت منذ 24 مليون سنة وقت (الخسف الإفريقى العظيم) وهى قبلة السائحين ورجال الدين المسيحى ولأهميتها تم إعلانها كمحمية خلال عام 2002 فى إطار اتفاقية التراث العالمى التابع لمنظمة اليونسكو لتراثها ومكوناتها الثقافية الفريدة ويكفى انها تضم 472 نوعا من النباتات النادرة التى تختص بها مصر. ويتصدر جمال المحميات محمية كهف وادى سنور ببنى سويف ومساحتها 9 كيلو مترات مربع جنوبالمدينة، وهى عبارة عن كهف فى قاع محجر للالباستر تكونت عبر ملايين السنين 60 مليون سنة ثم جزيرة تنيس بمحافظة بورسعيد ومحمية بركة قارون ووادى الريان بالفيوم. يجاورهما حارة جهنم «وادى الحيتان» التى أعلنت محمية تراث طبيعى عالمى اعتمدتها اليونسكو كرابع محمية طبيعية فى إطار اتفاقية التراث العالمى التابعة لمنظمة اليونسكو يضم 406 هياكل عظيمة لأنواع من الحيتان مما يشير إلى أن مياه البحر الأبيض كانت تغطى تلك المنطقة ويدلل على ذلك وجود قنافد البحر والقواقع. وعلى بعد 180 كيلومترا جنوبأسوان تقع محمية «وادى العلاقى» وحملت هذه المحمية إعلان اليونسكو بأنها ضمن قائمة محميات المحيط الحيوى.وهناك الغابة المتحجرة فى المعادى ومحمية نبق وأبوجالوم جنوبسيناء وطابا والبرلس ووادى دجلة ومحمية سيوة والصحراء البيضاء وووادى الجمال وجزر البحر الأحمر الشمالية والجلف الكبير بالوادى الجديد والدبابية بقنا. وثمة العشرات من المحميات فى الطريق لإعلانها محمية ومنها محميات فى الصحراء الغربية وأخرى فى الصحراء الشرقيةوسيناء. وينشغل العلماء فى العالم بحثا عن التطور فى السجل الجيولوجى وقد سقطت فترة زمنية تمثل ثغرة فى هذا السجل يقدر عمرها ب 2.4 مليون وهى الفترة التى يتابع فيها العلماء عصر الباليوسين والايوسين وتسبب انتشار حدوث البراكين فى البحار الشمالية والمحيط الاطلنطى فى ضياع جزء كبير ممن هذا السجل وبالبحث وجد العلماء ضالتهم المنشودة عندما تم اخيتار التتابع الرسوبى المطل على قرية الدبابية بمحافظة قنا بوصفه أكمل تتابع رسوبى على وجه الأرض .ولذا أصبح محمية وسوف تفتح ذراعيها لنشاط سياحى علمى عالمى جنوب الوادى.