تزايدت خطورة ظاهرة المخدرات أخيرا بشكل كبير، مع دخول أنواع جديدة للبلاد ومنها مخدر "الفودو" الذى يتسبب فى حدوث تأثيرات قوية على خلايا المخ، فمواده ليست طبيعية، ويتم تخليقها على أيدى متخصصين فى الجينات الوراثية، حيث تم تسليط ضوء مشع عليها ليكون تأثيرها نفس تأثير المخدرات الكيميائية. ويحتوى هذا المخدر على مواد تسبب السيطرة التامة على الجهاز العصبى وتؤدى إلى تخديره تماما، وتصيب متعاطيه باحتقان شديد واحمرار بالوجه وحشرجة فى الصوت واتساع فى حدقة العين، وعندما ينتهى تأثيره على المتعاطى تزيد الهلاوس السمعية والبصرية التى يشعر بها. ويقول اللواء أحمد الخولى مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات إن نبات الفودو يشبه أوراق البانجو، ويتميز باللون الأخضر الفاتح ويتم تعاطيه عن طريق التدخين، ولم يظهر الفودو فى مناطق كثيرة، واقتصر تداوله على مناطق معينة مثل مدينة نصر، المهندسين، والإسكندرية، ويباع فى أكياس بحجم كف اليد، ويتراوح ثمن الكيس بين250 جنيها و300 جنيه، ويباع الجرام ب85 جنيها. ويقبل عليه الشباب بشكل كبير، وذلك لقوة تأثيره والتى تفوق أى مخدر آخر، ويتم زراعته فى القارة الإفريقية ويتم استيراده من بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدةالأمريكية، ويكتب على أسفل الكيس غير صالح للاستخدام الآدمى، وهى الجملة التى تضفى على بيعه شرعية فى مناطق توزيعه. ويؤكد الأطباء المعالجون بمصحات الإدمان أن مدمنى المخدرات يعانون بصفة دائمة من الضعف العام والتدهور فى جميع جوانب حياتهم الصحية، إلى درجة يعجزون فيها عن القيام بأى أعمال مهما كانت سهلة، بالإضافة إلى تعرضهم للعديد من الأمراض كالتسمم والتليف الكبدى، الذى يودى فى كثير من الأحيان بحياة المدمن. حسب تقارير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، أما فى حالة الإدمان فإن الأنف أول من يتأثر بتلك المواد المخدرة، كما أن تلك السموم تسبب مرض السرطان، ولها تأثير على الدم فهو يضيق الدورة الدموية، وقد يوقفها أحيانا ويتوفى المدمن فجأة، كما أن التوقف عن التعاطى يؤدى إلى حدوث أعراض بدنية ومرضية خطيرة يمكن أن تنتهى إلى الوفاة، و بعد لجوء الشخص لتعاطى تلك العقاقير والمخدرات كنوع من البهجة يصبح تعاطيها هدفا لإيقاف الأعراض البدنية المزعجة التى يثيرها التوقف عن التعاطى، ولا يستطيع الفرار منها إلا إذا خضع للعلاج. ويؤدى الفودو أيضا لفقدان فى الشهية، مما يؤدى إلى النحافة والضعف العام وقلة النشاط والحيوية، واختلال فى التوازن واضطراب فى الجهاز الهضمى وشعور بالانتفاخ والتهاب المعدة، وتضخم فى الكبد وتآكل ملايين الخلايا العصبية، ويعرضه أيضا للذبحة الصدرية وارتفاع الضغط وفقر الدم. ويوضح اللواء زكريا الغمرى مدير إدارة العمليات أن هناك 45 نوعا من المخدرات محظور تداولها إلا بتراخيص ومدرجة فى جداول المخدرات، ويندرج بينهما مخدر( الفودو)، مشيرا إلى أن العقوبة فى تلك الجناية قد تصل من مؤبد إلى إعدام حسب جسامتها، فإذا كانت التهمة تهريبا وجلبا من الخارج وأشهرها الحشيش المغربى والذى يدخل خلسة الى البلاد من الجانب الشرقى أو ما يأتى عن طريق الحدود الإسرائيلية المصرية كالهرويين والمخدرات التخليقية أى الصناعية وهى تجارة عالمية تحقق مكاسب غير مشروعة خيالية فقد تصل العقوبة فيها إلى إعدام، وكذلك عقوبة الاتجار وهى تعد جناية أيضا، أما عقوبة البيع فتعد جناية، وقد يحكم فيها من3 سنوات إلى إعدام، فالمتعاطى يأخذ الحد الأدنى ولا يقتصر الأمر عند ذلك. ولكن يمتد لكل من هيأ المكان والأدوات للتعاطى، كما عاقب المشرع الجنائى التاجر أو البائع حتى ولو كانت على سبيل الهدية. ويرى خبراء العلوم الجنائية أن الحل يكمن فى المعالجه بالخطاب الدينى والإعلامى والتربوى والتعليمى، والقضاء على البطالة والأمية، خاصة أنه لم يقتصر الأمر كما كان قديما فى التعاطى على أصحاب المهن فقط، ولكنه امتد إلى فئات من الشباب المتعلم سواء كان فى الريف أو الحضر، أما الإدمان ووفقا لقانون المكافحة فلا يجوز تسليم المدمن إلى النيابة العامة والقضاء لكونه مريضا، فقد صدر العديد من القوانين وقرارات رئيس مجلس الوزراء تلزم الدولة بإيداعهم مصحات لأمراض الإدمان والسموم. و المواد المكونة للفودو غير مدرجة بالمادة الثانية مما يجعلها خارج نطاق التجريم القانونى، وبالتالى لا يعاقب القانون على تداولها أو تعاطيها0