لم تكن جماعة الإخوان الإرهابية تتخيل ولو للحظة واحدة أن الإعلان الدستورى، الذى أصدره الرئيس المعزول محمد مرسى فى 22 نوفمبر2012، سيكون بمنزلة الشرارة التى ستشعل نيران شعب استودع ثقته وأمانته فيهم للعبور بهم إلى بر الأمان ،بعد عقود من الفساد عانوا منها ، وطمحوا فى دولة تكون قائمة على الحرية والمساواة والعدل،ولاتعود بهم إلى الوراء أبدا.. فكانت أحداث قصر الاتحادية الدامية يوم الأربعاء المشئوم 5 ديسمبر هى الحلقة الأخيرة فى حكمهم للبلاد. حيث خرجت الجموع الغفيرة من شباب ونساء وشيوخ وأطفال هذا البلد ثائرين على حكم الإخوان ،وعلى الإعلان المشئوم الذى جعل فيه مرسى من نفسه «نصف إله» وفرعونا جديدا يمتلك كل الصلاحيات. ...وانكشفت المؤامرة الإخوانية ووضحت حقيقة مشروعهم السياسى جلية للأذهان، وهو السيطرة على مفاصل الدولة وإحكام السيطرة على مقاليد الأمور والقضاء على الدولة المدنية ، فأحس المصريون أنهم غرباء فى وطنهم ،وأنه يختطف منهم ،وتوجهت الجماهير يوم الرابع من ديسمبر نحو قصر الاتحادية،حيث سدة الحكم..ورئيس من المفترض أنه الحاكم الشرعى والمنتخب من الشعب.. إلا أن الواقع كان مغايرا تماما.. فمرسى كان «الفاترينة» التى وضعها مكتب الإرشاد على رأس السلطة التنفيذية..لايملك من أمره شيئا سوى التصوير أمام الكاميرات.. وهنا تعالت الهتافات «يسقط حكم المرشد». يسقط حكم الإخوان»،وانفضت الجموع عائدة إلى ديارها،وفضل العشرات منهم الاعتصام بالقرب من القصر حتى يعود مرسى عن ذلك الإعلان..ساعتها غضب مكتب الإرشاد وطار عقله،فأعطى أوامره لميليشياته المسلحة بالتوجه فورا للفتك بهؤلاء وجعلهم عبرة لغيرهم...فكانت المجزرة سقوط قتلى ومصابين وحرق سيارات من الشرطة ،وسلخانات تعذيب للأبرياء على يد العصابة الإرهابية..وقبضوا على المعتصمين وحرروا محاضر لهم فى أقسام الشرطة التى أدركت الخطة،فصعدت الأمر إلى النيابة العامة فرأت أن هؤلاء ليسوا بمتهمين ولكن مجنى عليهم..فكان القرار المفصل من النائب العام طلعت عبد الله نقل المحامى العام المستشار مصطفى خاطر من منصبه فى سابقة لم تحدث فى تاريخ القضاء. أشهر قليلة فقط على تلك المذبحة..وسقط الحكم الإخواني..وبدأت محاكمة مرسى و14 آخرين من طاقمه الرئاسى وقيادات من مكتب التنظيم على تلك الجرائم..ونحن فى انتظار حكم القضاء المصرى سواء بإدانتهم أو تبرئتهم...فإنا لحكمهم راضون. نبيل زكى الكاتب الصحفى والقيادى بحزب التجمع يقول: إن الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس المعزول محمد مرسى فى نوفمبر 2012 ، شكل صدمة كبرى لجميع المصريين ،فقد أعطى الرئيس لنفسه السلطة المطلقة والطاغية الذى وضع نفسه فوق كل السلطات بمافى ذلك السلطة القضائية ،وفى الوقت نفسه عمد إلى تحصين قراراته بحيث تكون نهائية ولاتقبل الطعن،وهنا أدرك المصريون أن هذه الخطوة وهى إصدار هذا الإعلان المشئوم والذى سمى زورا وبهتانا «الإعلان الدستوري» يستهدف السيطرة على البلاد،واستكمال مشروع الأخونة،والتدخل فى شئون القضاء،والسيطرة على الإعلام،وإلغاء مبدأ تداول السلطة،وضمان تزوير الانتخابات البرلمانية فى المستقبل،نتيجة السيطرة على جميع مفاصل الدولة..فالجماعة الحاكمة وهى جماعة الإخوان الإرهابية والتى كانت تقود الدولة وليس مرسي،أرادت التحكم فى كل شيء من خلال المحافظين والمجالس المحلية والإعلام والقضاء لامتلاك زمام الأمور،حتى تضمن البقاء فى السلطة إلى أجل غير مسمي،وهذا مايفسر لنا إصرار الجماعة على البقاء على مجلس الشورى فى ذلك الوقت لكى يكون غطاء يستخدم لتعيين رؤساء مجالس وتحرير الصحف القومية ويضمن ولاءهم وتغطية كل مايريدون والولاء لهم لتوجيه الرأى العام. حالة من الغليان أمام قصر الاتحادية كل هذه الأحداث والخطايا التى ارتكبها مرسى وعصابته المسلحة أثارت الجماهير ودفعتها للتوجه إلى قصر الاتحادية والاحتشاد أمامه فى الرابع من ديسمبر والكلام على لسان القيادى بحزب التجمع والهتاف ضده وضد حكم المرشد محمد بديع ومكتبه المزعوم بمكتب الإرشاد،مضيفا أننى كنت واحدا من هذه الجماهير من جميع طوائف الشعب المصرى المختلفة مابين قوى ثورية وسياسية ومثقفين وعمال وحرفيين وأرستقراطيين...إلخ ..الكل كان موجودا وشاهدا على مايحدث من حالة الاختطاف للبلد الذى يحكمه المعزول بسبب هذا الإعلان الديكتاتورى وتجمع الآلاف أما القصر وفى الشوارع المؤدية إليه وبدأنا فى الهتاف «يسقط حكم مرسى « يسقط حكم الإخوان..يسقط حكم المرشد». وكان فى إمكان هذه الجماهير الغاضبة والتى بح صوتها وتأججت مشاعرها من اقتحام القصر الجمهورى والدخول إليه بسهولة وإقصاء مرسى عن سدة الحكم،ومنع سيطرة الأهل والعشيرة على البلاد أكثر من هذا ،فلم تكد تمر 5 أشهر على حكمهم،وأحسسنا أن البلد لم يعد بلدنا ،وأننا فقدنا هويتنا داخله. ومع ذلك لم تقترب الحشود والتى وصلت لأكثر من 250 ألفا من المتظاهرين يرفعون علم مصر من القصر الجمهوري،حتى لانعطى فرصة للجماعة الحاكمة لارتكاب جرائم عنف وقتل ضدنا،ومكثنا نحو الفجر نهتف وننادى بإلغاء الإعلان الدستورى ،وتراجع مرسى عن تلك القرارات العنترية والفرعونية التى لم يستطع حاكم من قبله أن يقوم بها،ولا حتى مبارك نفسه،وكانت تجمعاتنا سلمية،ولم يحدث فيها أى نوع من العنف،والقوات كانت موجودة ،والأسلاك الشائكة والحواجز كانت موجودة. وانفضت أعداد كبيرة من تلك الجماهير وبدأوا فى العودة إلى منازلهم..وفضلت مجموعة من الشباب لم يزد عددهم على 100 شخص الاعتصام بالقرب من القصر،ونصبوا بعض الخيام. المغيرة يتلقى أوامر من الإرشاد بفض الاعتصام بالقوة وفى صباح اليوم التالى أعلن الإخوانى أحمد المغيرة على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعى كما يقول زكى إنه تلقى أوامر من مكتب الإرشاد فى المقطم بحشد شباب الإخوان والتوجه إلى قصر الاتحادية لفض الاعتصام الموجود بالقوة،وبالفعل توجه المغيرة ومعه أكثر من 5 آلاف شخص من الجماعة تم نقلهم فى سيارات نقل وأتوبيسات من المحافظاتوالقاهرة بحوزتهم أسلحة نارية وقنابل مولوتوف وأسلحة بيضاء وهراوات،وبدأوا فى الهجوم على المعتصمين والتعدى عليهم بالضرب المبرح وسحل عدد منهم فى الشوارع،وأشعلوا النيران فى الخيام ، ومن الوقائع المؤسفة ،والتى كانت شاهدة على جرم هذه الجماعة الدموية اعتداؤها على السفير يحيى نجم أحد سفرائنا فى دول أمريكا اللاتينية،وضربه بوحشية فى اجزاء متفرقة بالجسد وسحله . سيارات إخوانية تختطف المواطنين وتعذبهم وأشار نبيل زكى إلى نقطة فى غاية الخطورة وهى أن هناك عدة سيارات كان يقودها عدد من شباب الإخوان كانت تطوف الشوارع بالقرب من القصر الجمهوري،وتختطف المواطنين سواء الذين كانوا موجودين فى الاعتصام،أو من كانوا يشكون فيهم،ويقومون بتعذيبهم والتعدى عليهم داخل هذه السيارات،والتى كانت عبارة عن غرف تعذيب متنقلة،ويتم استجواب من يتم القبض عليه..إلى جانب مجموعة أخرى كانت بجوار القصر خطفت أناسا آخرين وعذبتهم أيضا..وقيل إنهم كانوا موجودين فى حديقة قصر الاتحادية،وحاولو انتزاع اعترافات منهم لكى تخدم الجماعة الحاكمة لكنهم فشلوا فى ذلك. اغتيال الحسينى أبوضيف بتعليمات إخوانية وبدأت حالات من الهرج والمرج بين المتظاهرين وجماعات الإخوان الإرهابية ،وبدء المسلسل الدامى والذين صمموا فيه على استخدام الأسلحة النارية،وتعدوا على قوات الشرطة وأحرقوا عددا من سياراتها،واستهدفوا الموجودين...وفى لحظة من اللحظات يؤكدها زكى أن أحد أعضاء القيادات الإخوانية أشار بأصبعه إلى أحد الشباب الموجودين من الجماعة والذى كان مسلحا،باستهداف الشهيد الصحفى الحسينى أبو ضيف والذى كان يصور بكاميرته مايحدث من تجاوزات تلك العصابة المسلحة،وفى أقل من دقيقة واحدة فؤجئنا بسقوط ابو ضيف على الأرض مضرجا فى دمائه،بعد قنصه بطلقة إخوانية فى وجهه،ويتوالى بعد ذلك سقوط عدد من الشهداء وعشرات المصابين من الأبرياء من المعتصمين ،وكذلك العشرات من ضباط وأفراد الشرطة. رفض وزير الداخلية السابق فض الاعتصام بالقوة لايمكن لأحد أن يتخيل وقتها أن الرئيس المعزول محمد مرسى والذى اختاره الشعب ،وجماعته الإخوانية والتى تلحفت تحت ستار الإسلام،بمجرد أن يختلف أحد معهم أو يعارضهم أن يكون جزاؤه القتل،هذا ما بدأه الشيخ نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد السابق،فأحداث الاتحادية والتى سالت فيها دماء الأبرياء نتيجة معارضتهم لرئيس انتخبوه حاول أن يكون فرعونا جديدا ،طلب من وزير الداخلية السابق فى ذلك الوقت اللواء أحمد جمال الدين أن يفض الاعتصام بالقوة من أمام القصر،على الرغم من أن عدد الموجودين لايمثل أى خطورة عليه،فلم يكن عددهم يصل إلى مائة شخص،لكن وزير الداخلية رفض ذلك،لكن المعزول حاول استخدام صلاحياته فطلب من اللواء أحمد زكى قائد الحرس الجمهورى فض الاعتصام أيضا بالقوة ..ولكنه رفض، وكانت هناك اجتماعات على مدى الساعة فى مكتب الإرشاد بقيادة محمد بديع ومحمد البلتاجى وصفوت حجازي،وسعد الكتاتني،لدراسة كيفية السيطرة على الموجودين أمام الاتحادية ،وأيضا فى ميدان التحرير،خاصة بعد تزايد حالة الغضب لدى جموع الشعب المصرى بعد الإعلان الفضيحة والنكسة فى تاريخ البلاد. وأضاف نعيم أنه علم أن الرئيس مرسى استدعى أيمن هدهد وكان من بين سكرتارية رئيس الجمهورية ،وأسعد الشيخة نائب رئيس الديوان لدراسة فض الاعتصام بالقوة ،والتواصل مع شباب الجماعة للمجيء لحمايته وحماية القصر الجمهوري،ومن يقترب منه يقضى عليه . أسلحة نارية فى يد ميليشيات الإخوان وبالفعل حضرت المجموعات المسلحة من ميليشيات الإخوان،وشاهدت معهم أسلحة نارية وبيضاء وسواطير كبيرة جدا،وكنت وقتها بالقرب من القصر وتحدثت معهم وقلت لهم لاتفعلوا هذا ولاتبدأوا حكمكم بإسالة الدماء، فالموجودون أمام القصر لايحملون أى سلاح،فرفضوا الاستماع إلى وعقدوا النية على اقتحام الخيام البسيطة والقضاء على من فيها. وحدثت الاشتباكات وتم إطلاق الرصاص،وبدأت المطاردات واختطاف المواطنين ،حتى أنهم خطفوا أحد بوابى إحدى العمارات فى المنطقة وعذبوه بوحشية وقسوة بدعوى أنه مرشد للأمن والداخلية. مسجد عمر بن عبد العزيز مسرحا للتعذيب وأضاف القيادى السابق لتنظيم الجهاد أن ميليشيات الإخوان كانت تحتجز المواطنين داخل مسجد عمر بن عبدالعزيز ويقومون بتعذيبهم بشدة،فقد كانت عملية التعذيب يندى لها الجبين وتقطع القلوب،فقد كانوا يقومون بتشريح جسد الشخص المختطف بشريحة»موس الحلاقة»ووضع سلك كهرباء داخل الجرح ،كما كانوا يضعون مواد كاوية داخل الجرح ايضا،لتزداد عملية التعذيب وإنزال أقسى درجات العذاب بهم . فالإخوان كانوا ينتقمون بوحشية من شباب عارضوهم على إعلان دستورى بل «ديكتاتوري»حاولوا من خلاله السيطرة على البلاد وحكمها إلى مئات السنين دون تداول السلطة. «جبنة نستو يامعفنين» وأشار نعيم مازحا هل ننسى الجملة الشهيرة والتى قالها أحد شباب الجماعة الإرهابية بعد فض الاعتصام من داخل الخيام ونقلتها القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية ،عندما وجد علب «الجبنة» فقال :«جبنة نستو يامعفنين» وكأن هذه الأشياء محرمة. فقد شاهدت خيام المعتصمين وكان بعضها منصوبا «بملايات السرير» أحضروها من منازلهم فلم يكن معهم أى تمويل من الخارج أو من الداخل، مثلما يأتى لتلك الجماعة التى تعيث فى البلاد فسادا الآن،فتقتل وتخرب وتحرق باسم الدين. نقل المحامى العام..وإضراب أعضاء النيابة عن العمل وفى سابقة لم تحدث فى تاريخ القضاء ،وكما يوضح الشيخ نبيل،قرر النائب العام السابق طلعت عبد الله نقل المستشار مصطفى خاطر المحامى العام لنيابات شرق القاهرة من منصبه، بعد قيامه بكشف المؤامرة الإخوانية ، والذين ألقوا القبض على عدد من المتظاهرين الموجودين أمام القصر ،واقتادوهم إلى أقسام الشرطة ،وحرروا المحاضر الشرطية بأنفسهم لهم باعتبارهم جناة، فأدرك المستشار الجليل أنهم ضحايا فقام بالإفراج عنهم فصاروا من المجنى عليهم ، بدلا من كونهم جناة،فصدرت تعليمات مكتب الإرشاد للنائب العام بنقل المحامى العام من منصبه، والذى رفض تنفيذ القرار،واعترض أعضاء من النيابة العامة على هذا الفعل غير المسبوق، والذى يعد تدخلا سافرا فى السلطة القضائية ، فأضربوا عن العمل ،وتضامنوا مع مستشارهم،فما كان من النائب العام إلا أن تراجع عن ذلك القرار. الإخوان جعلوا المصريين غرباء فى بلدهم وربط الشيخ نعيم بين ماحدث أمام قصر الاتحادية فى 2012،و30 يونيو 2013،عندما تجمع الملايين أمام القصر أيضا فى ملحمة كبرى اتحدت فيها كل التيارات لإسقاط الفاشية مرسى وعصابته،بعدما ضاق بهم الناس ذرعا،فأحضرت نحو 4آلاف من المصريين من مناطق الشرابية والزاوية الحمراء والوايلى وتجمعنا أمام القصر ،وهتفنا بإسقاطه،ورأيت شخصا ما يظهر عليه علامات الثراء فتحدثت معه،فقال إنه حضر من أمريكا لكى يشارك فى المظاهرات بعدما أحس أن الإخوان خطفوا البلد وسرقوها ، فأصبحوا يعيشون غرباء فى وطنهم،وتغربوا فى ديارهم،فأحسوا أن عصابة خطفت بلدهم،وأنهم لايأمنون على أنفسهم تحت ظل هذا الحاكم وعصابته. فلم يعد أحد يرى الأمن أو يحس بالأمان فى عهد أناس حاصروا فيه مدينة الإنتاج الإعلامى وهددوا الإعلاميين والصحفيين، ومقر المحكمة الدستورية العليا فى المعادي، ومنعوا القضاة من دخولها فى سابقة لم تحدث من قبل،وعينوا نائبا عاما لايمثل الشعب، ولايكون أمينا على دعواهم، فممارسات الجماعة جعلتنا نفقد الأمن والأمان. الاتحادية .. الحلقة الأخيرة فى حكم الإخوان إن أحداث قصر الاتحادية ذلك الأربعاء الدامى وما سبقه من قرارات اتخذها الرئيس المحبوس محمد مرسى كانت الحلقة الأخيرة والسريعة والتى أنهت الحكم الإخوانى بهذه الكلمات اتفق الباحث السياسى والخبير فى شئون الحركات الإسلامية أحمد بان مع من سبقه من المحللين ،والتى كشفت ايضا الأحداث أن الإخوان لهم مشروعهم السياسي،حيث إنها كانت متعجلة فى القبض على زمام الأمور فى مصر، وإنهاء الدولة المدنية بالشكل الذى عرفته مصر طوال تاريخها، وتركيز كل السلطات فى يد الرئيس، حيث كان هذا الإعلان يحوله إلى «نصف إله» بشكل ربما تصورت فيه جماعة الأهل والعشيرة أن القوى الثورية والأحزاب لاتستطيع الحشد فى مواجهتهم، وأنها هى التى تستطيع الحشد ومواجهة من يقف فى طريقها،وصدرت ذلك وصورته،وبنت حساباتها على الضعف الذى أصاب القوى الثورية، وزعمت أنها قادرة على إنهاء أى احتجاجات حتى ولو بالقوة،وهذا قد انعكس على أدائها السياسى فى حكم البلاد. مرسى كان موظفا لدى مكتب الإرشاد وأضاف الباحث السياسى أن جماعة الإخوان دفعت عناصرها لكى تمارس دور الشرطة والجيش،حيث ادعت قيادات التنظيم الإرهابى أنها تحافظ على حياة رئيسها،وانطلقت عناصر منهم يحملون الأسلحة وتوجهوا إلى القصر واشتبكوا مع المعتصمين وأحرقوا الخيام،بل احتجزوا البعض منهم واستجوبوا عددا منهم كما لو أنهم السلطة القضائية،ومارسوا التعذيب خلف أسوار القصر الجمهوري، وهذا يدل على أن عدم وضوح فكرة الدولة لهذا التنظيم..وأنه هو الحاكم الفعلى للبلاد،وليس الرئيس المعزول محمد مرسى والذى كان يعمل موظفا عندهم ومجرد «فاترينه»، وبالتالى خرجت الأصوات عالية لتنادى بإسقاط حكم المرشد ومكتب الإرشاد لتيقنها أن الذى يحكم هو المرشد وأعضاء مكتبه. *الجماعة خططت لاقتحام ميدان التحرير ولو مر مشهد أحداث الاتحادية كما خططت الجماعة وأعضاء التنظيم،كما يقول أحمد بان لتوجهوا إلى ميدان التحرير وفتكوا بالموجودين فيه.. لكن قوى الشعب وصمودهم حال دون ذلك. وأخيرا فالجماعة استعانت ببعض المستشارين للرئيس ليكونوا واجهة فقط..وبمجرد علم هؤلاء المستشارين أن استشاراتهم لاينفذها مرسى ولايستطيع أن يتخذ فيها أى رأى إلا قبل أن تمر على مكتب الإرشاد،فهم لم يكونوا مستشارين للرئيس مطلقا، لذلك تقدموا بالاستقالة، وكان المرشد ومكتبه يخططون لمستشارين جدد تابعين لهم.