خلف حادث انهيار عقار المطرية العديد من القصص المأساوية بعد أن راح ضحية الحادث الأليم61 شخصا, واصابة8 آخرين نجوا من الموت بأعجوبة, بعد أن تم انتشالهم من أسفل ركام الكتل الخرسانية للعقار المنكوب, لتكتب لهم حياة جديدة وسط حالة من الترقب لأهالي الضحايا.. الجميع كان في حالة ذهول وترقب غير مصدقين ما حدث لذويهم وجيرانهم, فكانوا ينبشون في ركام العقار المنكوب بحثا عن أي شخص علي قيد الحياة, أو مصاب علي أمل إنقاذه, فبمجرد اقترابك من العقار لا صوت يعلو فوق صوت سارينة سيارات الإسعاف التي كانت تسابق الزمن لنقل المصابين والضحايا في محاولة لإنقاذهم. ' الأهرام' رصدت حالة الحزن التي يعيشها أهالي الضحايا والجيران بمنطقة العقار المنكوب, حيث نجحوا علي مدار قرابة عشر ساعات بالاشتراك مع قوات الدفاع المدني ورجال القوات المسلحة الذين بادروا بالدفع ب4 لودرات و2 ونشين ومعدات ثقيلة تابعة للقوات المسلحة, بالإضافة إلي فرق الإنقاذ البري بإشراف اللواءين ممدوح عبد القادر مدير الحماية المدنية بالقاهرة, ونائبه جمال حلاوة الذين تمكنوا بالتعاون مع مسئولين من محافظة القاهرة والمقاولون العرب في انتشال الضحايا والمصابين من أسفل الأنقاض ورفع ركام العقار المنهار. حيث التقينا محمد رياض موظف بالقوي العاملة شقيق مرفت رياض ربة منزل, والتي توفيت وزوجها موظف بمترو الأنفاق وصغارها الثلاثة, فيروي قائلا والدموع تنهمر من عينيه كالأطفال غير مصدق أن شقيقته لن يراها بعد ذلك, وقال علمت بالخبر المشئوم من أحد الجيران بالمنطقة فجر أمس بسقوط العقار التي تقيم فيه شقيقتي الصغري, فهرولت مسرعا وأقاربي إلي العقار الذي تحول إلي كتلة من الركام والكتل الخرسانية, فظللت أبحث وأهالي المنطقة عن شقيقتي وصغارها الثلاثة أسفل الأنقاض, وبعد ساعات من البحث المتواصل, حتي كدت أفقد الوعي, عثرت علي جثتها ورائحة الموت تملأ المكان, فهرولت بها إلي سيارة الإسعاف محاولا إفاقتها والتحدث معها إلا أنها فارقت الدنيا, وبعد جهد كبير من الجيران بالمنطقة تمكنا بالتعاون مع فرق الإنقاذ البري من انتشال جثة زوجها وصغارها الثلاثة وتم نقلهم جميعا إلي مشرحة مستشفي المطرية العام. وتحدثت سيدة عجوز قريبة لاحدي الضحايا واسمه محمد ممدوح موظف مقيم بالجبل الاصفر قائلة: انه كان علي موعد مع القدر ليلقي مصرعه باذن الله شهيدا بعد ان شاهد طفلا رضيعا يسقط من العقار المنهار, فحاول انقاذه وبالفعل تمكن من التقاطه قبل سقوطه علي الاسياخ والكتل الخرسانية, وكانت المفاجأة اثناء سيره بالطفل خطوات معدودة انهارت عليه شرفة شقة من العقار المنكوب ليسقط شهيدا وبين يديه الطفل وتم نقلهما الي مشرحة مستشفي المطرية العام ليترك وراءه زوجة مكلومة, وطفلين اصبحا يتيمين بعد ان فارق الحياة في مشهد بطولي. ووسط حالة من الغضب تحدث أهالي المنطقة ل'الأهرام' عن الكارثة التي لحقت بهم قائلين إن اجهزة الدولة لا يتحرك لها ساكن إلا بعد وقوع الكارثة, ليدفع ثمنها الابرياء من المواطنين ما بين ضحايا ومصابين, مشيرين الي ان العقار المنكوب كان قد صدر له قرار بالإزالة منذ عام2008 فضلا عن قيام احد ورثة صاحب العقار المنهار ببناء طابقين بالمخالفة للترخيص دون ان يحاسبه احد, واضافوا انهم قاموا بنقل جثث جيرانهم والمصابين والناجين من الموت بسياراتهم الخاصة الي مستشفيات المطرية العام والبكري والزيتون والزاوية والدمرداش.