تواصل بانوراما الفيلم الأوروبى فى دورتها السابعة عرض أفلام متنوعة روائية وتسجيلية حصلت على جوائز مهمة فى أوروبا .. تجتذب البانوراما التى أسستها المخرجة ماريان خورى عددا متزايدا من المتفرجين منذ انطلاقها فى 2004، وهذا يعود لجودة الافلام التى تعرض والندوات التى تقام على هامشها مع الضيوف الأجانب والمحاضرات المتنوعة فى مجال السينما مع توسيع البرنامج التعليمى السينمائى هذا العام بغرض خلق اجيال جديدة تعمل على رقى السينما خاصة أن البانوراما تقدم سينما جديدة لم يعرفها المتفرج المصرى من قبل وهى الاوروبية ..ونتيجة اختلاط هذه الثقافات يحدث وعى سينمائى نتاج الاحتكاك بثقافات مختلفة. قامت البانوراما خلال دورتها الحالية بتكريم المخرج والممثل الفرنسى بيير اتكس وقامت بتقديم أعماله السينمائية، فلم تكن أفلامه متاحة للمشاهدة لمدة عشرين عاما بسبب معركة قضائية طويلة وكانت النتيجة حرمان جيل كامل من الجمهور من مشاهدة افلامه . وفى عام 2009 قام المسؤلون بصناعة السينما بحل مشكلات الملكية الفكرية بشكل نهائى وتم ترميم كامل لجميع أعماله، ومن وقتها وأفلامه تعرض فى مختلف بلاد العالم وتحظى بإقبال جماهيرى كبير كما نالت العديد من الجوائز العالمية.. ومن بين افلامه التى يتم عرضها بالبانوراما فى قسم كلاسيكيات فيلم «الحب الكبير» (انتاج 1969) بطولته واخراجه مع أنى فراتللينى وهو من نوعية الافلام الاجتماعية الكوميدية الروائية الطويلة وقد رشح للسعفة الذهبية فى مهرجان كان السينمائى عام 1969..وتدور قصته حول بيير الشاب المتعدد العلاقات النسائية والذى لم يكن يفكر فى الزواج على الإطلاق لكنه وجد نفسه تدريجيا يميل الى شابة جميلة.. لقد ترك المخرج النهاية مفتوحة لخيال المتفرج ،هذا الخيال الذى عاش فيه المتفرج طوال الفيلم بطريقة خفيفة الظل خاصة عندما كان يحلم بالشابة وكذلك وهو يروى لصديقه رغبته لمصارحة زوجته عن هذه العلاقة ....اما فيلمه الثانى المعروض له فهو «عيد زواج سعيد» (انتاج 1962) وهو كوميدى ايضا ولكن، روائى قصير وقد حصل على جائزة الاوسكار لأفضل فيلم روائى قصير عام 1963 وعلى جائزة البافتا عام 1964 وتدور فكرته حول إعداد زوجة وجبة عشاء لزوجها فى جو رومانسى احتفالا بعيد زواجهما، لكنى لم يتمكن الزوج من الوصول فى الموعد نتيجة ازدحام الشوارع وتوقف المرور تماما وكان سبب تأخيره هو اختيار هدية لزوجته ليقدمها لها فى هذه المناسبة، ومن هنا تحدث المواقف الفكاهية . ومن الافلام المهمة المعروضة حاليا «الوطن الآخر» وهو انتاج ألمانى عام 2013 وتم عرضه فى مهرجانات عديدة عالمية وحصل على جائزة افضل فيلم وأفضل اخراج وأفضل سيناريو فى مسابقة الفيلم الألمانى عام 2014 وهو من إخراج ادجار رايتز وبطولة انتونيا تيريزابيل وإيفازدلر ، مدته نحو أربع ساعات وهو من نوعية الافلام الدرامية الثقيلة لأنه يجسد قصص أشخاص عانوا معاناة شديدة نتيجة للمجاعات والقحط المتفشى فى منتصف القرن التاسع عشر فى القرى الألمانية . كما ركزت البانوراما هذا العام على السينما السويسرية خاصة التى تتعلق بالهجرة اليها من بلاد مختلفة ووقع الاختيار على خمسة أفلام منها الفيلم التسجيلي «المأوى» (انتاج 2014 )اخراج فرنان ملجار وحظى بعرضه الأول فى مهرجان لوكارنو السينمائى 2014 ورشح فى العام نفسه لجائزة النمر الذهبى وحصل على تنويه الشباب الخاص .. استطاع ان ينقل للمتفرج مصداقية الفكرة بخصوص موضوع الهجرة فقد نشأ فى عائلة اسبانية نقابية ، وتم نفيهم فى طنجة بالمغرب ثم هاجروا الى سويسرا تحت مظلة العمالة الموسمية وهناك عمل فى عدة اعمال ثقافية وفنية وصنع نفسه بنفسه كمخرج ومنتج مستقل للأفلام التسجيلية التى تتعلق بموضوع الهجرة والهوية ومنها هذا الفيلم الذى تدور أحداثه فى مأوى منعزل بلوزان فى سويسرا حيث يعيش بداخله من لا سكن لهم حيث يسود العنف بين ساكينه احيانا نظرا لضيق المكان الذى لا يتسع لعدد كبير وأكثرهم لا يجدون وجبة عشاء ولا فراشا للنوم. تقام على هامش العروض السينمائية ندوات لمناقشة الافلام مع الجمهور بحضور مخرجيها ، على سبيل المثال «ساحة بابل» وهو فيلم فرنسى (انتاج 2013) يحكى قصص مراهقين ومراهقات من مختلف الجنسيات والثقافات منهم مغاربة وصينيون وبرازيليون وغيرهم ...أتوا جميعا فى القاعة نفسها للتعليم الثانوى بمدرسة فرنسية حيث تحدث اضطرابات بينهم لأن اعمارهم تتراوح مابين 11 - 15 سنة وهى سن خطيرة لأنها بداية حياة جديدة تتكون فيها شخصياتهم المستقلة ..