هى عبارةٌ سطرها لنا التاريخُ بأحرفٍ من نور، يقولُ منطوقُها:( حكمتَ فعدلت فأمنتَ فنمتَ ياعمر )، ومعلومٌ أنها قيلت على لسان رسول كسرى ملك الفرس، لما رأى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ينامُ فى ظل شجرة، مُرتديا ثيابا تناثرت به الرُقع، مٌتخذا من حذائه وسادة تحميه من صلابة الأرض، وخشونتها. ظن رسولُ كسرى، أن أمير المؤمنين، الذى خرج لاستطلاع خبره، يسكن قصرا منيفا، وصرحا منيعا، وإيوانا مُحاطا بالأبهة والصولجان، فوجده يعيش أقل مما يعيشُ البسطاء، فنطق بعبارته السابقة، التى أكدت عدل وورع عمر، اللذين تمتع بفضلهما هو ورعيته بنعمة السكينة والأمان، وحقا ..الفضلُ ما شهدت به الأعداء. وبإنزال العبارة على ما نراه فى مصرنا الآن، نجد البونَ شاسعا، والفارق كبيرا، فما يفرضُه رجال الشرطة حول مديريات الأمن، ومراكز الشرطة وأقسامها، من تحصينات أمنية ، وسياجات حديدية، تلتهم أكثر من ثلثى الطريق، مع بقاء الثلث الآخر لسير الأتوبيسات والسيارات والمارة، يسببُ حالة من الضجر بسبب شدة الزحام، وتعطيل حركة السير، ويطرح السؤال المتبادر حول تلك المشكلة التى صارت صداعا فى رأس كل مصرى، خاصة من تفرض عليه ظروفه اليومية المرور بجوار أقسام الشرطة ومراكزها. والسؤال هو: هل هذا هو الحلُ الناجع لمشكلة الإرهاب، والنجاة من السيارات المُفخخة؟ وعلى الفور تأتى الإجابة: إن بدا للأفق أن هذا هو حلُ المشكلة، فإن تدقيق النظر يؤكد أنه حل جزئى وليس جذريا، فالحيطة وحالة الاستنفار التى يفرضها رجال الشرطة، لن تستمر أبد الدهر، وإن استمرت فعلى حساب العلاقة بين الشرطة والمواطنين. أما الحل الجذرى، فيتطلب أن تعود روحُ الود بين المواطن والشرطة؛ بألا يضع رجال الشرطة كل من يتعامل معهم فى سلة واحدة، تجمع صاحب الحق إلى جانب الجانى، ملوحين بشعار( أنت جانٍ حتى تثبت براءتُك)، ذلك الشعار الظالم، الذى يزيد من حالة الاحتقان، ويؤجج النار تحت الرماد . وتفادى السيارات المُفخخة، يمكن أن يتم بإجراءات أقل تعسفا من التهام شوارع المارة، وإعاقة حركة السير وتعطيل مصالح الناس؛ عن طريق عدم السماح بانتظار مركبات أو درجات بخارية بجوار أقسام الشرطة ومراكز البوليس، مع عمل بوابات إلكترونية على الطرق المؤدية إلى أقسام الشرطة، وتفتيش المارين بها خاصة المشتبه فيهم، تُختار لإقامتها الأجزاء الواسعة من الشارع، حتى لايحدث اختناقٌ مرورى، وغرس أجهزة استشعار عن بعد لكشف المفرقعات والمواد المتفجرة، بالقرب من أقسام الشرطة، مع سرعة تنفيذ الأحكام الفورية المُغلظة على مرتكبى تلك الأفعال الخسيسة. وإلى جانب هذا فلابد من الجلوس إلى مائدة الحوار، بمشاركة عقلاء البلد وحكمائها، وتدشين مبادرة الصلح بين الشرطة والمواطنين؛ بحُسن معالمة رجال الشرطة للمواطنين، وتوعية المواطنين عبر الإعلام الجاد بالدور البطولى لرجال الشرطة، الذين يحملون أكفانهم على أيديهم، وهم يؤدون واجب حماية البلد، وأمن المواطن. وغيرها من الحلول التى نستطيع من خلالها التغلب على خطر السيارات المفخخة، والاختناق المرورى بجوار مديريات الأمن وأقسام الشرطة . Sabry_elmougy @yahoo.com لمزيد من مقالات صبرى الموجى