في مصر تعيش بيننا نماذج حقيقة, هي مدعاة للفخر,وفي الغالب مثل هذه النماذج المشرفة, تعمل في صمت, بعيدا عن الشهرة. تؤدي أدوارا في المجتمع. تعكس من خلالها قيمة الإيثار, والعطاء, تهتم بحال البسطاء غير القادرين, تجنبهم السؤال أو محنة البحث عن وسيلة علاج وشفاء. هبة السويدي تجسد هذا النموذج, الذي لا يفضل الثرثرة والنصح, لكنه يقدم كل ما يملك من اجل غيره, ويجد فيما يفعل وينفق متعة كبيرة, وثقة في انه يبتغي وجه الله. تفرغت تماما للعمل الخيري منذ 12 عاما. تخلت عن نشاطها في مجال المال والأعمال وركزت في كيفية مد يد العون لمن يحتاج. وبرز عطاؤها بشكل لافت بعد ثورة 25 يناير حيث تولت علاج 2000 مصاب في أحداث الثورة, بجانب 40 مصابا من الثورة الليبية, معظم الحالات كانت شديدة الخطورة, وتكفلت بإجراء العمليات الجراحية الخطيرة في المستشفيات وبخاصة مستشفي قصر العيني الفرنساوي بعيدا عن الدعاية أو الأضواء أو حتي الكشف عن قصص الشفاء. ورفضت بشدة أن تجري العمليات في قصر العيني القديم وتمسكت بأن تكون في الفرنساوي حتي تضمن خدمة طبية خاصة ولا تزاحم غير القادرين في قصر العيني, وأصبح المستشفي المهم والكبير في مصر ملحمة عطاء فالأطباء الكبار, يرفضون تقاضي إتعاب عن الجراحات, بالتأكيد كل من يعمل في قصر العيني الفرنساوي يعرف من هي هبة السويدي, وكانت كلمات الدكتور عمرو البدراوي أستاذ الأنف والأذن والحنجرة عنها مؤثرة جدا, بعد أن لمس علي مدي الشهور الماضية مدي حرصها علي الوقوف إلي جانب كل من ينتظر المساندة والدعم وإصرارها علي أن تجري جراحة خطيرة ومكلفة منذ أيام لأحد المصابين في أحداث محمد محمود بقسم المجان لكنها رفضت وتمسكت بأن تتم علي حسابها, بكل تأكيد هناك نماذج ونماذج كثيرة مثل هبة وعمرو البدراوي في مصر يستحقون الاحترام والشكر. ولعل ما يكتب عنها علي صفحات التواصل الاجتماعي دليل علي هذا النموذج. المزيد من أعمدة ماهر مقلد