يظل المرء يرتكب الأخطاء، ويمارس سقوطه بانتظام، حتى تتكوم «سقطاته» مثل جبل، فيصبح غير قادر على أن يحتمل نفسه، كما يصبح المجتمع غير قابل، لوجوده وحضوره، فيدفنه حيا فى مقبرة سقطاته، الصغيرة والكبيرة، والشخصية والعامة. يبدو أن «الدكتور سعد» من هذا النوع، فهو برغم عمره المديد، وخبراته الطويلة، ودرجاته العلمية والأكاديمية، وأدواره الكثيرة، المعلنة وغير المعلنة، ومنها عمله ك«مأذون سياسي» يقوم بعمليات «التزويج الحرام»، بين قوى الإسلام السياسى والولايات المتحدةالأمريكية، و«صبيانها» فى المنطقة، هو برغم كل هذا، يعترف بأنه يمكن استدراجه، من مذيع صغير بفضائية، إلى ارتكاب سقطة مخزية، لا يمكن أن يتورط فيها ناشط مستجد، ولم يكن أمامه سوى الاعتذار، بعد أن أدرك أن «سقطته» يمكن أن تقضى عليه، ليس بيد سلطة أو حاكم، وإنما من مجتمع أصبح يرتاب كثيرا فى ضمير وحكمة ومقاصد و«وصفات» الدكتور الديمقراطية. «السقطة» الأخيرة للدكتور سعدالدين إبراهيم رئيس مجلس أمناء مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، جاءت عندما لم يحتمل صدمة استقالة، الناشطة الحقوقية داليا زيادة مديرة المركز، فقدم على الهواء «وصلة ردح»، عاير فيها الناشطة بأنها من «مجاهل شبرا». ربما تكون «السقطة» صغيرة، ولكنها تكشف عن روح، لا تعرف التواضع، وتتعامل مع الآخر بدونية، وتعايره بتواضع نشأته. أنا لا أعرف داليا زيادة ولا أدافع عنها، ولكن أريد أن أسأل «الدكتور» عما يضيرها من أنها ولدت وعاشت فى «مجاهل شبرا»، وماهي علاقة «شبرا» بالأسباب التى دفعتها إلى الاستقالة، وأهمها رفضها أن يكون المركز «شوكة» فى ظهر مصر. فى الختام.. تقول الحكمة: «لكل حال مآل». لمزيد من مقالات محمد حسين