رغم أن النظام الجديد لبيع الخبز ببطاقات التموين هو نظام أكثر من ممتاز، فقد اختفت طوابير الخبز واختفى تجار السوق السوداء، أصبح من حق المواطن فى حالة عدم الاحتياج إلى كمية الخبز المقررة له كلها الاستفادة من فرق الدعم عن طريق شراء ما يريد من بقال التموين، رغم كل ذلك فانه صحيح مائة فى المائة المثل الشعبى الذى يقول: »الحلو مايكملش« فقد توجهت يوم الجمعة الموافق 14/11 لشراء خبز وبعد أن أدخل صاحب المخبز بطاقتى فى جهاز الحاسب اخبرنى انها غير صالحة للعمل وتحتاج إلى تنشيط، ونظرا لتضارب الإجابات عن المكان الذى يتم فيه ذلك، فقد اتصلت بمحافظة الإسكندرية حيث إننى أقطن بها عن طريق الخط الساخن وأخبرنى المختص أن الجهة الوحيدة التى يتم فيها تنشيط البطاقات هو مركز شباب الحرية وشهرته الساحة فى آخر شارع الإسكندرانى بمحرم بك حيث يوجد يوميا مندوبو شركة المعلومات المختصة بذلك، ونظرا لعدم وجود مواصلات عامة تصل إلى هذا المركز فان وسيلة الوصول المناسبة لكبار السن هى التاكسى أو السيارة الخاصة، علما بأنه يبعد عن منزلى أكثر من عشرة كيلو مترات، توجهت إلى المركز يوم السبت 15/11 ولكن فرد الأمن أخبرنى أن مندوبى شركة المعلومات فى الإجازة الأسبوعية، وعدت إلى منزلى وخسرت أول ثلاثين جنيها أجرة التاكسى فى الذهاب والإياب، وفى اليوم التالى ذهبت مرة أخرى واخبرنى فرد الأمن أن الدخول للمندوبين يكون من الباب الخلفى فسرت مسافة كبيرة بطول ملاعب المركز ودخلت إلى فناء مملوء بالمياه وعلى أحد جوانبه صالة مقفلة الأبواب يتجمع أمامها المئات من المواطنين بدون مبالغة وسرت فى المياه حتى وصلت إليهم واخبرونى أن الموظف يخرج كل فترة لاستلام البطاقات، ونظرا لطول الفترة وعدم خروج الموظف ارتفع صراخ النساء وصياح الرجال وقام بعض الشباب بقذف الأبواب بالحجارة وعندها فتح الموظف الباب لمدة دقيقة واحدة ألقينا إليه البطاقات دون أن يخبرنا عن الخطوة التالية،ثم تركت المركز لمدة ساعتين لعل الزحام يهدأ، وعدت وحشرت نفسى وسط الناس وباعجوبة تمكنت من دخول الحجرة المغلقة حتى أعرف مصير بطاقتى وساعدنى أحد الموظفين فى البحث عنها حتى وجدها وطلبت منه تنشيطها وتسليمها لى ولكنى فوجئت بأن البطاقات يتم تجميعها يوميا وإرسالها لرئاسة شركة المعلومات بالقاهرة لتنشيطها وطلب منى الموظف العودة بعد ثلاثة أيام لتسلمها، وعدت إلى منزلى وخسرت ثانى ثلاثين جنيها، وفى اليوم المحدد للاستلام وهو الأربعاء الموافق 19/11 توجهت إلى المركز، وفى جانب من الفناء كان تسليم البطاقات يتم بطريقة بدائية جدا، حيث لا توجد إيصالات أو أرقام أو ترتيب أبجدى أو تسجيل على الكمبيوتر، وإنما وقف موظف على أعلى سور المركز وبجانبه زميل يحمل «رزم» البطاقات التى لا تقل عن خمسمائة بطاقة حسب تقديرى وينادى الأسماء عشوائيا، وبعد أكثر من نصف ساعة سمعت اسمى وخطفت بطاقتى وفررت هاربا من هذا الجحيم، وأنا أتلقى التهانى من المواطنين وعدت إلى منزلى طبعا بعد أن دفعت أجرة التاكسى ثالث وثلاثين جنيها. فهل عجزت وزارتا التموين والاتصالات عن توفير وسيلة كريمة لتنشيط البطاقات؟ ولماذا يتم ذلك فى القاهرة دون الإسكندرية؟ ولماذا لا تتعدد أماكن هذا التنشيط؟ ولماذا لا يمكن التنشيط فى أفرع البنوك ومكاتب البريد قياسا على سداد فواتير التليفون والكهرباء، وقياسا على مكاتب الشهر العقارى التى تنتشر فى معظم الأندية والنقابات بالإسكندرية. عبدالفتاح صبرى عبدالمولي عميد/ مهندس بالمعاش