تترقب تونس نتائج الاقتراع اليوم على اختيار أول رئيس للجمهورية الثانية بعد الاستقلال من بين 27 مرشحا فى أوراق الانتخاب . وإن كان خمسة مرشحين كانوا قد أعلنوا قبل يوم الصمت الانتخابى أمس انسحابهم من السباق ،معللين ذلك بحالة الاستقطاب الثنائى بين «الباجى قائد السبسي» مرشح حزب نداء تونس و الرئيس المؤقت «منصف المرزوقي» . ويرجح المراقبون أن تسفر انتخابات اليوم عن جولة إعادة على أن تجرى قبل نهاية شهر ديسمبر المقبل وفق الدستور الجديد. هذا على الرغم من أن فرص « السبسى « فى الحسم من الجولة الأولى قائمة وان كانت ضعيفة. وحتى اللحظة الأخيرة قبل سريان الصمت الانتخابى منتصف الليلة قبل الماضية طافت سيارات مناصرى المرشحين الشوارع الرئيسية بالعاصمة فى مواكب تأييد رافعة أعلام تونس وصورهم . وكان شارع «الحبيب بورقيبة» أهم شوارع المدينة قد شهد مساء أمس الأول انعقاد ثلاث فعاليات انتخابية للمرزوقى ومرشح اليسار « حمة الهمامى « و مرشح حزب الاتحاد الوطنى الحر رئيس النادى الافريقى الرياضى « سليم الرياحي». وكادت الأمور تتطور الى عراك بين مناصرى المرشحين الأخيرين مع حضور «الرياحى « بنفسه لولا تدخل الشرطة فى اللحظة الأخيرة للفصل بين الجانبين. وصرح ل « الأهرام» المنسق العام لشبكة « مراقبون « كبرى منظمات المجتمع المدنى المحلى لمراقبة الانتخابات « رفيق الحلواني» بأن حملة الانتخابات التى استمرت ثلاثة أسابيع مرت من دون أحداث عنف تذكر .لكنه حذر من تطور ما سماه ب «الخطاب المتشنج» على صفحات التواصل الاجتماعى بين مناصرى المرشحين الى عنف فى يوم الاقتراع. وكان «السبسي» قد تعهد فى آخر ظهور له فى برامج تليفزيونية قبيل بدء الصمت الانتخابى بالكشف عن قتلة الشهيدين « شكرى بلعيد «و « محمد البراهمى « اللذين اغتالتهما يد الإرهاب فى عهد حكم الترويكا بقيادة حزب النهضة الإسلامى . لكنه قال إنه لن يعيد أى شخص الى السجون خلافا لما يتم تسويقه عن اعتزامه استهداف الاسلاميين. ومن جانبه قال «المرزوقي» انه لن يسمح بعودة الاستبداد ورموزه وسيؤسس لدولة المواطنين لاالرعايا.وعلما بأن الدستور الجديد لايمنح رئيس الدولة صلاحيات بشأن الشئون الداخلية ويقصر سلطاته على مجالات السياسة الخارجية والأمن القومى والدفاع . وفى تطور آخر ، عقدت الهيئة المستقلة العليا المشرفة على الانتخابات مؤتمرا صحفيا مساء أمس الأول أعلنت فيه أن عدد الناخبين المسجلين الذين يحق لهم التصويت حوالى 5.28 مليون ناخب . كما اعلنت الهيئة رسميا عن النتائج النهائية للانتخابات التشريعية التى أجريت الشهر الماضي، وحيث حصد حزب نداء تونس 86 مقعدا وتلاه النهضة 69 مقعدا من اجمالى 217 مقعدا.وعلما بأن المرأة تشغل 31 فى المائة من مقاعد البرلمان الجديد( 68 نائبة). كما تخوض سيدة واحدة سباق الرئاسة وهى القاضية السابقة «كلثوم كنو».