أمام غول الأهوال والتكتلات والصراعات والانقسامات التى تحيط بالأمة العربية من كل الاتجاهات بل وأمام الانقسامات العربية التى وصلت لمرحلة من التوترات قدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وكعادته فى المواقف الكبرى المثل والقدوة فى ضرورة وضع إطار شامل لوحدة الصف بين الأشقاء العرب لمواجهة الصعوبات والتحديات التى تحاك بالأمة العربية . وقد لاقت هذه الدعوة ترحيبا كبيرا فى الأوساط السياسية والإعلامية والفنية، وربما يكون الفن هم الأكثر سعادة وترحيبا بالمصالحات العربية، لأن رسالة الفن فى الأساس تدعو للتقارب وتوحد الشعوب والارتقاء بالفكر والتواصل بين أهل الفن فى كل الدول العربية من أجل إنتاج أعمال فنية مشتركة، وفى هذا التحقيق نطرح أهمية الدعوة للم الشمل العربى وعائدها المهم على الفن فى العالم العربى، وكيف يسهم التعاون العربى فى الارتقاء بالمنتج الفنى فى المرحلة المقبلة. يقول الفنان أشرف عبد الغفور: أنا مع أى مصالحة عربية تعيد للأمة مجدها وتماسكها فى ظل صراعات إقليمية لم يسبق لها مثيل، فكلما استقرت الأوضاع السياسية بين الدول العربية عاد التقدم فى كل المجالات، وبالطبع منها المجال الفنى، ويضيف علينا الانتظار، وعدم التعجل، خاصة أن هناك ملفات كثيرة معقدة يجب مناقشتها بكل وضوح ،والترقب والحذر مطلوبان، ولانقفز على النتائج قبل الانتهاء من المعوقات والملفات الشائكة بين العديد من الدول العربية، ولكن فى النهاية المبادرة هى بارقة أمل للتعاون، وتعود بلا شك على كل المجالات، بما فيها الإنتاج الفنى مع إننى أفضل أن يكون الفن خارج الأطر السياسية، وهذا مافعله الفن فى مهرجان القاهرة السينمائى الذى منح جائزة لفيلم إيرانى رغم التباعد السياسى معها كدولة، وأيضا حصول الفنان خالد أبو النجا على جائزة رغم موقفه الأخير المعارض لبعض السياسات. وتقول المخرجة إنعام محمد على: أنا مع فكرة لم الشمل العربى فورا ،فبطبيعتى فى كل الأحوال يكون توجهى مع القومية العربية بكل ماتعنيه هذه الكلمة، فكما قال الشاعر: «كلنا فى الهم شرق».. وهذا الكلام صحيح، فالتمزق أصاب معظم الدول العربية، وأثر تأثيرا كبيرا ليس على الحركة الفنية فقط، ولكن على كل المجالات الأخرى ،ولذلك فدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز جاءت فى وقتها تماما، ولابد من التمسك بها وتفعيلها وتنفيذها بشكل يرضى أولا مصر وشعبها العظيم، ثم يكون مرضيا لجميع الدول العربية الأخرى وأقول إن أى دولة تحيد عن الحق، وتثمن الاتجاه نحو التمزيق والفرقة، فكأنما وجهت خنجرا لنفسها، وتضيف: بالطبع سوف يعود التعاون الفعال المثمر على زيادة الإنتاج الفنى فى السينما والدراما والمسرح، ويمكن للفن أن يلعب دورا مهما فى هذا التعاون من خلال تنظيم الندوات الفنية والمهرجانات والزيارات المتبادلة، فقد كان الفن هو قوة مصر الناعمة فى الدول العربية منذ القرن 19 وحتى الآن، وأى عمل فنى يشارك فيه أبطال من الدول العربية غالبا مايلقى نجاحا وشهرة، نظرا لعرضه فى عدة دول، والجمهور يفضل التنوع فى الأعمال والتنوع فى النجوم. ويقول المخرج مجدى أحمد على: بالطبع سيعود لم الشمل العربى وفكرة المصالحة العربية بالنفع على الجميع، خاصة أهل الفن، ولكن علينا أن نحفظ حق مصر فى أى مصالحة، وأن نحافظ على مصالحنا بكل قوة ولا نهرول وراء أى مصالحة منقوصة، ولدينا ملفات كثيرة يجب فتحها ومناقشتها بكل حرية، فمصر عانت ومازالت تعانى تصرفات الآخرين، ويضيف: إن زيادة الإنتاج الفنى بين الدول العربية يجب أن يتم بشكل أكثر فعالية، وعلى المسئولين والقائمين على مسيرة الحركة الفنية فى مصر أن يتحركوا بفكر متجدد لجذب الاستثمارات فى مجال الفن، وإلا عليهم ترك مناصبهم فورا، فالفشل مازال مستمرا فى قطاعات الإنتاج المختلفة، وهم جالسون فى مكاتبهم، ويحصلون على رواتبهم الباهظة دون تحقيق أى مكاسب، أو التحرك لجذب الاستثمار لمجال الفن الذى يعانى منذ فترة دون تحرك حقيقى لإنقاذه.