طالب المجلس الأعلى للصحافة ورؤساء مجالس إدارات الصحف القومية بلقاء رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين، وذلك للاتفاق على سياسة واضحة لمواجهة الأوضاع التي تمر بها الصحف المملوكة للدولة. وأشار المجلس فى بيان أصدره أمس إلى أن المؤسسات مقبلة في نهاية العام على استحقاقات للعاملين قد تزيد أوضاعها ارتباكا وتعرقل مشروعات الإصلاح التي بدأتها بالفعل وقطعت في تنفيذها خطوات ملموسة. وحمل المجلس الأعلى للصحافة المشكلات التي تواجهها المؤسسات القومية وزيادتها تعقيدا للتعليمات التي أصدرتها الحكومة الحالية لوحداتها الإدارية بتحصيل المستحق من مديونيات لدى هذه المؤسسات، مما أسفر عن مزيد من الارتباك في الأوضاع المالية المتعثرة، ونقص حاد في السيولة لدى المؤسسات المستقرة، كما حال دون استكمال هذه المؤسسات لخططها الساعية لزيادة مواردها المالية حتى تتوازن اقتصاديا. أكد جلال عارف رئيس المجلس الأعلى للصحافة، أن المجلس والمؤسسات الصحفية القومية تتعامل مع الصعوبات التى تواجهها هذه المؤسسات انطلاقا من مقولة الرئيس عبد الفتاح السيسى: "إننا لن نسمح بهدم المؤسسات الصحفية القومية". وأضاف عارف خلال اجتماع المجلس الأعلى للصحافة ورؤساء مجالس إدارات الصحف القومية ووكالة أنباء الشرق الأوسط مساء أمس الأول، أن الصحافة القومية تعانى من مشكلات موروثة منذ أكثر من 30 عاما بسبب سوء الإدارة، لكنها تمتلك فى نفس الوقت أصولا تصل إلى 150 مليار جنيه، ولا تحتاج إلا لدعم يصل إلى 2 مليار جنيه لكى يتم استثمار هذه الأصول بشكل جيد. وأكد عارف أن هذه الأصول قادرة على النهوض بهذه المؤسسات القومية، بشرط أن يتم استثمارها وليس بهدف تسوية ديونها التى ورثها رؤساء مؤسسات الصحف القومية منذ سنوات طويلة. وشدد جلال عارف على أن رؤساء المؤسسات الصحفية القومية يقومون حاليا بعمليات إعادة هيكلة ناجحة تقوم على الشفافية فى الإدارة وطهارة اليد ووقف التعيينات. وحذر من أن هناك من يعمل على عرقلة جهود إصلاح المؤسسات الصحفية القومية، بهدف الاستيلاء عليها بأرخص الأثمان. واقترح ضياء رشوان نقيب الصحفيين إرسال مذكرة للرئيس عبد الفتاح السيسى تتضمن مطالب الصحف القومية فى ضوء الالتزامات المنصوص عليها فى الدستور بشأن هذه الصحف. وأعرب عن يقينه أن رئيس الجمهورية سيبادر بالتحرك لتدعيم المؤسسات القومية، لأنه حريص على الالتزام بالدستور. وطالب بضخ تمويل مالى عاجل للنهوض بالصحافة القومية قدره 700 مليون جنيه، وحذر من أن أوضاع المؤسسات الصحفية سيئة وتقترب من النهاية. ومن جانبه، أشار أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، إلى أنه على الحكومة أن تدرك العنصر التنويرى الذى تقوم به المؤسسات الصحفية القومية، مشددا على أن هذا الدور التنويرى يعد عاملا لا يمكن الاستغناء عنه لأى دولة تريد تحقيق النهوض والتقدم. وأوضح النجار أن الصحف القومية بحاجة لقروض طويلة الأجل بشروط ميسرة قدرها 2 مليار جنيه، بواقع 500 مليون جنيه للأهرام، و250 مليون جنيه لكل من الأخبار والجمهورية، على أن توزع المليار الباقية على صحف مثل دار الهلال وروز اليوسف ودار المعارف. ومن جانبه، رفض ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير صحيفة الأخبار، الحصول على أى قروض من البنوك، مطالبا الدولة بضرورة تدعيم المؤسسات القومية، وطالب الدولة بضخ 2 مليار جنيه لدعم الصحف القومية لإخراجها من عثرتها، وتمكينها من استغلال أصولها.