بالرغم من أن محافظة مطروح تعد من المحافظات السياحية الواعدة والتى تشهد حاليا تشييد العشرات من المنتجعات السياحية على شاطئها الشمالى بطول 450 كيلومترا من أجل جذب الآلاف من السياح إلا ان المدن التابعة لمحافظة مطروح مازالت تئن من انعدام البنية الاساسية بها ومن اهمها الصرف الصحى الذى لا يعرفه سكان 7 مدن تابعة لمحافظة مطروح حتى الآن وهى مدن العلمين والضبعة وسيدى برانى والسلوم والنجيلة وسيوة والحمام ويسكنها 70% من سكان المحافظة تقريبا . ومازالت الطريقة التقليدية للصرف المتمثلة فى البيارات وسيارات الكسح هى السائدة فى تلك المدن الساحلية حيث تنتظر هذه المدن منذ بدء تشييدها دخول الصرف الصحى اليها ولكن بلا جدوي، وقد حدث بهذه المدن توسعات عمرانية كبيرة وهى تحتاج الآن بشدة إلى الصرف الصحى لكى ينقذها من التلوث خاصة ان معظم هذه المدن متآخمة للقرى السياحية بالساحل الشمالى واعتمادها على نظام الصرف فى البيارات لا يتلاءم مع طبيعة محافظة مطروح السياحية كما نجد ان قرية سيدى عبد الرحمن وهى من اكبر قرى محافظة مطروح وتطل مباشرة على احدث المنتجعات السياحية العالمية لايوجد بها ايضا صرف صحى ويرى السياح العرب والأجانب سيارات الكسح تقوم بشفط الصرف الصحى من البيارات يوميا. والغريب ان مدينة مرسى مطروح عاصمة المحافظة مازالت المرحلة الثانية والاخيرة لمشروع الصرف الصحى بها لم تنته بعد بالرغم من بدء تنفيذ المشروع منذ اكثر من عشر سنوات حيث لم تدخل شبكة الصرف الصحى مناطق المدينة بكاملها ! وفى نفس السياق نجد ان مشروع الصرف الصحى بواحة سيوة قد تعثر تنفيذه لسنوات حيث تم البدء فى التنفيذ منذ 2006 ولم ينته حتى الآن بالرغم من ان الواحة يجرى تنفيذ خطة طموحة لجعلها خالية من التلوث بجميع أشكاله ويعوق تنفيذ هذه الخطة تعطل مشروع الصرف الصحى بها أكثر من مرة خاصة ان مطار الواحة سيتحول الى مطار دولى قريبا لاستقبال طيران الشارتر من جميع دول العالم. كما نجد ان الخطوات التنفيذية لمشروع الصرف الصحى بالحمام التى تعد من المدن الكبيرة بالمحافظة يعوقها عدم السرعة حيث تعطل المشروع اكثر من مرة فى مرحلته الاولى التى بدأت اواخر عام 2009 وفى مدينة ملوى (المنيا) بمنطقة جنوبالمدينة زحفت المياه الجوفية إلي كل شبر من أرض هذه المنطقة والتى تضم مايزيد على 70 ألف مواطن تعتبر المنطقة الوحيدة التى لم يدخلها الصرف الصحى رغم دخول الخدمة إلى جميع المناطق السكنية بملوى وذلك بسبب وجود عيوب فنية فى الأعمال الإنشائية بمحطة الصرف رقم 2 أدت إلى توقف المشروع ورغم أن محافظ المنيا عرض المشكلة على وزير الإسكان أثناء زيارته الأخيرة للمنيا الشهر الماضى لتفقد محطة مياه معصرة ملوى إلا أن الوزير لم يحسم المشكلة ولا تزال المياه الجوفية تحاصر بيوت الأهالى مما يهدد منازلهم بالانهيار بالإضافة إلى تفشى الأمراض والأوبئة وقد وصل الأمر إلى حد غلق المسجد اليوسفى الأثرى بعد أن حاصرته المياه من جميع الجهات . إبراهيم العربى رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة ملوى حدد المشكلة فى عدم الإنتهاء من أعمال محطة الصرف الصحى رقم 2 بسبب وجود مشكلة فنية كبيرة واجهت المهندسين بالهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى وتتمثل فى تغويط البيارة مسافة متر ونصف فوق سطح الأرض ومطلوب تغويطها وهناك تخوف لدى المهندسين بسبب خروج تربة ناعمة من باطن التربة وهى تمثل خطرا يهدد المنازل المجاورة بالانهيار فقامت الهيئة من جانبها باستدعاء مهندسين إستشاريين متخصصين لتحديد أبعاد المشكلة وتغيير خطوط الانحدار داخل المحطة بالإضافة إلى أنه يوجد مستحقات لأصحاب المنازل المضارين لدى الهيئة لم يحصلوا عليها حتى الآن حيث أن هذه المنازل (12 منزلاً) تم إخلاؤها من السكان مقابل إلتزام الهيئة بسداد قيمة الإيجار الشهرى لهؤلاء السكان الذين استأجروا وحدات بديلة لمنازلهم لحين الانتهاء من المشروع وعودتهم إلى منازلهم . وأضاف إبراهيم العربى أنه عرض المشكلة على اللواء صلاح الدين زيادة محافظ المنيا والذى قام من جانبه بعرض مشكلة محطة الصرف رقم 2على وزير الإسكان أثناء زيارته الشهر الماضى لمحطة مياه معصرة ملوى المرحلة الثانية ووعد بالتدخل من أجل إزالة جميع المعوقات التى تواجه إنهاء الأعمال الإنشائية الخاصة بمحطة الصرف رقم 2 بمدينة ملوى . ويبقى السؤال هل تستمر .. معاناة سكان حى جنوب ملوى الذين يمثلون ثلث سكان المدينة فى ارتفاع منسوب المياه الجوفية وعدم الاستفادة من خدمة الصرف الصحى وهل تتحرك الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى لإنهاء معاناة 70 ألف مواطن ينتظرون توصيل خدمة الصرف الصحى ؟! .