جمال الغيطانى؟ وهل من القراء - مدمنى القراءة - من لا يعرف الغيطانى؟ إنه الغيطانى، الذى وصفته موسوعة «ويكيبيديا» الشهيرة بأنه صاحب مشروع روائى فريد، استلهم فيه التراث المصرى، ليخلق عالما روائيا عجيبا، يعد من أكثر التجارب الروائية نضجا”. هو صاحب الزينى بركات، وهاتف المغيب، وأوراق شاب عاش منذ ألف عام، والزويل، ورسالة فى الصبابة والوجد.. وغيرها الكثير. الغيطانى.. ماذا يقرأ الآن؟ وكيف يقرأ؟ وما حكاية “عائلته” التى يحملها معه فى كل مكان؟ هذا حوار سريع معه: أستاذ جمال.. ماذا تقرأ الآن؟ أقرأ جزءا من مجلد «محاورات كونفوشيوس».. وهو مجلد مكوّن من أربعة كتب، تتناول التراث الفكرى الصينى. والجزء الذى أقرأه حاليا يدور حول عقيدة «الطاو» عند الصينيين.. وإنى لأتحيّن تلك الفرصة لأشيد بالجهد الذى يبذله المركز القومى للترجمة، الذى قدم هذا المجلد.. الذى يأتى فى إطار مشروع ضخم تبناه الأستاذ محسن فرجانى المترجم المصرى الشهير عن اللغة الصينية، لترجمة التراث الصينى كله عن لغته الأم «الصينية». وتنبع أهمية تلك الكتب من كونها تشكل العقيدة الكونفوشيوسية.. والتى دونها لا يمكن فهم الصين شعبا وحضارة وثقافة.. وبصفة عامة فأنا عاكف الآن على قراءة كل ما يتعلق بعقائد آسيا. فكيف تقرأ؟ عندى درجات للقراءة.. أو لنقل إن عندى عدة مستويات للقراءة. هناك- أولا- القراءة الخفيفة، وهذه قد تكون رواية، أو رحلة، أو كتابا فى السياسة. وتكون هذه القراءة فى أثناء وجودى بالسيارة، أو خلال الإجازات. ثم هناك- ثانيا- القراءة الثقيلة.. وتلك تكون فى البيت، واستخدم خلالها الورقة والقلم، حيث أحرص على تسجيل تعليق ما على الهامش، أو عنوان لفقرة، فمثلا إذا استملحت بيتا من الشعر أنقله بخطى على الورقة بمنتهى الاستمتاع.. ومن أمثلة هذا النوع من القراءة كتاب «الفتوحات المكيّة» لابن عربى، الذى لا أبالغ إن قلت إننى أقرأه منذ خمسين سنة. وبعد ذلك، هناك- ثالثا- قراءة( آخر الليل) وتكون للأعمال المترجمة، فى الفلسفة، أو علم الجمال، أو ديوان شعر ثقيل.. كالمتنبى مثلا، الذى ما إن انتهى من قراءته.. حتى أعيد قراءته من جديد.. وفى كل مرة أكتشف جديدا! طيب.. وما أهم الكتب التى قرأت فأثّرت فيك؟ اسمع.. إن لى مجموعة من الكتب أسميها «الخلاصة».. وأعتبرها عائلتى. ومن بين تلك الكتب القرآن الكريم طبعا، وكتاب الخروج إلى النهار( المعروف باسم كتاب الموتى عند الفراعنة)، والعهد القديم والجديد، وديوان الحماسة لأبى تمّام، وثلاثية نجيب محفوظ، ومجموعة” خليها على الله” للكبير يحيى حقى، الذى أعتبره أهم جواهرجى فى مصر. تلك هى عائلتى التى أسميها” الخلاصة”.. وللعلم؛ لقد اصطحبتها معى وأنا أجرى جراحة القلب.. فسألنى الطبيب: ما هذه الكتب كلها؟ فقلت: هذه عائلتى التى لا أستطيع العيش دونها! سؤال أخير يا أستاذ جمال.. هب أن شابا صغيرا لم يقرأ كتبا أبدا من قبل.. ويريد أن يقرأ.. فكيف يبدأ.. وبماذا تنصحه؟ أنصحه بأن يقوم أولا بجولة فى وسط البلد.. ويزور المكتبات هناك.. وينظر إلى عناوين الكتب.. فيختار منها ما يحب.. سيجد مثلا مكتبة الهيئة العامة للكتاب فى شارع شريف، وفى مقابلها مكتبة دار المعارف، ومكتبة شبكة الاتصالات العربية.. ومكتبة” تنمية”.. ومدبولى.. وعلى فكرة؛ الهيئة( هيئة الكتاب) بها الأعمال الكاملة لكل المبدعين.. فلينتق هذا الشاب منها ما يشاء.. المهم أن يبدأ فيقرأ!