مازال مسلسل العنف والتحرش ضد المرأة من المشاكل التى تواجه المجتمع المصري، ومن الجهود المبذولة في هذا الصدد للقضاء على ظاهرة التحرش أو محاولة التقليل منها قدر الإمكان ما تقوم به إدارة مكافحة العنف والتحرش ضد المرأة التابعة لوزارة الداخلية والتى بدأت مهام عملها رسميا من شهر أغسطس الماضي. وتتكون الحملات التي تنظمها الإدارة - حسبما أوضح لنا اللواء إيهاب مخلوف مدير إدارة مكافحة العنف والتحرش ضد المرأة بمديرية أمن القاهرة - من فريق من ضباط الشرطة ورجال المباحث وضباط التدخل السريع ورجال المرور والمرافق وأفراد أمن على استعداد للتعامل مع اى موقف ، ويتواجد أفراد الحملة امام مدارس القاهرة والجامعات والمراكز التجارية ومنطقة وسط البلد وأماكن التجمعات والمتكدسة بالمواطنين فى الأعياد والإجازات الأسبوعية لمنع وقوع حوادث تحرش أو جرائم عنف ضد المرأة. وتستكمل العقيد حنان هجرس ان فريق المكافحة موجود فى الشارع طوال ايام الأسبوع وفى العطلات الأسبوعية والاحتفالات الرسمية وتقول: بدأ المواطنون يتعودون على وجودنا وظهورنا فى جميع الأماكن بل انهم يقومون بالتعاون معنا فى وقف أى حالات عنف أو تحرش قبل وقوعها ولقد تكونت إدارة المكافحة بعد واقعة التحرير الشهيرة ولكننا كضابطات كنّا نوجد فى الشارع لكن ، ومع بداية العام الدراسي نقوم بتأمين المدارس على مستوى القاهرة 4 قطاعات «شمال وجنوب وشرق وغرب» ونتجه الى مدارس البنات اللاتي يتعرضن للمضايقات من الشباب ، والمدارس التي نتلقى شكاوى منها نتوجه اليها على الفور . وقالت : أكثر حالات التحرش عبارة عن تحرش لفظي من شباب أعمارهم تتراوح ما بين 15 و17 سنة ، ونقوم بالقبض عليهم وتسليمهم لضابط القسم الذي يحرر محضرا، وأضافت أن العقوبة القانونية التى تقع على الفاعل هى ستة أشهر وغرامة من 2 إلى 3 آلاف جنيه ، وفى حالة تكرار الفعل وعودة الجريمة تضاعف العقوبة الى سنة وغرامة مالية من 5 الى 10 آلاف جنيه. الأهالي يرحبون وأثناء جولة ل»تحقيقات الأهرام» أمام عدد من المدارس لاحظنا وعى أولياء الأمور بجهود مكافحة جرائم العنف والتحرش ضد المرأة ، تقول فريدة احمد والدة احدى الطالبات انها رأت عدة مرات ضباط وضابطات الادارة مما يبعث بداخلها الطمأنينة والإحساس بالامان فى الشارع من المتحرشين وتؤيد المبادرة وتطالب بتكثيفها فى كل مكان بمصر لنحافظ على بناتنا ونسائنا. وأثناء دخول احدى الطالبات الى المدرسة وهى «جنى احمد» عشر سنوات تقول بابتسامة: أننى كفتاة صغيرة كنت اشعر بالخوف من نظرات الشباب اثناء سيرى فى الشارع متوجهة الى المدرسة لأن والدى ووالدتى لا يرافقوننى الى المدرسة وذلك نظرا لظروف عمل والدى ومرض أمى ، لهذا كان على الاعتماد على نفسى ، وعندما رأيت عدة مرات وجود الفريق الأمنى امام المدرسة وعلمت انهم جاءوا ليحمونا من المعاكسات والمضايقات المستمرة من الشباب شعرت بارتياح شديد ، وعندما رويت لأسرتى ما رأيته بعينى والذى سمعه ورآه الكثيرون شعروا بارتياح أيضا ، ولاحظنا انخفاض نسبة التحرش حتى وان كان تحرشا بالنظر او بالالفاظ الخادشة للحياء . جرائم متنوعة وعلى الجانب الاخر تشرح العقيد نشوى محمود بإدارة المكافحة ضد العنف والتحرش ضد المرأة بمديرية أمن القاهرة ان الهدف الرئيسى من تلك الحملات هو القضاء تماما على مثل هذه الظاهرة وهى اى ايذاء يقع على الأنثى سواء بالاشارة او القول او الفعل او الإيحاء او التلميح ، فكل هذا يقع تحت مسمى التحرش ، وكل منها لها عقوبتها القانونية وعندما بدا العام الدراسي نوجد فى ساعات الدخول والخروج أثناء الزحام والتكدس النسائى امام جميع مدارس وجامعات القاهرة الحكومية والخاصة كما اننا نقوم بتوزيع كتيبات تابعة لإدارة حقوق الانسان بوزارة الداخلية تشرح القوانين الخاصة بحقوق الانسان بطريقة مبسطة حتى تسهل قراءتها وفهمها للطلبة والطالبات واولياء الأمور .