فى صفعة قوية للرئيس الأمريكى باراك أوباما وحزبه الديمقراطي، اكتسح الجمهوريون انتخابات التجديد النصفى فى الولاياتالمتحدة أمس ليحكموا بذلك قبضتهم على مجلسى النواب والشيوخ ، مما سيحول أوباما إلى «بطة عرجاء»، خلال العامين المتبقيين من فترة ولايته الحالية. ويتوقع المراقبون أن يسعى الرئيس الأمريكى إلى خلق حالة من التعايش السلمى مع الجمهوريين، خاصة أنه لا يزال يتمتع بحق «الفيتو» فى مواجهة أى قرار يتخذه الكونجرس ذو الأغلبية الجمهورية ، وهو وضع واجهه من قبله أسلافه من الرؤساء السابقين أمثال جورج بوش وبيل كلينتون وجورج بوش الأب ورونالد ريجان، حيث تتخذ الانتخابات النصفية تقليديا شكل عقوبة ضد الحزب الحاكم فى البيت الأبيض. وتشير أحدث نتائج انتخابات التجديد النصفى التى توالى الإعلان عنها صباح أمس إلى سيطرة الجمهوريين على 52 مقعدا على الأقل من مقاعد مجلس الشيوخ المائة، بعد أن انتزعوا سبع ولايات من الديمقراطيين وهى : أركنسو وكولورادو وأيوا ومونتانا وكارولاينا الشمالية وداكوتا الجنوبية وفيرجينيا الغربية ، فى حين فقد الديمقراطيون سيطرتهم على مجلس الشيوخ للمرة الأولى منذ 2006، بعد حصولهم على 44 مقعدا فقط ، بالإضافة إلى مقعد مستقل. ولم يتم الإعلان حتى مساء أمس عن نتائج الانتخابات فى ولايتى فيرجينيا وألاسكا ، ويتوقع المراقبون جولة إعادة فى ولاية لويزيانا فى حالة فشل أى من المرشحين فى الفوز بنسبة ال50٪. وفيما يتعلق بمجلس النواب، كشفت النتائج شبه الرسمية للانتخابات عن فوز الجمهوريين بما يتراوح بين 14 و18 مقعدا إضافيا على الأقل فى المجلس الذى يتألف من 435 مقعدا وتم تجديده بالكامل، ليشغلوا بذلك 247 مقعدا ، وهى أكبر أغلبية جمهورية منذ ثلاثينيات القرن الماضي. ويواجه الديمقراطيون وضعا بالغ الصعوبة ، إذ أنهم لم يضمنوا حتى الآن سوى 157 مقعدا، مقابل 199فى المجلس المنتهية ولايته، ومازال فرز الأصوات مستمرا لتحديد مصير 43 مقعدا ، أهمها نيويورك وهاواى ومينيسوتا. وفى فوز تاريخى للمرأة، تشير النتائج إلى فوز أكثر من مائة سيدة بمقاعد فى الكونجرس. أما بالنسبة لانتخابات حكام الولايات ، والتى شملت 36 ولاية، فتشير النتائج شبه الرسمية إلى تقدم المرشحين الجمهوريين حتى الآن، وشهدت بعض الولايات منافسات حادة كما حدث فى كونيتيكات وكنساس وماساتشوستس وفيرمونت ، وستشهد ولايات قليلة تغير اللون السياسى لحكامها، وخصوصا إيلينوى قاعدة لأوباما، والتى انتقل منصب الحاكم فيها إلى الجمهوريين. وبعد النتائج التى شبهتها وسائل الإعلام الأمريكية ب»الموجة الهادرة» للجمهوريين التى تجتاج الكونجرس ، وفى محاولة لإبداء حسن النيات ، دعا أوباما زعماء الجمهوريين والديمقراطيين فى الكونجرس إلى اجتماع فى البيت الأبيض غدا الجمعة. وقد رفع الحزب الجمهورى رايات النصر ابتهاجا بالفوز ، مؤكدا أن سيطرته على مجلس الشيوخ الأمريكى فى انتخابات التجديد النصفى تمثل «رفضا للسياسات الفاشلة للرئيس (باراك) أوباما». وأوضح رينس بريباس زعيم الحزب «لقد حصل الجمهوريون على الفرصة لقيادة البلاد نحو مسار أفضل، ومجلسا النواب والشيوخ الجمهوريان مستعدان للإصغاء للشعب الأمريكى، ونأمل أن يكون الرئيس أوباما كذلك». ومن ناحيته، أكد ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية فى مجلس الشيوخ ضرورة التزام جميع الأطراف «بالعمل معا» ، وأكد ماكونيل «ليس معنى أن لدينا نظام الحزبين فقط، إننا يجب أن نكون فى صراع دائم». وأعلن رئيس مجلس النواب الجمهورى جون بوينر فور إعلان النتائج أن الكونجرس الجديد الذى سيتولى مهامه فى مطلع يناير المقبل سيعمل على «إصلاح النظام الضريبى والحد من مشكلة النفقات وإصلاح النظام القانونى وتحسين النظام التربوى». أما هارى ريد الرئيس الحالى للأغلبية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ ، فقد اعترف بأن «رسالة الناخبين واضحة : يريدون أن نعمل معا». وقال مكتب ريد إن الزعيم الديمقراطى أجرى اتصالا هاتفيا بالسيناتور الجمهورى ميتش ماكونيل لتهنئته على اختياره الزعيم الجديد للأغلبية فى المجلس.