المهنة الدبلوماسية ذات أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية، فالموظف الدبلوماسى يعبر عن سياسة بلاده، كما يعبر عن مجتمعه وثقافة هذا المجتمع. لذلك فإن لزوجة الدبلوماسى أدوارا مهمة إلى جانب زوجها خلال أدائه لمهمة تمثيل بلاده فى بلد آخر، والوقوف إلى جانبه لتسهيل مهمته، فالحياة الدبلوماسية ليست مخملية وحفلات استقبال بل هى واجب وطني. إن زوجة الدبلوماسى تمثل بلدها، وهى واجهة تعكس حضاراته وعاداته وتقاليده، ومن هذه الزاوية فإن مهام زوجة الدبلوماسى لا تقل أهمية عن مهام زوجها لأنها نصفه الآخر، فكثيراً ما تستطيع الزوجة أن تشرح فى اقتضاب وسهولة موقف بلادها من مسألة أو موضوع معين لأحد المسئولين أثناء حفلة تقيمها أو تدعى إليها. ويقع على عاتق الزوجة واجب القيام بأنشطة اجتماعية إلى جانب زوجها الدبلوماسى باعتبار هذا الأمر جزءا من مهمته، كما أنها تعتبر شريكاً لزوجها فى كل نشاطاته فى الخارج ماعدا عمله بالسفارة، ويقع على عاتقها أيضاً القيام بنشاط اجتماعى آخر منفرد تقوم به فى المجتمع وفقاً لظروف البلد الذى يعمل به زوجها. يتطلب كل هذا أن تكون زوجة الدبلوماسى على قدر كبير من الثقافة ومعرفة للغات الأجنبية والقدرة على التواصل الاجتماعى الراقي، ومعرفة عادات وتقاليد البلد الذى يعمل به زوجها، إضافة إلى حرصها على الذوق فى المعاملة واللباقة فى الحديث واللياقة فى المظهر والملبس، فهى تفتح بيتها لأبناء الجالية ليكون ملتقى للمجتمع الدبلوماسى وتستقبل فيه ممثلى الدول الأخرى فى الدولة المضيفة، كما تتولى الإعداد والإشراف على حفلات الغداء والعشاء والاستقبال التى يقيمها زوجها الدبلوماسى أو تقيمها هى لزوجات الدبلوماسيين والمسئولين الأجانب. ومن ضمن مهام زوجة الدبلوماسى أنها تقوم بمرافقته فى الدعوات التى توجه للدبلوماسى وحرمه، وتشارك فى الأنشطة التى تقوم بها سيدات المجتمع الدبلوماسى فى المجال الخيرى والاجتماعي، ولكن يجب عليها عدم القيام مطلقا بأى نشاط يهدف للربح أو التجارة. أيضا فإن زوجة الموظف الدبلوماسى عليها مساعدة زوجة السفير فى إقامة المعارض والأنشطة الثقافية والخيرية. لعل أهم المشاكل التى تواجه زوجة الدبلوماسى هى متابعة دراسة أبنائها فى المراحل التعليمية المختلفة، ذلك أن حياة التنقل المستمر بين دول ناطقة بلغات مختلفة، كثيراً ما تحول دون إتباع نظام تعليمى محدد (فرنسى أو انجليزى أو ألمانى أو عربى ...)، كما أن وصول الأبناء والبنات إلى سن الزواج أو بعد تخرجهم من الجامعات، فضلاً عن رغبة الزوجة فى الاحتفاظ بوظيفتها فى مصر، وخاصة إذا كانت المؤسسة التى تعمل بها لا تتيح الحصول على إجازة طويلة بدون مرتب، يمثل مشكلة ستهدد استقرار حياة الدبلوماسى ولاسيما إذا ما اضطرت الزوجة إلى البقاء فى مصر. أما إذا كانت السيدة هى الموظفة الدبلوماسية، فإن الوضع يختلف تماماً، حيث لا يطلب العرف الدبلوماسى من زوج الموظفة الدبلوماسية مهام تذكر؛ اجتماعية أو سياسية أو ثقافية، كما لا يمنحه البروتوكول امتيازات كالتى يمنحها لزوجة الدبلوماسي، أما فى الواقع العملى فان زوج الموظفة الدبلوماسية تكون له بعض الأدوار البسيطة فى التواصل الاجتماعى فى محيط أعضاء السفارة والمعارف من الجالية المصرية خصوصاً. وبصفة عامة فهى حالة نادرة أن يكون زوج الموظفة الدبلوماسية بلا عمل ويكون مرافقا لها فى عملها. إن زوجة الدبلوماسى الماهرة هى الجندى المجهول الذى يقع على عاتقه مراعاة ومتابعة وتنمية وتأمين العلاقات الإنسانية بين زوجها وأسرتها الصغيرة وبين الآخرين سواء كانوا دبلوماسيين أو ضيوفاً زائرين أو مقيمين بالدولة المضيفة.