أثناء فترة حكم الإخوان نشطت الجماعات الإرهابية فى مصر، وتولدت بشكل غير مسبوق فى أرض لها تاريخها الحضارى القديم، وشعب يحمل كل قيم التمدن والتنوع، ونخب لها عمقها وتجربتها فى تاريخ مصر الثقافى والسياسي. جاءت هذه الجماعات والتنظيمات لاختطاف الدولة المصرية، ولفرض وإحلال ثقافة رجعية طارئة على أمة فطرت على التعايش والتنوع والاختلاف. وجدت هذه الجماعات والتنظيمات فرصتها التاريخية لخنق الأصوات المخالفة لها، ولتغيير كل ما يتعلق بطبيعة هذا المجتمع المدني. توافقت مصالح هذه الجماعات والتنظيمات - سلفية جهادية وإخوانية - على شعارات وأسس هشة تتلبس ثوب الإسلام، وكان هدفها الأول اختطاف الدولة، ليتم لها بعد ذلك تجريد مصر من تاريخها، وثقافتها، وفنها، وتنوعها السياسي. كانت سيناء وقتها معسكرا للتنظيمات الجهادية، لأن سيناء بالنسبة لنظام الإخوان لم تكن أكثر من ورقة مساومة يمكن من خلالها أن ينجح النظام فى فرض خلافته على المنطقة، ويعرف الإرهابيون جيدا أن مصر فى ذلك الوقت كانت فرصة تاريخية لا تعوض لإثبات نجاحهم السياسى ومن ثم فرض أجندتهم ورؤاهم فى محيطهم الإقليمي، لكن فطرة المصريين وتجاربهم ووعيهم السياسى كانت بالمرصاد لهذا المشروع الرجعى وبتعاون دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.. استطاعت الإرادة المصرية من تحقيق أهدافها بأن تعود ارض الكنانة للأمة العربية.. فبعد أن قامت حماس وجماعات الإخوان المسلمين بتدمير غزة. فهم يسعون إلى استمرار حالة العنف والتطرف والإرهاب، وذلك لخدمة أجنداتهم الخاصة، لكن أصابع الاتهام فى هذه الحالة، ينبغى ألا توجه إلى رأس الحربة فى التطرف، أولئك الذين غيب الوعى فيهم، ودفعوا لمحرقة الموت، بحسبان أن ذلك هو أقصر الطرق لكسب ثواب الآخرة. المتسبب الحقيقى لهذه الفوضى هم الإخوان المسلمون ومن يدعمهم بماله وإعلامه دون الاكتراث حتى ولو تسبب ذلك فى سحق مئات الألوف من البشر،وتعطيل خطط البناء والتنمية، ونشر ثقافة التخلف، والمرض والجوع. وقتل الأبرياء. واضح أن الإرهابيين يسعون من جديد بعد أن دمروا غزة الى تدمير سيناء وقتل الأبرياء ونشر الفقر والوقوف ضد الاستقرار الأمنى وذلك بهدف الضغط على السياسات العربية.. وما التفجيرات الإرهابية الأخيرة فى سيناء واستهداف رجال الأمن والمنشآت الحيوية؛ إلا محاولة اليائس من قبل أعداء الحياة؛ بعد أن استعصت عليهم مصر. ما نراه هو أن مصر فى طريقها للتخلص من أيديولوجيا التطرف، والمضى فى تجفيف منابع الإرهاب. لكن ذلك لن يكتمل إلا إذا ركز المصريون على مفتاح التقدم. لم يكن مفاجئا أن يعود الإرهاب إلى العبث فى شبه جزيرة سيناء؛ لأن العمليات العسكرية التى تكافح الإرهاب فى سيناء، حققت نجاحات مميزة، فضلا عن نجاح الأمن المصرى خلال الأيام الماضية فى مداهمة عدة بؤر إرهابية فى 11 محافظة، حيث تمكن من ضبط 39 إخوانيا، و«مثيرى شغب» ومحرضين على العنف ضد عناصر الجيش والأمن. وعلى الرغم من صعوبة المهمة، وتغلغل الفكر المفضى إلى الإرهاب، لكن مصر تبقى قادرة على تجاوزه, مصر العروبة تعمل على طى صفحة قصيرة بغيضة من تاريخها. وهذه التجربة لا تزال مطوقة من الشمال والجنوب والغرب. وليست أحداث سيناء إلا أحد فصول المواجهة المصرية الملحمية مع قوى التطرف، رغم ما قدمه الشعب المصرى من شهداء وتضحيات جسام. الحرب على الإرهاب سوف تستمر. والسبب فى ذلك ليس القدرة الذاتية لقوى التطرف، ولكن فى حقنها المستمر بالعتاد والرجال والمال، من قبل القوى الإقليمية التى تطمح فى فرض هيمنتها الشاملة على المنطقة، وأن دولة الإمارات العربية المتحدة متضامنة مع مصر فى مواجهة الإرهاب وتستهدف دعم الأمن والاستقرار فى أرض الكنانة والمساهمة بصورة إيجابية وفاعلة فى مواجهة التحديات التى تهدد الأمن والسلام فى مصر العروبة، فالإمارات حكومة وشعبا تقف مع أرض الكنانة حتى تجتث من أرضها جميع المتطرفين على اختلاف أحزابهم.. حفظ الله مصر والعروبة . كاتبة من الإمارات لمزيد من مقالات مهره سعيد المهيرى