أخشى ما أخشاه، أن يتحول إخلاء الشرط الحدودى بين رفح وغزة إلى متاجرة ومزايدة من جانب نشطاء »السبوبة«، ورواد الفضائيات المأجورة على أنها قضية طرد وتهجير لسكان هذا الشريط العازل بين مصر والقطاع، برغم أن سكانه لا يتجاوزون الألف نسمة، ويقيمون فى 802 منزل، من بينهم 78 منزلا تعتبر بوابة آمنة لأنفاق الإرهاب.. ولا أدرى لماذا كل هذا الضجيج حول مسألة تتعلق بتأمين حدودنا مع حماس، وسبق لهذه الخطوة أن طبقت مع مدن القناة فى الإسماعيلية وبورسعيد والسويس خلال حرب 1967 لدواع أمنية. وعلى الرغم من هذا، علينا أن نتعامل مع هذه القضية بحذر شديد ووضوح تام، فمن يثبت وجود نفق تحت منزله يجب أن يدك المنزل بالأثاث دون أدنى تعويض، لأن ذلك يسهم فى إنعاش «بيزنس» الأنفاق الذى يدر على سلطة حماس 400 مليون دولار سنويا كضرائب على أصحاب الأنفاق التى نجنى من ورائها الخراب والدمار. إن المنازل التى سيتم إزالتها لفصل السكان المدنيين عن جرائم الإرهاب، فلابد أن يتم تعويضها فى أسرع وقت بعد إقناع ملاكها بضرورة الخروج الآمن حفاظا على انتمائهم وحماية الأمن القومى المصرى الذى يجب أن يكون فوق رؤوس الجميع. وبرغم هذا لا يستطيع أحد أن يقول بحسم إن إخلاء المنطقة العازلة على الحدود المشتركة بين مصر وغزة يمكن أن تقضى على الإرهاب تماما، ولكنها خطوة ضرورية لابد أن تتبعها خطوات أخرى أهمها مواصلة هدم الأنفاق، ومراجعة حق انتفاع الأراضى بسيناء، وكشف أطراف »بيزنس« الأنفاق على الجانبين المصرى والفلسطينى، مع تقنين استخدام معبر رفح بطريقة آمنة حتى يحقق عائده السياسى والاقتصادى بدلا من أن نتوقف عند الإزالة فقط، ونترك باقى الخطوات للمزايدة من جانب العملاء فيتاجروا بالشريط الحدودى. http://[email protected] لمزيد من مقالات عبد العظيم الباسل