رحلة طويلة يقطعها مرضى فيروس سى وصولا إلى معهد الكبد بالقصر العينى بحثا عن الأمل المفقود منذ سنوات طويلة، لكل مريض يقف على باب معهد الكبد حكاية ومعاناة مع مرض نهش أكبادهم فهل ينهى العلاج الجديد سوفالدى معاناة المصريين؟ منذ إعلان وزارة الصحة عن علاج الكبد »سوفالدي«، وتوزيعه على مراكز العلاج المختلفة، تجدد الأمل لدى المرضي، فترى الفرحة على وجوه بعضهم، والوجوم يخيم على آخرين، العقار الجديد هو موضوع الحديث لدى المرضى أمام وحدة الانترفيرون بمركز الكبد. رصدت »الأهرام« معاناة ومشاكل المرضى فى الحصول على العقار الجديد داخل المعهد القومى للكبد والطوابير الممتدة أمام المعهد وجاءت معظم الشكاوى بسبب طلب تحاليل اضافية بخلاف الموجودة فى الاستمارة إضافة إلى ارتفاع أسعار العلاج. الحاجة جمالات محمد حنفى (61 سنة) واحدة من الملايين الباحثين عن علاج لمرض فيروس سى الذى ظل سنوات يسكن كبدها: «تقول من 10 سنين وأنا باتعالج من فيروس سي، وجربت كل الأدوية والحقن لغاية ما افتكرت إن خلاص ما فيش أمل وبدأت أتعامل على إن ده ابتلاء من ربنا ما فيش منه شفاء لغاية ما سمعت عن الدواء الجديد، تابعت أخباره أول بأول لغاية ما وزير الصحة أعلن بدء التسجيل بالموقع الالكتروني، خليت ابنى يسجلى وتابعنا وعرفنا موعد الكشف وعملنا فحوصات كثيرة لحد ما تعبنا والحمد لله ربنا كرمنا والنهاردة أخذت الدواء وإن شاء الله هبقى كويسة وهاخف. وبينما يجلس على سلالم المعهد ينتظر دوره يقول مجدى عيسى (سائق) :«جئت لمعهد الكبد للمرة الأولى أملا فى صرف الجرعة اللازمة من عقار »سوفالدي« بعد أن درت »كعب داير« على المستشفيات والعيادات الخاصة أملا فى العلاج ولكن دون جدوي. ويضيف لى 5 أبناء أصغرهم 9 سنوات، ونفسى ربنا يطول فى عمرى واربيه وأتمنى الحصول على العقار الجديد وأن يكتب لنا إن شاء الله الشفاء من الفيروس ويقول صبرنا كتير ومش قادرين نتحمل أكثر من كده، ياريت الدكاترة يراعوا حالنا بعد ما عملت التحاليل فوجئت بطلب تحاليل أخرى غير واردة فى استمارة التسجيل للحصول على العقار أثناء الكشف، وهى عينة من الكبد ورسم قلب وتحليل الغدة الدرقية وقاع العين وكلها تحاليل غير مطلوبة فى استمارة التسجيل. وتقول فوزية محمد ربة منزل إنها »على باب الله« وأنها سجلت بياناتها على الكمبيوتر وأحضرت بنت أختي، وأملى فى ربنا كبير، يعطونى العلاج الجديد، وبعد ما حضرت للكشف الطبى فى المعهد وجدت مماطلات وتسويفات وتحاليل إضافية مطلوبة، منها بأكثر من 1200 جنيه وأضافت أنها مستعدة للتوقيع على أى إقرار إلزامى فى سبيل الحصول على الدواء. وتقول الحاجة فايقة محمد ابراهيم «ربة منزل» : منذ ما يزيد على 51 سنة وأنا مصابة بفيروس سى وجربت حقن الانترفيرورن ولكنها أحدثت مضاعفات فأوقفتها مباشرة واستكملت العلاج العادي، جئت من الصف وقطعت مسافة طويلة وأنتظرت من 9 صباحاً حتى 3 عصراً ومع ذلك لم يأت دورى فى الكشف لذا أتمنى أن يكون هناك تسهيلات أكثر من ذلك للتيسير على المرضى فى الي حصول على عقار السوفالدي. بدوره قال منير .. عامل بإحدى الصيدليات ومريض بفيروس «سي» .. إن اللجنة الطبية حددت له اليوم لصرف العقار .. وبعد حضوره للحصول عليه .. فوجيء باعتذار اللجنة عن ذلك بحجة عدم اكتمال الأختام المطلوبة على قراره. أما أشرف طه محام .. يقول: إنه منذالإعلان عن العقار الجديد ونحن نعانى من رحلة ملل ومطالب لا حصر لها من التحاليل والإشعات المطلوبة .. فما المانع أن تطلب جميع الأوراق مرة واحدة لتقليل الجهد على المرضى الضعاف؟ ويقول أحمد عبدالرحيم موظف: أصبت بهذا المرض منذ عام تقريبا وبعدها تغيرت حياتى تماما وأرجو اللَّه أن يأتى هذا العقار الجديد بالشفاء العاجل .. جئت بناء على الميعاد الذى تم تحديده على الانترنت .. وقد أحضرت جميع الأوراق والتحاليل والأشعة اللازمة من صورة دم شاملة وسيولة دم وأشعة ألبومين ونسبة الصفراء فى الدم وتحليل الأجسام المضادة للفيروسات والموجات فوق الصوتية. أما على نبيه السيد على موظف .. فيقول منذ عام 5991 وأنا مصاب بفيروس «C» .. وجربت كل العلاجات حتى حقن الانترفيرون التى أحدثت لى مشكلة بعد تناولها وزادت نسبة التليف فى الكبد لذا عدت بعدها لتناول العلاج العادى إلى أن تم الاعلان عن عقار «سوفالدي» وتجدد الأمل لى مثل باقى مرضى فيروس (C). وقالت خيرية محمود «06» سنة .. أنا مريضة بفيروس «سي» من سنين طويلة لدرجة إنى مش فاكرة عدد سنين اصابتى بالمرض .. وكنت كل ما اسمع عن دواء أروح وأتعالج .. لكن ما كنتش بخف لغاية ما سمعت عن السوفالدى .. قعدت أتابع أخباره لغاية ما الوزير .. قال إن التسجيل على النت خليت أولادى سجلولى والحمد للَْه ربنا كرمنى وأخذت العلبة الأولى ولسه باقى علبتين والدكاترة قالو لى إنى هابقى كويسة بعدما أخلص كورس العلاج وأنا حاسة إنى بجد ربنا كرمنى وإنى إن شاء اللَّه هان كون أحسن وأخف. من جانبه أكد الدكتور جمال عصمت عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات إن الخطة التى أقرتها وزارة الصحة وتتضمن توزيع 522 ألف جرعة تستهدف علاج من 06 إلى 07 ألف مواطن كمرحلة أولي.. حيث إن الدفعة الأولى ستوزع على 8 مراكز فقط كمرحلة أولى منها «2» بالقاهرة و «3» بمحافظات الدلتا ومعهد للكبد .. واحد بمحافظة الدقهلية وآخر بالمنوفية .. وواحد ببنى سويف و «2» بمحافظات الصعيد وهما محافظتا المنيا وأسيوط ومركز واحد بالإسكندرية .. ونظرا لكثرة الإقبال فسيتم زيادة الجرعات فى المرحلة الثانية مع باقى المحافظات التى تشمل 8 مراكز جديدة فى نوفمبر .. بالإضافة إلى وجود مرحلة ثالثة فى أول يناير القادم. وأضاف .. أن الكشف يتم على مراحل فى عدد من المعاهد الكبدية والمستشفيات الحكومية لذلك فإن الأولوية تكون للمرضى أصحاب الحالات المتأخرة .. قائلا إن المرحلة القادمة تحتاج إلى صبر. وأكد دكتور خالد قابيل المدير التنفيذى للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بمعهد الكبد بقصر العينى .. أنه حتى الآن يجرى الكشف وعمل التحاليل الطبية على المرضى المتقدمين والمسجلين عن طريق الإنترنت فى الموقع المخصص للحصول على العقار سوفالدي. وأضاف أن الطريق طويل حيث إن الكشف يتم على مراحل فى عدد من المعاهد الكبدية والمستشفيات الحكومية وما زال المرضى يجرون الفحوصات المطلوبة للكشف من أجل الحصول على العقار حتى يتم صرف العقار سوفالدى بالمعهد لمن استوفوا كل الإجراءات والفحوصات الطبية.