فى الوقت الذى بدأ فيه العد التنازلى للإعلان عن عودة أعياد السياحة والليالى القمرية بواحة سيوة، بعد توقف دام سنوات، قرر مشايخ سيوه ومسئولو تنظيم الاحتفالات إلغاء الاحتفالات التى كان مقررا لها أوائل نوفمبر المقبل بسبب الأحداث الاخيرة بسيناء . على الرغم من أهمية عودة الاحتفالات بعيد السياحة بالواحة والذى يعد بمثابة إشارة البدء فى عودة السياحة الأجنبية بها إلى سابق عهدها قبل ثورة يناير وعودة تدفق السياح من مختلف دول العالم لحضور تلك الاحتفالات إلا أن أهالى الواحه آثروا إلغاء تلك الاحتفالات ومشاركة أهالى شهداء سيناء أحزانهم فقررالشيخ عبد الرحمن الدميرى رئيس اللجنة المنظمة للاحتفالات ، والشيخ فتحى كيلانى شيخ قبيلة الظنانين ولفيف من مشايخ وعقلاء الواحة إلغاء احتفالات عيد السياحه لهذا العام بسبب الحادث الإرهابى الغادر بسيناء والذى راح ضحيته31 ضابطا ومجندا من أبناء الوطن لتسجل بذلك واحة سيوه توقف احتفالاتها بأعياد السياحة والحصاد والليالى القمرية للعام الرابع على التوالى . وتعود ذكرى الاحتفالات بعيد السياحة أو عيد الحصاد أو الليالى القمرية إلى أكثر من مائة عام حينما نشبت المعارك والحروب بين أهالى الواحة الشرقيين والغربيين ووصلت إلى أشدها بسبب النزاع على الأراضى برغم أصولهم الامازيغية الواحدة إلا أن الخلافات بينهم قد زادت حدتها مع نزول الامازيغ الشرقيين من جبل الدكرور والعيش فى السهل. واستمرت النزاعات والحروب بينهم حتى ظهور الشيخ محمد المدنى الظافر الذى أسس الطريقة المدنية الشاذلية بسيوة واكتسب ثقة وحب أهالى الواحة واستطاع بحب الأهالى له وثقتهم فيه إنهاء الصراع بين الطرفين المتنازعين ،وإتمام مصالحة بين أهالى سيوة فى الشرق والغرب ومنذ ذلك التاريخ يحرص أهالى سيوة على تجديد وإحياء تلك الذكرى بإقامة الاحتفالات التى يتخللها عقد مصالحات ولم الشمل، فهو يحمل رسالة متعددة الأصوات، فهو رسالة بالمساواة والإخاء والمحبة بين الامازيغ الشرقيين والغربيين الذين يتقاسمون الطعام والشراب خلال مراسم ذلك الاحتفال ، لافرق بين غنى أوفقير لهذا سمى عيد السياحة ،ولايقصد هنا السياحة بمفهومها العادى ،ولكن يقصد بها السياحة بين الأهالى حبا فى الله وقد أطلق ايضا على هذا الاحتفال (عيد الحصاد ) حيث تتزامن الاحتفالات مع الانتهاء من موسم الحصاد فى أوائل اكتوبر ونوفمبر من كل عام حيث الليالى القمرية والتى أطلقت ايضا على هذا الاحتفال لتحمل تلك الاحتفالات ثلاثة أسماء لكل منها إشارة ومعنى وتأتى مظاهر الاحتفالات بعيد السياحة والذى يعد عيدا قوميا لواحة سيوه على مدى ثلاثة ايام اولها مخصص للتذكير بأمجاد أهالى الواحة وكيفية إتمام المصالحة بين الامازيغ الشرقيين والغربيين ،حيث تقام الاحتفالات بساحة جبل الدكرور يترك فيها الجميع من الامازيغ كبارا وصغارا منازلهم متوجهين إلى الدكرور بشالى للإقامة هناك داخل البيوت القديمة بجبل الدكرور أو بخيام صغيرة تقام لهذا الغرض بينما يكون اليوم الثانى من الاحتفالات مخصصا لعقد المصالحات بين أبناء القبائل المتخاصمين ٫ويأتى اليوم الثالث والأخير للاحتفالات بتجميع الرقاق من جميع المنازل واللحوم والارز كل قدر استطاعته لعمل وليمة ضخمة يشارك بها الجميع من الفقراء والأغنياء ليتناولوا الطعام بمائدة واحده تذوب حولها الفوارق الاجتماعية بين الجميع وفى تصريحات خاصة للأهرام اكد المهندس علاء عبد الشكور مدير عام إدارة السياحة والمصايف بديوان عام محافظة مطروح أنه قد تم إلغاء الاحتفالات لهذا العام بناء على طلب أهالى الواحة تضامنا منهم مع شهداء سيناء ،وأكد أن الغاء الاحتفالات لم يؤثر على نسبة توافد السياح وأشار إلى أنه لم يتم إلغاء اية حجوزات للأفواج السياحية التى من المقرر وصولها فى موعد الاحتفالات فى 4 نوفمبر المقبل سواء بفنادق الواحة أو الرحلات الجوية القادمة من مختلف دول العالم.