ظهرت بعد نكسة 25 يناير في سيناء قوى متشددة تتبنى أفكار الجهاد والتكفير والهجرة من أبرزهم.. شورى المجاهدين، وأنصار الجهاد، والتوحيد والجهاد. وتركزت ضربات المسلحين المتشددين في مناطق الشيخ زويد والعريش ورفح في محافظة شمال سيناء. أما فيما يتعلق بحجم السلاح، فقد تضاعف في سيناء بنسبة 50 في المائة ولذا فأنة لمن المؤسف أن تكون سيناء حاليا هي المنطقة الرخوة في الجسد المصري، رغم ما دفعه المصريون من دماء وأرواح أبنائهم لأجل تحرير هذا الجزء الاستراتيجي في الخريطة المصرية. ولقد كان العام الذي حكم فيه الإخوان مصر هو العصر الذهبي في علاقة حركة "حماس" مع نظام الحكم الإخوانى في مصر، والذي سعت فيه حماس لتحقيق معظم أهدافها الإستراتيجية في سيناء من استيلاء على أراض ومنازل، وتجنيس للفلسطينيين بالجنسية المصرية، ومد النفوذ الحمساوى إلى معظم مدن وقرى سيناء، وزيادة عدد الأنفاق . كما عملت حماس على تنفيذ المخطط الأمريكي الإسرائيلي القديم والحديث والمعروف باسم "جيورا آيلاند" لاستحواذ حماس على 750 كم2 من شمال سيناء حتى العريش وضمها إلى قطاع غزة لإقامة ما يسمى ب "غزة الكبرى" لتكون مقرا لدولة فلسطين المستقبل. مما يحثنا علي استكمال الجدار العازل بطول 11 كم حماية لأمن مصر القومي. هذا وقد قامت الحكومة المصرية بالبدء في الجدار الفولاذي أو العازل في 2009 وسط حالة من الرفض والتأييد. بالرغم ان من ابرز الأمثلة التي قامت بها دول أخري لبناء الجدران العازلة ما شرعت فيه السعودية في 2006 على طول حدودها مع العراق الممتدة على مسافة نحو 900 كلم... كما قامت المغرب في مطلع الثمانينات ببناء في الصحراء الغربية عددا من الجدران بطول 2300 كم، لمنع تسلل ناشطي جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب . أيضا شرعت فرنسا مع بدايات الحرب العالمية في بناء خط "ماجينو" الدفاعي لحماية أراضيها من هجوم ألماني محتمل. كما بنت ألمانيا خط "سيغفريد" وجدار الأطلسي الممتد من النرويج الي فرنسا. ويبقى الجدار الأقدم على الإطلاق سور الصين العظيم الذي بني في القرن الثالث قبل الميلاد بطول نحو سبعة آلاف كلم. ومن ناحية أخري تسارع السلطات السعودية في عملية بناء الجدار العازل علي حدودها مع اليمن لإيقاف عمليات التسلل وتهريب السلاح والمخدرات. وأخيرا يبقي ان نعمل علي تنمية سيناء سواء علي المستوي القومي أو الإقليمي أو المحلي، وذلك لتدعيم المكانة الدولية لمنطقة القناة وسيناء، وتعظيم دورها في مجالات الاستثمار والتجارة الدولية انطلاقا من موقعها الجغرافي المتميز ومقوماتها الطبيعية والاقتصادية، ولتقوية أواصر العلاقات الاقتصادية بدول الجوار العربية والشرق أوسطية وحوض البحر الأبيض المتوسط، ولتعزيز القدرات التصديرية للمنطقة سواء في المجال السلعي أو الخدمي ودمج سيناء في الكيان الاجتماعي والاقتصادي للدولة. [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى