منذ عدة أيام نشر في بريد الأهرام شكوى بعنوان (الغزو الجديد) وأظن أنها عامة ، ويعانى منها الكثيرين وهى مشكلة الباعة الجائلون والبلطجة والتي طغت واستفحلت في حياتنا اليومية حتى أصبحت لاتطاق فقد تبادر إلى ذهني على الفور عند قرائتى لهذه الشكوى حادثة قد وقعت في اليوم السابق التي نشرت فيه وقد شاهدتها بنفسي وعايشت وقائعها وباختصار شديد في أحد شوارع القاهرة الرئيسية والحيوية انتشر الباعة الجائلون في كل شبر فيه حتى الارصفه احتلوها هذا بألاضافه لأجزاء كبيرة من الشارع المقابل للآرصفه وقام أصحاب المحلات بفعل الشيء مثله حتى أن السيارات لا تستطيع سوى أن تسير بمعدل سيارة واحدة للمرور من الطريق اتجاه واحد فقط وبصعوبة شديدة بعد أن كان يتسع لأكثر من هذا في الاتجاهين ولم يكتفوا بهذا بل كل واحد من هؤلاء لايستطيع أن يقف هكذا دون أن (ينعش الجو ) بلغتهم و لابد أن يكون معه الكاسيت يشغله بأعلى صوته وهذا الوضع مستمر من الصباح الباكر حتى المساء. تخيلوا هذا الوضع والأدهى من ذلك انه عندما تجرأ أحد السكان على هذا الوضع وأرسل بواب العمارة لأحد هؤلاء الباعة الملاصق للعمارة يطلب منه بأدب شديد أن يخفض صوت هذا التسجيل أكثر من مرة ما كان من هذا البائع ألا أن قال للبواب (خليه يعمل اللي عايزة ) وعلى الصوت أكثر وما كان من الساكن ألا أن لجأ للشرطة. فقام بإبلاغ شرطة النجدة وبالفعل بعد فترة من الاتصال حضر أمين الشرطة وشرح له المبلغ الأمر بالتفصيل وبعد آن قام الأمين بأخذ البيانات المبلغ نزل للبائع وتحدث معه بكل احترام وما انصرف الأمين حتى انه لم يكن قد وصل لأخر الشارع حتى قامت الحرب العالمية الثالثة ضد هذا الساكن الذي تجرا وقام بألا بلاغ وقاموا هؤلاء الباعة بسب الساكن في عرض الشارع وتهديده بأنه سوف يرى ما لا يتخيله وانه لن يستطيع النزول من منزله وأنهم سوف يقوموا بعمل أكثر من هذا بأعلى الأصوات بلاضافه للحركات بلايدى التي تحمل معاني في شدة الانحطاط ، وتفرج الشارع كله وهم فى حالة صدمه وسكوت تام من هول وقع المفاجأة وما كان من الساكن ألا أن قام بأبلاغ النجدة مرة اخرى عما يتعرض له وانه الايستطيع ان يفتح باب شقته اويدخل الى بلكونته وقالوا أنهم سوف يرسلون له سيارة النجدة وانتظر ولم يأت احد فقام بالإبلاغ فقالوا له أن الشرطة في الطريق أليه وانتظر ولم يأتى احد وأعاد الاتصال مرة تلو الأخرى واستمر الوضع لفترة طويلة قام خلالها بالاتصال أكثر من 6 مرات . وفى النهاية قالوا له انزل لأقرب قسم شرطة واعمل محضر فقال لهم كيف وهو لايستطيع النزول من بيته اوحتى دخول بلكونته وهم يعلمون ذلك جيدا وظل الوضع على هذا إلى ان استطاعوا الاتصال بصديق لهم استطاع التصرف وبعد قليل من الوقت حضر مندوب الشرطة واستطاعوا في حمايته النزول وعمل المحضر ممكن تتخيلوا هذا الموقف ، فيا سادة من المفروض أن يتم الاهتمام بالموضوع منذ البلاغ الأول ولا يترك الموضوع حتى يستفحل . ماهو البديل بالنسبة للمواطن الان ؟ هل كل واحد منا يجب ان يسعين بالبلطجية لحمايته ؟ فى ظل ازدياد العنف فى الشارع المصرى والبلطجه والباعه الجائلون والمقاهى التى احتلت الشوارع بما فيها من كوارث والكل يعرفه عينى عينيك امام الجميع وارجو من اى مسئول قبل ان يلقى تصرحاته المعهودة بخصوص ذلك الموضوع ان يتعايش مع مثل هذة الاوضاع لمدة 24 ساعة فقط ، وسوف نستمع له بعد ذلك . لمزيد من مقالات أمانى جمال الدين