فى تطور سيغير التركيبة السياسية فى تونس، كشفت النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات البرلمانية التونسية أمس، عن فوز حزب» نداء تونس» العلماني برئاسة الباجي قائد السبسي بالمركز الأول، بينما حل حزب» حركة النهضة» الإسلامي برئاسة راشد الغنوشي في المركز الثاني، فيما أعتبر نكسة كبيرة لحركة النهضة التي فازت بأغلب المقاعد في انتخابات 2011 عقب الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي. وقال مصدر حزبي، إن حزب نداء تونس فاز بأكثر من 80 مقعدا في البرلمان الذي سيضم 217 نائبا، مقابل نحو 67 مقعدا لحركة النهضة، وفقا لإحصاءات أولية. واعترف »النهضة« بالهزيمة في الانتخابات، وأنه سيحل ثانيا، وقال زياد العذاري المتحدث باسم الحركة »استنادا إلي إحصاءات مراقبي حزبه لمراكز الاقتراع، لدينا تقديرات غير نهائية، بأنهم (نداء تونس) في المقدمة، وسيكون لنا نحو 70 مقعدا، في حين سيكون لهم نحو 80 مقعدا. وكانت وسائل الإعلام فى تونس قد تناقلت، بعد ساعات معدودة من إغلاق الصناديق مساء أمس الأول، نتائج استطلاع الآراء لعينات من الخارجين من مراكز الاقتراع تفيد بحصد "النداء" مابين 36 و37 فى المائة من الأصوات، مقابل مابين 24 و26 فى المائة للنهضة، فيما يتنافس على المركزين الثالث والرابع ائتلاف الجبهة الشعبية اليسارى وحزب ليبرالى جديد يرأسه رئيس النادى الإفريقى الرياضى رجل الأعمال سليم الرياحى وبنسب تدور حول 5 فى المائة. كما تفيد التقديرات ذاتها إلى هزيمة حليفى النهضة فى حكم الترويكا:" المؤتمر " برئاسة الرئيس المنصف المرزوقى والتكتل برئاسة رئيس المجلس التأسيسى مصطفى بن جعفر، حيث لم يحصل أى منهما على أكثر من 2.5 فى المائة من الأصوات. إلا أن الدكتور شفيق صرصار رئيس هيئة الانتخابات طعن فى مؤتمر صحفى فجر أمس فى مصداقية هذه الاستطلاعات، ودعا للتعامل بحذر مع أى معطيات لاتخرج من الهيئة ذاتها. وأعلن أن النسبة التقريبية للمشاركة فى اقتراع الأحد تبلغ 61.8 فى المائة، إلا ان هذا قد يعنى بنظر المراقبين أن الإقبال أقل بنحو مليون ناخب، عما سجلته انتخابات المجلس التأسيسى فى أكتوبر 2011، حيث صوت وقتها 3.6 مليون. علما بأن جملة الناخبين المسجلين هذه المرة تقرب من خمسة ملايين. كما كان لافتا النسبة المتدنية للناخبين فى خارج البلاد حيث لم تتخط 29 فى المائة. وأكدت مؤسسات المجتمع المدني، التى راقبت الانتخابات بنحو 22 ألف ملاحظ، أن يوم الاقتراع مر بسلام، دون أى أحداث عنف تذكر. كما سجلت انتهاكات لكنها استبعدت تأثيرها على النتائج . واعتبر مراقبون أن نجاح عملية الانتخابات التشريعية فى تونس يبعث برسالة تحد من التونسيين ضد الإرهاب، الذى كان قد عاد شبحه ليطل على البلاد قبيل الانتخاب بأيام معدودة.