شيعت مصر أمس فى جنازة عسكرية مهيبة، تقدمها الرئيس عبدالفتاح السيسى، شهداء الهجوم الإرهابى الغادر على نقطة عسكرية بشمال سيناء. وقدم الرئيس العزاء لأسر الشهداء، وحذر من أن الهدف من العمليات الإرهابية هو إسقاط الدولة، ولكن مصر لن تسقط، موضحا أن كل التحديات تهون مادام الشعب المصرى منتبها وصامدا مع جيشه وشرطته وأجهزة الدولة يدا واحدة، مشيرا إلى وجود دعم خارجى تم تقديمه لتنفيذ الهجوم على كمين القواديس بالشيخ زويد، بينما أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة عزمه استئصال الإرهاب الغاشم، وصدق فى اجتماعه أمس على خطة القوات المسلحة لمجابهة الإرهاب فى سيناء. وكان مطار ألماظة قد شهد تشييع جثامين شهداء حادث سيناء الإرهابي، وأدى الرئيس صلاة الجنازة على أرواحهم الطاهرة، بحضور أسرهم ورئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب وعدد من الوزراء والمحافظين وكبار قادة القوات المسلحة والشرطة. وأكد السيسى أن الحرب ضد الإرهاب طويلة واصفا إياها بأنها حرب وجود، وأنه يتم العمل لتحقيق هدف واحد هو إعادة الدولة إلى مكانتها، وهذا ليس سهلا ويحتاج إلى صبر وسندفع الدم من أجل مصر والأجيال المقبلة. وقال إن محصلة العمل خلال الشهور الماضية ضخمة جدا، حتى فى مكافحة الإرهاب، وتمت تصفية مئات من الإرهابيين، ولولا ذلك لكانت سيناء كتلة إرهاب وتطرف لا يستطيع أحد التخلص منها، وأن المعركة هناك ممتدة ولن تنتهى فى أسبوع أو شهر أو اثنين، ونحن ثابتون ولن يقدر أحد على كسر إرادة المصريين أو الجيش، أو يتدخل بين الشعب المصرى ووحدته وبين قيادته وهذا هو الخطر الحقيقي. وأشار السيسى إلى أنه تم اتخاذ عدة إجراءات وستتخذ إجراءات صارمة أخرى فى المنطقة الحدودية بين مصر وقطاع غزة، لإنهاء هذه المشكلة من جذورها، وطمأن المصريين قائلا: الغد سيكون أفضل، لأن الهدف هو البناء والإصلاح وليس الهدم والقتل، ولا يمكن أن يدعم الله سبحانه وتعالى غير البناء والإصلاح وما ينفع الناس. وفى هذه الأثناء عقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، اجتماعا طارئا بكامل هيئته صباح أمس، برئاسة عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، واستعرض تطورات الأوضاع على الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة وخاصة سيناء، والخطوات المطلوب اتخاذها لمواجهة الإرهاب الغادر. وكلف المجلس لجنة من كبار قادة القوات المسلحة، لدراسة ملابسات الأحداث الإرهابية الأخيرة بسيناء، واستخلاص الدروس المستفادة التى من شأنها تعزيز جهود مكافحة الإرهاب، وعقد جلسة مشتركة مع قيادات هيئة الشرطة المدنية لتنسيق الجهود والمهام. وأكد المجلس عزمه استئصال الإرهاب الغاشم من هذه البقعة الغالية من أرض مصر، مؤكدا أن هذه الأعمال الإرهابية لن تزيد مصر بشعبها وجيشها إلا إصرارا على اقتلاع جذور الإرهاب. وصدق المجلس على خطة القوات المسلحة لمجابهة الإرهاب فى سيناء، وعلى الاتجاهات الاستراتيجية الأخري، وقدم التعازى للشعب المصرى فى شهدائه الأبرار. كما عقد مجلس الوزراء اجتماعا طارئا برئاسة المهندس إبراهيم محلب، لبحث الإجراءات التنفيذية التى سيتم اتخاذها لمواجهة الإرهاب، على ضوء اجتماعى مجلس الدفاع الوطنى والمجلس الأعلى للقوات المسلحة. وفى شمال سيناء، بدأت القوات المسلحة والشرطة فى شن حملة موسعة، فى شرق العريش وجنوب الشيخ زويد ورفح، تساندها طائرات الاباتشي، لمطاردة العناصر الإرهابية المختبئة بهذه المناطق.