كثرت قضايا أمتنا العربية منذ بدء اندلاع الحرب على الوطن العربي و الأمة العربية أجمع. فمنذ أن قام طارق الطيب محمد بوعزيزي بإضرام النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية لعربة كان يبيع عليها الخضار و الفاكهة لكسب رزقه. كان هذا هو القشة التي قطمت ظهر البعير فهو كان مشعل شرارة الربيع العربي, و كان ذلك في السابع عشر من ديسمبر عام 2010. منذ ذلك الوقت انتفضت الأمة العربية تباعاً مثل العقد الذي يتناثر منه حبة تلو الأخرى فقد بدأت تونس بالانتفاض و تلتها مصر في الخامس و العشرين من يناير عام2011, ثم ليبيا في السابع عشر من فبراير بعدها بأقل من شهر اندلعت الحرب في سوريا و مازالت مشتعلة حتى الآن. و في أواخر شهر فبراير عام 2012 تنحى الرئيس اليمني على عبدا لله صالح عن السلطة بعد شهور من الاحتجاجات العارمة التي عصفت بالبلاد. اليوم يبدأ السباق في الانتخابات التشريعية التونسية فقد ترشح لهذه الانتخابات 1327 قائمة يمثلون 120 حزبا سياسياً و يتوزعون على 33 دائرة انتخابية( 27 داخل تونس و 6 خارجها). وحق التصويت للتونسيين في الخارج قد بدأ منذ 24, 25,26 أكتوبر الحالي. و يشرف على هذه الانتخابات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. ومن الأحزاب المهيمنة في تونس هو حزب "التجمع الوطني الدستوري" فقد شهدت تونس مثل مصر تقريباً, انفصال الكثير من الحزب الرئيسي و إنشاء أحزاب كثرة تعددت فوق المائة و تمحورت اتجاهاتها جميعاً إلى إسلامي و يساري و ليبرالي و الحزب القومي العربي. كثر عدد مرشحين هذه الانتخابات و من بينهم مسئولين سابقين في عهد بن علي منهم مصطفى كمال النابلي وزير التخطيط والمحافظ الأسبق للبنك المركزي و كمال مرجان وزير الدفاع ومن ثم الخارجية، الذي كان قد تقدم باعتذار عام 2011 للثورة. كما أنه من المؤكد أن الرئيس المؤقت الحالي المنصف المرزوقي سيترشح للانتخابات، من قبل حزب المؤتمر. إن حركة النهضة التي تزعمها راشد الغنوشي استفادت من تجربة الإخوان المسلمين في مصر ولم تكرر أخطاءهم فلا مجال في عصرنا الحالي إلا للتوافق الوطني، والابتعاد عن سياسة الاحتكار السياسي للسلطة من طرف ما. نتمنى لتونس العروبة كل الاستقرار والتقدم، وإجراء انتخابات ناجحة و نزيهة أسوة بالانتخابات الرئاسية المصرية. وستظل صناديق الانتخاب هي الحكم، والفيصل بين الامتداد الجماهيري والسياسي في الشارع التونسي.