استقبل الليبيون من أبناء بنغازى طلائع قوات الجيش الوطنى بترحاب وفرح لم يعرفوه منذ فترة، عانوا خلالها من فظاظة لم يعهدوها فى أكبر حواضر شرقى ليبيا، فقد نجحت جماعات المتطرفين فى بسط سيطرتها على المدينة بزعم تطبيق شرع الله، وهو منهم براء ونهب مهاويس السلطة خلال تلك الفترة ما وقع تحت أيديهم بعد استباحة بيوت المواطنين ومقار الإدارة والحكم المحلي، فأضافوا بأفعالهم الخسيسة مزيدا من الكراهية فى نفوس المواطنين العاديين. ويرجع هذا الانتصار الميدانى لقوات الجيش الليبى إلى عدة عوامل أبرزها توحيد صفوف الوحدات والكتائب تحت قيادة هيئة أركان الجيش. وضرب هذا الإجراء جماعات التطرف والجهل فى مقتل، فلم يعد بوسعها الزعم أن ما يحدث فى محيط بنغازى وطرابلس هو عمل محدود لضابط منشق، عاد إلى الخدمة لدواعى المجد الشخصي. ويشكل هذا الانتصار فى بنغازى رسالة قوية إلى القوى الغربية بضرورة ترجمة مزاعمها بشأن محاربة الإرهاب إلى أفعال حقيقية. ويتطلب هذا سرعة إمداد الجيش الليبى باحتياجاته من السلاح والعتاد ومنع تدفق سفن السلاح والمتطوعين الأجانب إلى غربى ليبيا بزعم المشاركة فى الجهاد، ولن تمثل هذه المساعدات أدنى خدمة للقانون الدولي، فمازالت ليبيا خاضعة لقرارات مجلس الأمن الدولى ذات الصلة بأزمتها ومازالت سارية بقوة الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. إن أزمة ليبيا فى حاجة إلى حشد الدعم الدولى بأسرع وقت لمساندة جيشها الوطني، ووقف تسليح الجماعات الإرهابية فى شرقى البلاد وغربها ومنع التمويل المشبوه عنهم وإذا ما تعثرت هذه المساعي، ستتحول الأراضى الليبية إلى أكبر بقعة ملتهبة فى إفريقيا. ولن تهدد أوضاع ليبيا المأساوية جيرانها فحسب، بل دول أوروبا جنوب المتوسط، وفوق هذا كله إمدادات النفط الليبى إلى الغرب كله. لمزيد من مقالات رأى الاهرام