بعد أن كنا نتغني به «محلاها عيشة الفلاح» .. أصبح الآن من الفئات غير القادرة علي أن تحيا حياة كريمة .. بسبب السياسات الزراعية الفاشلة التي تلقي بالخسائر علي رأسه .. حتي أصبح يفكر بجدية أن يهجر الأرض بحثا عن مهنة أخري تدر عليه عائدا مناسبا. لقد تركنا الفلاح يواجه بمفرده غلاء مستلزمات الانتاج من بذور ومبيدات .. وقد كفاه لقروض بنك الائتمان بفوائدها المركبة حتي دخل في دائرة المتعثرين عن السداد .. ولم يعد أمامه سوي الدفع أو الحبس! والغريب أن تضيف الحكومة لهمومه هما جديدا بزيادة أسعارها في السوق السوداء عدة مرات .. بينما تتراجع قيمة المحاصيل الزراعية دون أي مساعدة من صندوق دعم الفلاح في الوقت الذي نري فيه دولا أجنبية كفرنسا تدعم فلاحيها بأكثر من 11 مليار يورو سنويا. كنا نأمل من الحكومة الحالية .. أن تؤخر مبدئيا مشروع استصلاح المليون فدان الذي يحتاج إلي مياه غير متوفرة الآن .. والقدر المتوفر من المياه يذهب للزراعات الصحراوية علي حساب الأرض السمراء التي تشكو البوار! وبدلا من أن نحلم بزراعة الصحراء .. يجب أن تتجه الحكومة فورا لإنشاء مصنعين لإنتاج السماد بأسعار مناسبة لأوضاع الفلاحين بدلا من أن نتركهم فريسة في يد شركات الأسمدة الأجنبية التي تحتكر الأسعار. إن ملامح الغضب بدأت تظهر علي وجه الفلاح الذي يبحث عن سماد فلا يجده ومياه غير متوفرة وأسعار محاصيل متدنية .. بالإضافة إلي معاناته كمواطن مع غلاء الأسعار .. ونقص العلاج وغياب الخدمات أمام ما يبذله من جهد وعناء لزيادة الإنتاج. وعلي الحكومة الآن أن تتحرك قبل أن يتصاعد غضبه .. واحذروا غضب الفلاح. http://[email protected] لمزيد من مقالات عبد العظيم الباسل