فى مؤشر جديد على اتساع رقعة انتشار المرض، أعلن مسئولون أمريكيون أن طبيبًا أمريكيًا عاد مؤخرًا من غينيا إلى نيويورك، أثبتت التحاليل إصابته بوباء الإيبولا. ونقلت شبكة «سي.إن.إن» الأمريكية عن المسئولين قولهم إن الطبيب كاريج سبنسر، وهو من مدينة نيويورك، سقط بسبب إصابته بالحمى بعد أيام من عودته من غينيا، حيث كان يشارك هناك فى علاج مرضى الإيبولا ضمن فريق منظمة «أطباء بلا حدود»، ليسجل أول حالة إصابة لأمريكى بالإيبولا يتم تشخيصها فى نيويورك. وقال دى بلاسيو، عمدة نيويورك، فى مؤتمر صحفي، إن المصاب يوجد الآن فى العزل الصحى، مشيرًا إلى أن إدارة الصحة لديها فريق من المحققين فى القضايا المتعلقة بالأمراض يعملون على تحديد كل من التقى هذا المريض. فى غضون هذا، أثار تأكيد السلطات تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بالفيروس فى المدينة مخاوف المستثمرين بسبب تداعياتها المحتملة فى المركز المالى العالمى رغم أن البعض قال إن تركيز السوق قد يتحول قريبا. وتراجع الدولار نحو 0،1٪ أمام العملة اليابانية إلى 108،15 ين بعد أن نزل فى وقت سابق إلى 107،86 ين، كما سجلت الأسهم الأوروبية والعقود الآجلة للأسهم الأمريكية تراجعًا حادًا، فيما هبط سعر خام برنت 1،02 دولار ليصل إلى 85،81 دولار للبرميل. يذكر أن أول حالة تم تشخيص إصابتها بالإيبولا فى الولاياتالمتحدة كانت لمواطن ليبيرى أصيب بالمرض فى بلاده قبل سفره للولايات المتحدة، وتوفى فى المستشفى التى كان يعالج بها فى ولاية تكساس فى 8 أكتوبر الجاري، فيما اكتشف بعد ذلك إصابة ممرضتين كانتا تعالجانه بالفيروس، وتخضع الممرضتان حاليًا للعلاج. وعلى صعيد متصل، ذكرت فضيلة الشايب، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية،أن حالة إصابة طفلة بفيروس إيبولا فى مالى أصبحت مؤكدة، فيما أكدت الحكومة المالية ظهور أول حالة إصابة بوباء الإيبولا فى البلاد، لتصبح سادس دولة فى غرب افريقيا يضربها الوباء. وأشارت الشايب، فى مؤتمر صحفى عقد بجنيف، إلى أن الحالة لطفلة تبلغ من العمر عامين، تقطن إحدى المناطق البعيدة حوالى 600 كم عن العاصمة باماكو. وأضافت: «سافرت الطفلة مع جدتها إلى غينيا، ثم عادت إلى مالى مجددًا، حيث ظهرت عليها بعض أعراض الحمى ونقلت إلى إحدى المستشفيات العامة هناك فى 20 أكتوبر الجارى، ثم نقلت إلى مستشفى للأطفال فى 21 أكتوبر، حيث تم إجراء اختبار معملى لها أكد إصابتها بفيروس إيبولا». ولفتت المتحدثة إلى أن الجهات المعنية فى مالى تعمل حاليا للوقوف على حالة جدتها، وجميع من كانوا على اتصال مع الطفلة خلال الرحلة فى غنينا، كما يجرى العمل لمعرفة من كانوا على اتصال مع الطفلة من الأطقم الطبية فى المستشفى التى نقلت إليها فى مالى حين ظهرت عليها بعض الأعراض. وقالت الشايب إن فريقين من منظمة الصحة هما الآن موجودان فى مالى وساحل العاج لتقييم الموقف إزاء إيبولا فى البلدين. وفى رد فعل سريع، أعلن هيرمان فان رومبوى، رئيس المجلس الاوروبي، فى تغريدة له، أن الاتحاد الأوروبى سيزيد مساعداته المالية لمكافحة إيبولا إلى مليار يورو، فيما تعهد ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطانى بتقديم 100 مليون يورو (131 مليون دولار) كمبلغ إضافى لمكافحة وباء الإيبولا. وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية، خلال قمة للاتحاد الأوروبى فى بروكسل: «سيتم استخدام هذا التمويل فى توفير وحدات رعاية لمصابى الإيبولا فى سيراليون والاستثمار فى صندوق الأممالمتحدة الائتمانى وتحسين عمليات الدفن فى سيراليون». ويتم إعلان المبلغ الإضافي، فى حين كانت المساعدة الاوروبية قبل القمة تصل إلى حوالى 600 مليون يورو، قدمت منها المفوضية الأوروبية وحدها 204 ملايين، فيما سيضاف المبلغ الجديد الذى تعهدت به لندن إلى 156 مليون يورو تعهدت بها بالفعل لمكافحة المرض. من جانبها، حذرت إليزابيث بيرس، المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمى، فى مؤتمر صحفى بجنيف، من أن الموسم الزراعى والحصاد فى البلدان الإفريقية المصابة بالمرض، خاصة ليبيريا وسيراليون وغينيا ستكون مهددة بقوة فى حالة استمرار أزمة إيبولا لمدة 4 أو 5 أشهر أخرى قادمة. وأضافت أن البرنامج قدم مساعدات غذائية إلى حوالى 776 ألف شخص فى البلدان الثلاث حتى الآن، وأن البرنامج يحتاج إلى مبلغ يصل إلى 93 مليون دولار، حيث يعانى عجزًا فى تمويل عملياته فى تلك البلدان يصل إلى 48٪ ، جدير بالذكر أن وباء الإيبولا حصد أرواح أكثر من 4800 شخص منذ مارس الماضى وحتى الآن.