لابد أن يقال بكل الحق والإنصاف أن عودة الفريق طيار مدكور أبو العز لقيادة سلاح الطيران الذى دمر بالكامل فى حرب يونيو 1967 كانت أحد أبرز علامات الجدية فى عملية إعادة بناء القوات المسلحة من خلال قرارات 11 يونيو 1967 التى مثلت استجابة فورية لهبة الجماهير المصرية يومى 9 و 10 يونيو رفضا للهزيمة ورفضا لتنحى جمال عبدالناصر... ورغم أن مدكور أبو العز لم يمكث فى موقعه الجديد أكثر من خمسة أشهر إلا أن هذه المائة وخمسين يوما كان لها فعل السحر فى استعادة الطيارين المصريين لثقتهم بأنفسهم وثقتهم فى الطائرات التى يقاتلون بها. ومثلما كتبت عنه فى يوم رحيله خلال شهر أكتوبر عام 2006 أنه نسر مصر الصامت وأحد فرسانها العظام فإننى أوضحت أيضا أنه أحد الآباء الشرعيين للضربة الجوية الأولى فى أكتوبر 1973 التى نال شرف قيادتها الفريق طيار محمد حسنى مبارك وهو شرف ليس بمقدور أحد أن يسحبه منه أو أن يشكك فيه. كانت عودة مدكور أبو العز للقوات الجوية فى 11 يونيو 1967 بعد ثلاث سنوات من الإبعاد فى منصب محافظ أسوان أشبه بخروجه من قيادة سلاح الطيران فى نوفمبر 1967 بعد خمسة أشهر فقط... فى المرة الأولى لم يتحمل المشير عامر والفريق صدقى محمود إصراره على ممارسة صلاحياته كرئيس لأركان حرب القوات الجوية ومطالبته بزيادة عدد المطارات وبناء الدشم وتوفير قطع الغيار وتكرار تقدمه بطلب الاستقالة.. وفى المرة الثانية بسبب شكايات الفريق أول محمد فوزى للرئيس عبدالناصر بأنه لا ينفذ أوامره .. وطبقا لما قاله لى مدكور أبوالعز فإن سلاح الوشاية المدعوم بعمق الغيرة كان أقوى من كل الحسابات رغم أن عبد الناصر كان يثق به ويعرف قدراته. إن مدكور أبوالعز ومعه الفريق أول محمد فوزى والفريق أول محمد أحمد صادق والفريق عبدالمنعم رياض واللواءات عبدالقادر حسن وعلى عبدالخبير ومحرز عبد الرحمن مصطفى وعبدالتواب هديب واللواء مصطفى الحناوى واللواء طيار على بغدادي.. وغيرهم كثير من رموز العسكرية المصرية التى لم تكن موجودة على مسرح العمليات يوم 6 أكتوبر ولكن بصماتهم كانت محفورة وواضحة فى هذا اليوم المجيد طوال سنوات الإعداد لذلك اليوم المشهود.. وغدا نواصل الحديث.. لمزيد من مقالات مرسى عطا الله
