تبدأ غدا الدورة الثامنة لمهرجان أبو ظبى السينمائى التى تستمر حتى مستهل شهر نوفمبر المقبل. ويعرض المهرجان 197 فيلما من 61 دولة، جزء كبير منها يعتبر من أفضل انتاجات السينما هذا العام والتى حصلت على أهم الجوائز أو استحوذت على الانتباه بأهم مهرجانات العالم الكبرى ( كان وفينيسيا وبرلين). ويعرض اليوم بالافتتاح فيلم «من ألف إلى باء» للمخرج الإماراتى على مصطفى صاحب الفيلم الشهير «ادار الحى»، حيث يتناول رحلة ثلاثة أصدقاء ترعرعوا معاً فى أبوظبي، وقرروا القيام برحلة إلى بيروت، إحياء لذكرى صديقهم الراحل. والفيلم شاركت فى انتاجه عدة جهات اماراتية كبرى والمنتج المصرى محمد حفظى واللبنانى بول بوباجيان. ومن المعروف أن مهرجان ابو ظبى يختلف عن المهرجانات العربية الكبرى فى أن مسابقاته موجهة للافلام العالمية وليست للافلام العربية فقط كمهرجان دبى أو للافلام الافريقية والعربية كمهرجان قرطاج. ويعرض أبوظبى فى مسابقته للافلام الطويلة 17 فيلما من الافلام الرائعة منها «فحم اسود جليد رقيق» الحائز على الدب الذهبى بمهرجان برلين، 99 منزلا لرامين بحرانى ( من أفلام مهرجان فينيسيا المميزة)، فرصة ثانية للدانمركية سوزان بيير، والفيلم المصرى «القط» بطولة عمرو واكد وفاروق الفيشاوى اخراج ابراهيم البطوط، و«حمي» للمغربى هشام عيوش ( وقد عرض الفيلم بمهرجان الاسكندرية)، «قلوب جائعة» للايطالى سافيريو كوستانزو (أحسن ممثل وممثلة بفينيسيا)، لفياثان للروسى أندرى زفياكنتسوف ( جائزة النقاد بمهرجان كان )،« قصصب للايرانية ركشان بنى اعتماد (أحسن سيناريو بفينيسا)، «نادى الشغب» للبريطانى لون شيرفيك. بهذه الافلام وبقية القائمة، تصبح مسابقة أبو ظبى هى أهم مسابقات العالم قاطبة لكونها مسابقة بين أهم الحاصلين على جوائز عالمية. وللأفلام العربية نصيبها بالمهرجان حيث يخصص ابو ظبى لها جوائز لاهم الافلام والمواهب العربية بكل مسابقة، وحتى لا تتوه الأفلام العربية وسط هذا الطوفان من التميز العالمى بدون تكريم. ويقيم المهرجان برنامج «حوارات فى السينما» لدروة هذا العام، والذى يضم مجموعة من الحلقات الدراسية والجلسات النقاشية حول موضوعات تتراوح بين حفظ الأفلام، وحملات التمويل الجماعي، وتقنيات التمثيل العالمية، وصناعة الأفلام العربية فى المهجر، والإنتاجات العالمية المشتركة، وتسويق الفيلم القصير. من ضمنها أمسية خاصة بالموسيقار والممثل العراقى الكندى ياسين السلمان المعروف باسم «نار سيسيستب الذى يشارك بفيلم ارايزب. وقدّم السلمان العديد من العروض فى أمريكا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط، وتقاسم خشبات المسارح مع أبرز نجوم الهيب هوب من أمثال كانى ويست، وو تانغ كلان. كما خصص المهرجان هذا العام برنامجاً كاملاً للمخرجين العرب الذين يعيشون ببلاد العالم الواسعة، فيقدم برنامج «السينما العربية فى المهجر» الذى أعده الناقد العراقى انتشال التميمى 9 أفلام روائية طويلة و3 أفلام قصيرة من بينها ايلا يلاب للمخرج السويدى - اللبنانى جوزيف فارس وبإن شاء الله الأحدب للمخرجة الجزائرية الفرنسية يامينا بنجيجيى ، و«العروس البولندية» للمخرج الجزائرى - الهولندى كريم طريدية وبأهلاً ابن العمب للمخرج الجزائرى الفرنسى مرزاق علواش و«ماروك» للمخرجة المغربية - الفرنسية ليلى مراكشى و«أضرار لاحقة» للمخرج المصرى - الألمانى سمير نصر و«يوم جديد فى صنعاء القديمة» للمخرج اليمنى - البريطانى بدر بن حرصى و«بالوما اللذيذة» للمخرج الجزائرى - الفرنسى نادر مكناش. وأعلن مهرجان أبوظبى السينمائى عن تعاونه مجددا مع «مؤسسة السينما العالمية» للمخرج الكبير مارتن سكورسيزى لعرض عدد من الأفلام الكلاسيكية العالمية التى تم ترميمها حديثاً أمام جمهور الدورة الثامنة من المهرجان. وتتضمن هذه المبادرة عرض فيلمين من روائع السينما العالمية هما «لون الرمّان» للمخرج سيرجى بارادجانوف، وفيلم «مانيلا فى براثن الضّوء» للمخرج لينو بروكا. وقد تم ترميم هذين الفيلمين باستخدام تقنية 4كى عالية الجودة، و بالتعاون بين مكتبة الأفلام فى مدينة بولونيا. ويستضيف المهرجان للسنة الثانية على التوالي، «جائزة حماية الطفل»، بالشراكة مع مركز حماية الطفل بوزارة الداخلية الاماراتية، التى تهدف إلى لفت الانتباه إلى ذلك النوع من الأفلام التى تعزز الوعى بالقضايا المتعلقة بالأطفال، وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لحمايتهم من سوء المعاملة والإهمال. ويشارك فى لجنة تحكيم تلك الجائزة المخرج مروان حامد والفنانة نيللى كريم. وتتواصل أيضا مسابقة «عالمنا» وهى عبارة عن مجموعة من الأفلام المختارة التى تهدف إلى التوعية بالقضايا البيئية والاجتماعية.