مع التزايد المتسارع فى أعداد حالات الإصابة بفيروس إيبولا القاتل فى غرب إفريقيا ووعود الحكومات الغربية بوحدات للعلاج، لم يستكمل بناؤها حتى الآن، كشفت وكالة «رويترز» للأنباء عن وجود قصور فى تعامل دول غرب إفريقيا مع أكثر الأمراض فتكا فى العالم، بسبب التدابير المحلية المرتجلة التى تتخذها قطاعات الصحة فى هذه الدول. وأوضحت الوكالة أنه نظرا لعدم توافر وحدات كافية لعلاج مصابى الإيبولا فى دول غرب إفريقيا، يضطر العاملون فى قطاع الصحة، وبالتحديد فى» المناطق الساخنة» من ليبيريا على سبيل المثال، إلى الارتجال وإغلاق أبواب المستشفيات المكتظة فى وجه المصابين بالإيبولا ، بينما تكتفى وكالات الإغاثة بتوزيع عشرات الآلاف من أدوات الوقاية، (وهى عبارة عن جرادل وكلور وصابون وقفازات ورداء)، والإرشادات لتوضيح كيفية رعاية مصاب الإيبولا فى منزله. وفى سيراليون المجاورة، تنصح السلطات من ينتظرون وصول سيارة الإسعاف بحجز المريض فى غرفة مغلقة، وتكليف شخص واحد بالتعامل معه ، على أن يستخدم هذا الشخص القفازات ومنشفة مغموسة فى الكلور وقت التعامل مع المريض. وتقول «رويترز» إنه فى الوقت الذى يقع فيه الخبراء فى حيرة بسبب البحث عن كيفية انتقال الفيروس إلى أطقم التمريض التى تتعامل مع مرضى الإيبولا حتى فى المستشفيات الغربية ، تسلط مثل هذه الجهود فى دول غرب إفريقيا الضوء على الإجراءات الجارى اتخاذها لتخطى الفجوة بين الرعاية المتاحة وتلك المطلوبة لمواجهة هذه الأزمة. وفى محاولة لتفادى انتشاره ومحاصرته فى دول غرب إفريقيا فقط،كشفت دراسة نشرتها مجلة «لانسيت» الطبية البريطانية أمس عن أنه من الأفضل إجراء فحص فيروس الإيبولا فى مطارات غرب إفريقيا لكبح جماح انتشار الفيروس ، وذلك بدلا من فحص المسافرين عند وصولهم إلى مقاصدهم . وتمكن باحثون يكتبون فى المجلة باستخدام بيانات من جداول الرحلات العالمية وتواريخ رحلات السفر، إلى جانب بيانات متعلقة بالفيروس من منظمة الصحة العالمية، من وضع نموذج، ووصف للحركة المتوقعة لهذا المرض عن طريق عمليات السفر على مستوى العالم. وقالوا إن أى حماية إضافية عن طريق الفحص عند الوصول ستكون ضئيلة، لأن الرحلات الجوية من غينياوليبيريا وسيراليون تكون قصيرة نسبيا بالمقارنة مع فترة حضانة فيروس الإيبولا. فى غضون ذلك، بدأت الولاياتالمتحدة اتخاذ إجراءات جديدة صارمة لحماية الفرق الطبية والعاملين فى المجال الصحى المعالجين لضحايا الإيبولا، وذلك بارتداء الملابس الواقية التى لا تترك الجلد أو الشعر يتعرض للإصابة بالعدوى.