تعتبر فكرة القوافل التعليمية من الأفكار التى تستحق التقدير لدورها الحيوى فى مواجهة المشكلات التعليمية المترسبة خاصة فى المناطق النائية والبعيدة عن العمران والخدمات ،والتى من المحتم أن يواجهها عجز صارخ فى المدرسين ونقص واضح فى الكتب المدرسية وانخفاض حقيقى فى أداء المدرسين بها لانعزالهم عن كل وسائل التنمية والتدريب ، وكانت التجربة قد بدأت فى العام الماضى وغطت 19 محافظة ، بالاستعانة بنحو ثلاثين من أفضل المدرسين والخبراء المتطوعين على مستوى الجمهورية بترشيح من أكاديمية المعلمين ،وساهمت القوافل فى عقد محاضرات فى مختلف المواد لكل مراحل التعليم مجانا.وذلك بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة .. يؤكد عبد الحميد حمزة أحد مشرفى مشروع القوافل ومحاضر مادة الجغرافيا ،أن هذا المشروع يعتبر أول خطوة عملية للإصلاح التعليمى فى مصر ليس فقط لتقديم المادة التعليمية المجانية ،ولكن للاطلاع عمليا وميدانيا على مشكلات التعليم بالمناطق شبه المعزولة ،وتأهيل المعلمين بها من خلال كفاءات من مدربى الوزارة ،وكانت البداية للقوافل لمواجهة سلبيات الدروس الخصوصية التى أصبحت تحاصر الأسرة المصرية ،وتمكنت بالفعل من توفير محاضرات مكثفة لمختلف المواد استفاد منها أكثر من 62 ألف طالب وكانت مركزة على شرح الدروس الصعبة وحل الامتحانات وتوفير مذكرات من وزارتى التعليم والشباب ،وأنه - بلا مبالغة فوجئ أعضاء القافلة بهبوط واضح وشديد فى الأداء التعليمى بالمحافظات النائية والحدودية وكذلك بالصعيد فالأولاد كثيرا ما قالوا لنا إنهم لم يسمعوا عن هذه الأساليب من الشرح والتدريبات فى الاختبارات ،مشيرا إلى أن القافلة استعانت بكتب من المركز القومى للامتحانات المطورة منقولة علي( الفلاشة )،وخبراء لدى مستشارى المواد لنقل هذه الكتب لأماكن نشاط القافلة ،كما اكتشفنا نقصا شديدا للمدرسين وبالتالى لم يأخذ الطالب أى حصص فى بعض المواد وكانت القافلة هى المنقذ له خاصة من النوعيات شديدة الفقر غير القادرة على الحصول على الدروس الخصوصية ،وظهر ذلك واضحا فى مناطق سيناء والوادى الجديد ومرسى مطروح. وقال : إن العمل الجماعى هو أحد عوامل نجاح المشروع ،لذلك كانت خطتنا فى البداية هى المراجعات بالشهادتين الاعددية والثانوية العامة ،وبدأنا بالقرى والنجوع الأكثر فقرا،لأنها الأكثر معاناة من تكاليف التعليم والدروس الخصوصية ،وتوفير قاعات لتدريب المدرسين الأوائل بكل محافظة مزودة بالوسائل التعليمية الحديثة ، والتى تساعدهم على الشرح وتوصيل المعلومات إلى جانب توفير السبل الممكنة لانجاحها ،وإدراجها بالبرامج التعليمية بالتليفزيون والمدارس الحكومية ،والتفاعل مع أولياء الأمور للتعرف على آليات جديدة تناسب ظروف أبنائهم فى التعلم ومن خلال القوافل والتى بدأت بعشر محافظات ،إضافة لتدريب نحو 15 ألف موجه في18 محافظة ضمن مشروع تدريب المعلمين على المناهج الجديدة مع بداية العام الدراسى الحالي. وأضاف ممدوح نبوى الجندى منسق المشروع ومحاضر مادة اللغة الفرنسية بالقافلة ،أن وزارة الشباب وفرت كثيرا من الامكانات الخاصة بالتنقل والدعم المادى ،وتكفلت وزارة التربية والتعليم بتوفير أماكن المحاضرات وتدريب المعلمين وعرض المناهج الجديدة لمعظم معلمى القوافل ،مما أتاح لهم خبرات رهيبة من مواقع الأداء بمعرفة مشكلات التعليم الصعبة بتلك المناطق وتمهيدا لوضع حلول لها مع خبراء ومستشارى الوزارة ،ويتطلب ذلك جهودا أخرى ليكون مشروع القوافل مشروعا قوميا يسهم فيه رجال الأعمال وجمعيات المجتمع المدنى ،مشيرا إلى أن الخطة الحالية فى هذا العام أيضا تشمل تدريب المعلمين على الاساليب الحديثة في الشرح والمناهج الجديدة بالثانوى والابتدائى ،وكذلك المناهج المعدلة والمطورة ،وأنه برغم ذلك فإن المدرسين المحتكرين للدروس الخصوصية ببعص المحافظات يحاربون القوافل التعليمية علانية ويحاولون تشكيك الطلاب فيها ،لأنهم أقل فى المستوى العلمى لدرجة جعلت الطلاب يقارنون بين المستويين مما أغضب هؤلاء المدرسين، ولكن هذا أصبح دافعا لأعضاء القافلة لمضاعفة جهدهم، لذا قرروا بموافقة الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم ،تشكيل قافلتين تعملان فى وقت واحد بمحافظتين معا حتى نسهم فى حل المشكلات التعليمية المركبة فى المناطق النائية ، وأشار إلى أن الوزارة تستهدف من خلال قوافل هذا العام تقديم خدماتها لنحو 250 ألف طالب بالمراحل التعليمية المختلفة على مستوى الجمهورية مع تطبيق البرنامج القومى للمرحلة الثانية لتدريب المعلمين خاصة فى المواد المطورة هذا العام للصفين الثانى الثانوى والثالث الإبتدائى بعد حذف الحشو من المناهج القديمة والمعدلة .ومن خلال خبراء ومدربين فى مختلف التخصصات ،ومقدمين لبرامج التعليم بالتليفزيون . من جانبها أكدت راندا البيطار منسقة برامج القوافل التعليمية بوزارة الشباب والرياضة ،ومسئولة البرلمان بالوزارة أن الوزارة تهدف من مشاركتها فى هذه القوافل إلى أداء خدماتها المباشرة للمواطنين خاصة الشباب فى المناطق التى تحتاج الخدمات بالمناطق النائية والبعيدة ،ونقوم بتوفير وسائل النقل والدعم المادى بينما توفر وزارة التعليم الأماكن والمدرجات والمدربين والخبراء من المعلمين، وتكون الإقامة فى المدن الشبابية أو الفنادق فضلا عن توفير وسائل المواصلات لوصول القافلة للأماكن المستهدفة فى البرنامج.