مستوردو الأسلحة الإسرائيلية منتشرون فى مختلف قارات العالم ، فقد استطاعت الدولة العبرية أن تجد لها موطئ قدم فى سوق السلاح العالمية، وأصبح لها زبائن فى عدد كبير من الدول، سواء كانت آسيوية، أو أوروبية، أو من دول أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية ودول القارة الإفريقية ، وهى تحقق من وراء هذه التجارة مكاسب بالمليارات .. وقد شهد عام 2013 انخفاضا فى حجم صادرات الأسلحة الإسرائيلية لبعض الدول الإفريقية مقارنة بعام 2012، ولكن فى 2014 زادت قيمة الصفقات التى وقعت مع دول فى إفريقيا، التى شهدت ارتفاعا ملحوظا فى السنوات الأخيرة. هذا ما كشفت عنه صحيفة هاآرتس استنادا إلى الإحصائيات التى حصلت عليها من إدارة المساعدات العسكرية فى وزارة الدفاع الاسرائيلية . فمنذ عام 2005 زاد حجم تصدير الأسلحة الإسرائيلية باستثناء 2011. وفى عام 2013 وقعت إسرائيل عقودا لبيع السلاح والعتاد العسكرى بقيمة 6.5 مليار دولار، نحو مليار دولار أقل من قيمة العقود التى وقعت فى 2012، وفيها عقدت صفقات عسكرية بقيمة 7.4 مليار دولار. ومن تحليل معطيات عام 2013 يتبين ارتفاع حجم الصادرات العسكرية الإسرائيلية إلى دول إفريقيا .. ففى هذه السنة وقعت عقود لبيع سلاح وتكنولوجيا إسرائيلية لدول القارة بقيمة 223 مليون دولار، ضعف العام الذى سبقه. وفى 2009 كانت قيمة الصفقات 71 مليون دولار. وفى السنة التى تلت ذلك وصل المبلغ الى 77 مليون دولار. وفى 2011 بلغت قيمة الصادرات 127 مليون دولار، أما فى 2012 فقد انخفض المبلغ قليلا إلى 107 ملايين دولار . فى السنة الأخيرة خشى المسئولون عن الصناعات العسكرية من تراجع مكانة إسرائيل كدولة مصدرة للطائرات بدون طيار، بعد أن دخلت فى منافسة مع الطائرات الامريكية. وطبقا لما كشفت عنه وزارة الدفاع الإسرائيلية فإن أساس التصدير العسكرى فى هذا العام ركز على تحسين الطائرات و بيع منظومات برمجة للطائرات و طائرات بدون طيار ورادارات. وتبقى دول آسيا والمحيط الهادئ المستهلكة الرئيسية للسلاح الإسرائيلى، حيث بلغ حجم مشتروات هذه الدول من الصناعات العسكرية الإسرائيلية 3.9 مليار دولار. ووقعت الولاياتالمتحدة وكندا على عقود لشراء معدات عسكرية إسرائيلية بنحو مليار دولار، بينما مع دول أمريكا اللاتينية وقعت عقودا لبيع سلاح بقيمة 645 مليون دولار. وطرأ انخفاض على حجم المبيعات إلى أوروبا، ففى عام 2013 وقعت مع دول القارة عقودا لبيع السلاح بقيمة 705 ملايين دولار، مقابل 1.6 مليار فى 2012 . ويعود السبب لهذا الانخفاض الكبير إلى توقيع الصفقة الإيطالية فى 2012، التى شملت بيع قمر صناعى وطائرات استخباراتية إلى إيطاليا. وفى عام 2013 اشترت كوريا الجنوبية من إسرائيل كما يقول جيلى كوهين فى صحيفة هاآرتس 67 صاروخ “سبايك” و 4 منصات ، وفى العقد الأخير باعت إسرائيل سلاحا و تكنولوجيا عسكرية ومعلومات عسكرية لدول أجنبية بأكثر من 6 مليارات دولار. وفى وزارة الدفاع الإسرائيلية يقولون إن عام 2013 يعتبر سنة سيئة للصناعات العسكرية، لأن ميزانيات الدفاع فى دول العالم تقلصت إلى حد ما . كما أن خروج قوات التحالف من العراق وأفغانستان قلص الطلب على منظومات الدفاع الإسرائيلية . ومع ذلك لا تزال إسرائيل كما يقول جيلى كوهين واحدة من أكبر عشر دول مصدرة للسلاح فى العالم . ومنذ عدة سنوات وقعت الهند وإسرائيل وروسيا صفقة قيمتها أكثر من مليار دولار لتزويد نيودلهى بطائرات عسكرية روسية مجهزة بأنظمة استطلاع وإنذار مبكر إسرائيلية الصنع من طراز فالكون المحمولة جوا، وهى الصفقة التى وصفتها باكستان بأنها ستقلب ميزان القوة فى جنوب آسيا، وبموجب الاتفاق تم تركيب أنظمة رادار فالكون الإسرائيلية على متن الطائرات العسكرية الروسية آى ال 76 التى تعزز بها الهند دفاعاتها. كانت واشنطن قد أقنعت إسرائيل فى تلك الفترة بتأجيل صفقة فالكون بسبب المواجهة بين نيودلهى وإسلام آباد. ويستطيع نظام فالكون أن يلتقط أى طائرة تحلق على ارتفاعات منخفضة، أو على بعد مئات الكيلو مترات فى أى مكان، سواء فى الليل أو النهار. وقد ألقت هذه الصفقة الضوء على نصيب إسرائيل من كعكة مبيعات السلاح فى العالم. وطبقا للتقديرات فإن ما تنفقه دول العالم على شراء الأسلحة والمعدات العسكرية التكنولوجية يصل إلينحو 40 مليار دولار يدخل خزانة إسرائيل منها نحو 5 مليارات دولار.وتحتل إسرائيل المرتبة الخامسة من حيث معدل تصدير الأسلحة والمعدات العسكرية بعد الولاياتالمتحدةروسيابريطانيا وفرنسا. فازدهار صناعة الاسلحة الإسرائيلية يعنى أرباحا ضخمة تحققها شركات صناعة الأسلحة، مثل ألبيت تاديران معرخوت وحتى الصناعات الجوية الإسرائيلية .