فيما يدل على حجم التكلفة الباهظة التى تتكبدها إسرائيل لتطوير منظومة القبة الحديدية، أكد موشيه يعالون وزير الدفاع الإسرائيلى أن إجمالى مديونية الجيش الإسرائيلى للجهات المنفذة لمشروع القبة الحديدية للدفاع الصاروخى. ومشروع إنتاج الطائرات التى تعمل دون طيار بلغ 800 مليون دولار أمريكى خلال ال 18 شهرا الماضية فقط. كما تعمل الحكومة الإسرائيلية على سد تلك الفجوة المالية والوفاء بمطالبات الموردين وجهات الصناعة للحيلولة دون تراكم المديونيات العسكرية. وأوضح يعالون، فى كلمة أمام معهد دراسات الأمن القومى الإسرائيلى فى تل أبيب، أن مؤسسات الإنتاج الحربى "البييت" و"إسرائيل إيروسبيس" و"رافائيل" هى الجهات التصنيعية العسكرية الأعلى مديونية لوزارة الدفاع الإسرائيلية، موضحا أن حجم الدين العسكرى بلغ نحو 3 مليارات شيكل - أى ما يوازى810 ملايين دولار أمريكى- منذ يناير 2013، على حد تعبيره. ومن جانبهم، قلل خبراء عسكريون من أهمية تلك التصريحات، مؤكدين أن معظم تمويل برنامج إنتاج القبة الحديدية يأتى من الولاياتالمتحدة، حيث تعهدت واشنطن منذ عام 2011 بتقديم مليار دولار، إضافة إلى تمويل إضافى بلغت قيمته 3 مليارات و100 مليون دولار، يقدم سنويا لتلبية احتياجات الأمن والدفاع الإسرائيلية، بينما بلغت جملة موافقات الكونجرس التمويلية لمشروع الإنتاج المشترك للقبة الحديدية نحو 429 مليون دولار منذ يناير 2013، وذلك بمقتضى اتفاق مشترك مع إسرائيل لإنتاج هذا النظام الدفاعى المضاد للصواريخ . يأتى ذلك فى الوقت الذى حصل فيه يعالون على موافقة الحكومة لمنحه قرضا تجاريا تصل قيمته إلى أكثر من مليارى دولار لتمويل المشتروات قصيرة المدى لطائرة "في-22تيلت روتر"إلى جانب أسلحة أخرى من المقرر أن تتسلمها إسرائيل من وزراة الدفاع الأمريكية "البنتاجون". وستدفع تل أبيب بمقتضى خطة السداد المؤجل، التى وافقت عليها الولاياتالمتحدة، الفوائد والرسوم خلال الاتفاقية الحالية التى ينتهى العمل بها فى سبتمبر 2018 . وأشارت مصادر إسرائيلية وأمريكية إلى أن رأس المال ستتم تغطيته من جانب الحزمة الجديدة التى تعهد بها الرئيس الأمريكى باراك أوباما، والتى ستمدد المعونة السنوية للتمويل العسكرى الخارجى حتى 2028. وكان الرئيس الأمريكى قد التزم، خلال محادثاته التى أجراها فى إسرائيل فى مارس الماضى بتمديد مساعدات بلاده العسكرية إلى ما بعد الاتفاقية الحالية التى تبلغ مدتها 10 سنوات بقيمة30 مليار دولار والموقعة فى عام 2007. وعلى صعيد مستقبل تدفق المساعدات الخارجية لتل أبيب، أعربت الحكومة الإسرائيلية عن ثقتها فى قدرة أوباما على الوفاء بوعوده بشأن إمكانية اعتماد تل أبيب على المعونة العسكرية الأمريكية لمدة عقد آخر، وذلك رغم الشكوك التى تحيط بأجندة الرئيس الأمريكى فى الشرق الأوسط، فضلا على الشكوك العميقة حول قدرته على منع إيران من أن تصبح دولة نووية.