أكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشئون فلسطين والأراضى المحتلة أهمية المؤتمر الدولى الذى ستستضيفه مصر اليوم حول إعادة إعمار قطاع غزة وقال إنه يمثل الى جانب البعد الاقتصادى والمالى يمثل أيضا تجمعا إقليميا ودوليا ضخما للمساهمة فى وضع الأسس التى لاتسمح بتكرار العدوان الاسرائيلى الأخير على القطاع والعمل على تجاوز تداعياته التدميرية بالإضافة الى أنه يفتح طريقا لإنهاء الاحتلال الاسرائيلى للأراضى الفلسطينيةالمحتلة وتقديم الدعم للتحرك الذى يقوده الرئيس محمود عباس -أبو مازن باتجاه مجلس الأمن فى هذا الصدد والمبنى بالأساس على مبادرة السلام العربية التى تنطوى على استراتيجية عربية شاملة تقوم على حل الدولتين الذى يحظى بإجماع دولي، منتقدا فى هذا السياق الرفض الاسرائيلى المستمر لهذه المبادرة وهو ما تجلى فى التصريحات التى أدلى بها مؤخرا بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء والتى أكد فيها أن المبادرة أصبحت خلف ظهورنا مما أعطى رسالة سلبية للغاية وخطيرة فى الوقت نفسه تجاه عملية السلام فى المنطقة. وقال فى تصريحات لمندوب الأهرام بمناسبة انعقاد المؤتمر ، إن هناك خطة جاهزة لإعادة إعمار قطاع غزة تم إقرارها فى القمة العربية الاقتصادية التى استضافتها دولة الكويت فى يناير 2009 عقب توقف العدوان الاسرائيلى فى ذلك الوقت بأيام من خلال جلسة لبحث تداعيات العدوان وخصصت مبلغا يتجاوز المليارى دولار لتنفيذ الخطة والتى لم تدخل حيز التطبيق بفعل استمرار الحصار الصهيونى المفروض على القطاع. واشار الى أن الجانب الفلسطينى أدخل عليها بعض التعديلات لتتناسب مع احتياجات القطاع بعد الدمار الشامل الذى تعرض له من جراء العدوان الاسرائيلى الأخير والذى امتد الى أكثر من 50 يوما. واوضح أن هذه الخطة فى حاجة الى تفعيل من قبل الجامعة والدول العربية خلال المؤتمر بالتنسيق بين مصر والنرويج ودولة فلسطين خاصة أن التقديرات المبدئية لإعادة الإعمار تصل الى 5 مليارات دولار تخصص لإعادة تأهيل قطاعات الكهرباء والصحة والمدارس بالإضافة الى مليار دولار تخصص لإعادة بناء المنازل والمنشآت التى تهدمت من فرط تركيز جيش الاحتلال عليها، مستخدما الطائرات المقاتلة والمدافع والصواريخ من كل صوب وحدب. وكشف صبيح عن أن الأجهزة المختصة بحكومة الوفاق الوطنى ستقدم تقريرا لمؤتمر القاهرة يرصد كافة الخسائر الناجمة عن العدوان الاسرائيلى الأخير ومستلزمات تجاوزها مثلما حدث فى عام 2009 ليكون الإطار الذى سيتم الاعتماد عليه فى تحديد متطلبات إعادة الإعمار، مشيرا الى أن الجامعة العربية أرسلت وفدا مكونا من عدة إدارات بالامانة العامة للجامعة العربية الى قطع غزة للتعرف على متطلبات إعادة الإعمار مثلما فعلت فى أعقاب عدوان 2008 و2009 مشددا على أهمية أن يتم الإسراع برفع الحصار الاسرائيلى عن قطاع غزة حتى يتسنى إدخال المساعدات العاجلة التى سيتم إرسالها اليه دون إعاقة بعد الهدنة محملا الأممالمتحدة مسئولية تبنى هذه الخطوة. وقال صبيح إن الجامعة العربية سارعت عبر أمينها العام الدكتور نبيل العربى عقب الإعلان عن أول هدنة بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى فى إجراء سلسلة من الاتصالات مع الأطراف العربية، وفى مقدمتها مصر والإمارات والكويت والسعودية والأردن، للإسراع بتحقيق أمرين عاجلين ،أولهما: إرسال معونات عاجلة لقطاع غزة للمساعدة فى إصلاح المحطة الوحيدة التى دمرتها المقاتلات الاسرائيلية، كما أجرى اتصالات مع وزراء الصحة والشئون الاجتماعية والمؤسسات العربية والدولية، وفى مقدمتها الأممالمتحدة ومنظمة الصحة العالمية فضلا عن المؤسسات التمويلية العالمية لترتيب مؤتمر دولى لإعادة إعمار قطاع غزة على غرار المؤتمر الذى عقد فى شرم الشيخ عقب العدوان الاسرائيلى فى نهاية عام 2008 ومطلع عام 2009 والذى رصد له 5ر4 مليار دولار وعبر صبيح عن أمله فى أن يسهم مؤتمر القاهرة اليوم فى تحقيق الأهدف المرجوة منه لإعادة إعمار القطاع الذى تعرض لتدمير كبير جراء العدوان الاسرائيلى الاخير، موضحا أن هذه العملية قد تستغرق فترة زمنية تستغرق عشر سنوات وفق تقديرات الأونروا موضحا أن الاعتداءت الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة خلفت أزمات كبيرة فى قطاعات الصحة والتعليم والزراعة والصناعة، مشيرًا إلى أن 80% من مصانع غزة دمرت تماما.