يشهد مشروع قناة السويس الجديدة حملة إسرائيلية من نوع جديد فبعد فشل وأد المشروع سياسيا، نقل علماء إسرائيليون ساحة الصراع إلى المجال البيئى بزعم التأثيرات السلبية للمشروع على التنوع والنظام الإيكولوجى بالمنطقة وكانت جريدة هارآتس قد أكدت فى بيان نشره 18 من العلماء المتخصصين فى العلوم البحرية والنظم الايكولوجية أرسلوا تحذيرا حول الآثار البيئية لتوسيع »قناة السويس« وأعتبروه مشروعا مشئوما على الحياة البحرية فى البحرين الأبيض والاحمر بسبب آثاره السلبية وتهديد التنوع البيولوجى والنظام الإيكولوجى بالمنطقة. فمن جانبه أكد الدكتور مجدى توفيق أستاذ البيئة المائية والتنوع البيولوجى بكلية العلوم جامعة عين شمس، أن هذا ا لبيان كتبه الاسرائيلى »بيلا جليل« الذى يعمل فى معهد علوم البحار بحيفا، ووضع معه 15 عالما من 12 دولة مطلة على البحر المتوسط وعالمين من أمريكا ليس لهم شأن بهذا وأرسلوه إلى مجلة» بيولوجى كان إنفيجنز« يوم 22 أغسطس 2014، وقبل على الفور، ونشر فى 2 سبتمبر 2014، أى فى 9 أيام رغم أنه معلوم أن البحث فى هذه الدورية يستغرق نحو 9 أشهر لكى ينشر. وللأسف أن ما نشر لا يعد بحثا على الإطلاق، لأنه يفتقد لكل مقومات وأسس البحث العلمى المعروف لكى ينشر فى هذه المجلة، ولا يتخطى كونه بيانا سياسيا ضد هذا المشروع المصري. وأضاف توفيق أن القصة من بدايتها ليست جديدة ولا وليدة اليوم، فبعد حفر قناة السويس عام 1869 حدثت هجرة لبعض الكائنات البحرية النباتية والحيوانية من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط من خلال القناة، وأطلق على هذه »الهجرة اللسبسية«، نسبة لدليسبس وكانت الأسماك من بين المجموعات التى هاجرت من البحر الأحمر إلى شرق البحر المتوسط واستوطنته بل ونجحت فى الوصول إلى بعض المناطق فى الغرب. وأوضح أنه قد سجل تقريبا 30 من أسماك البحر الأحمر التى هاجرت إلى البحر المتوسط ومن أشهر هذه الأنواع السيجان والبربونى وأيضا سجل نحو 62 نوعا من المحيط الاطلنطى دخلت المتوسط من الشمال، على الجانب الآخر استطاع 5 أنواع فقط من اسماك البحر المتوسط من عبور قناة السويس والعيش فى البحر الأحمر. وأشار إلى أنه اهتم كثير من الباحثين المصريين وغيرهم فى مجال علوم البحار بإجراء دراسات مستفيضة عن هذه الظاهرة وتأثيراتها سواء فى البحر المتوسط أو الأحمر، وتوصلوا لنتائج إيجابية لهذه الظاهرة. وتساءل توفيق لماذا يصدر اليوم هذا البيان والظاهرة تحدث من عام 1869، وتم تسجيلها من مئات العلماء فى كثير من الدوريات العالمية والمحلية؟! فى حين أنه لم يتم التعليق على هجرة 62 نوعا من أسماك الأطلنطى رغم أنها ضعف ما دخل من البحر الأحمر؟! وقال: زعمت الصحيفة أن هذه الأنواع البحرية التى انتقلت الى البحر المتوسط معظمها طفيليات وهى ضارة وسامة وتشكل تهديدات واضحة على صحة الإنسان. رغم ان هذه الكائنات والأسماك موجودة فى الطبيعة فى البحر الأحمر والمحيط الهندي، ولم تضر يوما صحة الإنسان أما الأسماك السامة فهى موجودة أصلا فى كل بحيرات العالم والمحيطات وأيضا فى البحر المتوسط. واعتبر مجدى مقال العلماء الإسرائيليين والأجانب ما هو الا بيان سياسى غير مبنى على أساس علمى ومشاهدات حقلية. ونحن نتساءل هنا »هل النشاط الإشعاعى الناجم عن مفاعل ديمونة النووي،الذى يصرف مخلفاته فى البحر ويتسرب إلى المياه الجوفية فى سيناء بالمواد المشعة كاليورانيوم وغاز الراوون ويسهم بشكل كبير فى ارتفاع عنصر الراديوم بنسبة كبيرة تفوق عشر مرات المعدلات الطبيعية ، يحافظ على البيئة والتنوع البيولوجى والنظام الإيكولوجي؟!.